عبرا الجديدة عادت جديدة

تزور بلدة عبرا اليوم وتتجول في أحيائها وشوارعها ومربعها الاسيري سابقا، فلا تجد أي أثر للدمار والخراب اللذين خلفتهما المعركة. فكل الابنية والمنازل والمحال التي احترقت أو تصدعت أو تضررت عادت بحلة جديدة. وحدها فقط شقة مهجورة ومحروقة بالكامل تخص فضل شاكر تقع في الطبقة الثالثة فوق مسجد عبرا لا تزال على حالها، بابها مشرع، فضلا عن وجود سيارات محترقة بالكامل وصدئة لا تزال مركونة في بورة قبالة ثانوية الراهبات المخلصيات، تشهد على ما جرى قبل أشهر. أبناء عبرا والمقيمون فيها نحو 15 الف نسمة، أغلبيتهم من صيدا وبعض قرى الجنوب واقليم الخروب، استعادوا حياتهم الطبيعية في البلدة الجديدة المستحدثة نتيجة الاكتظاظ السكاني في صيدا القديمة وضيق مساحتها، باستثناء عائلة الشيخ أحمد الاسير التي أشرفت زوجته الثانية أمل شمس الدين على اصلاح الخراب في منزلهما قبالة المسجد. لكن أحدا لم يقطن المنزل. أما المستديرات المحيطة بالمسجد، والتي حولها الاسير دشما ومتاريس وأماكن لاعتصاماته وتظاهراته فجعلتها بلدية عبرا بالتعاون مع نادي روتاري صيدا مساحات خضراء بعدما غرست فيها الاشجار والورود. وحده الرجل العجوز المريض ابو فيصل الددا الذي كان يتصدر التظاهرات والاعتصامات لا يزال يواظب على الوجود في المسجد وامام المدخل الرئيسي لمنزل الاسير. وعندما أسأله عن الوضع يجيب بغصة “ما بعرف ليش صار فينا هيك، معظم الشباب تتم ملاحقتهم وصاروا خايفين. حتى يوم صلاة الجمعة ما حدا عم يتجرأ يجي، لانو الجيش والقوى الامنية متربصين فينا. وبعض المشايخ المحسوبين على الاسير تواروا عن الانظار بعد توقيف الشيخ أياد الصالح وترهيب الشيخ عثمان حنينة، ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان كل جمعة بيرسل شيخ جديد لتأدية الصلاة. صرنا ضايعين”.

السابق
توتر العلاقات الأميركية – الروسية
التالي
حبس زوجته لاستمرارها في الغناء