رزمة مساعدات أوروبية قيمتها 11 مليار أورو لأوكرانيا

جهّز الاتحاد الاوروبي رزمة مساعدات قيمتها 11 مليار أورو لأوكرانيا، وجمد أموال 18 شخصية متهمة بسلب خزانة الدولة التي تشارف الافلاس، وقت كان وزراء الخارجية لدول غربية عدة وروسيا يحاولون في باريس الحدّ من التوتر الذي قارب مستويات الحرب الباردة.

عشية قمة اوروبية استثنائية اليوم للازمة في اوكرانيا، قدمت المفوضية الاوروبية خطة مساعدة قيمتها “11 مليار أورو على الاقل” لحساب أوكرانيا، أي ما يعادل قيمة خطة الانقاذ الروسية التي قدمتها موسكو للرئيس الاوكراني المقال فيكتور يانوكوفيتش.
وبعد ذلك بساعات، جمد الاتحاد الاوروبي أرصدة 18 مسؤولاً أوكرانيا متورطين في اختلاس أموال للدولة في أوكرانيا، بعدما اتخذت النمسا وسويسرا اجراءات مماثلة.
وقال رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل دوراو باروسو إن “الوضع في أوكرانيا يشكل اختباراً لقدرتنا وعزمنا على توفير الاستقرار لجيراننا وتأمين فرص جديدة للكثيرين، لا لقلة فحسب”. وأوضح ان قائمة المسؤولين الـ 18 ستنشر اليوم في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي قبيل انعقاد القمة الاوروبية الاستثنائية في بروكسيل.
وفي واشنطن، حذر وزير الخزانة الاميركي جاكوب لو من ان روسيا لن تشارك في الاجتماع المقبل في مجموعة الثماني إذا واصلت سياستها حيال أوكرانيا.
وقال أمام الكونغرس الاميركي: “من الواضح أن روسيا لا يمكن ان تشارك في اجتماعات مجموعة الثماني ما دامت تواصل السياسة التي تنتهجها حاليا حيال اوكرانيا”.
وقبل ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو قبل انتقاله من مدريد الى باريس، من دعم غربي لما تعتبره بلاده انقلاباً، معتبراً أن هذا الامر قد يشجع على اطاحة حكومات في أماكن أخرى. وقال إن روسيا “لن تسمح بحمام دم في اوكرانيا، لن نسمح بأي اعتداء على حياة سكان اوكرانيا وسلامتهم، ولا على الروس الذين يعيشون في اوكرانيا”. وأكد مجدداً ان موسكو “لا تملك اي سلطة” على “قوات الدفاع الذاتي” المنتشرة في القرم، “اما بالنسبة الى العسكريين الروس في اسطول البحر الاسود، فهم موجودون في مكان خدمتهم”.

مصادرة ممتلكات

وفي موسكو، يعمل أعضاء مجلس الاتحاد الروسي، الغرفة العليا في البرلمان، على وضع مشروع قانون يسمح بمصادرة ممتلكات الشركات الأميركية والأوروبية في حال فرض عقوبات على روسيا بسبب الازمة في أوكرانيا.
وقال رئيس اللجنة المسؤولة عن التشريعات الدستورية في المجلس أندريه كليشاس لوكالة “ريا نوفوستي” للأنباء إن “مشروع القانون يقترح منح تلك الصلاحيات للرئيس والحكومة”، موضحاً أنه حتى الآن، يدرس المشرعون بشكل دقيق المسألة لمعرفة ما اذا كانت مصادرة ممتلكات وحسابات الشركات الأجنبية والشخصيات لا تتنافى مع الدستور الروسي.
والثلثاء، قال أحد مستشاري الكرملين سيرغي غلاسييف إن روسيا ستخفض كليا” اعتمادها الاقتصادي على الولايات المتحدة، إذا فرضت واشنطن عقوبات بسبب الأزمة الأوكرانية، كما حذر من أن ذلك قد يؤدي إلى “انهيار” في النظام المالي الأميركي. وتحدث عن احتمال اللجوء إلى عملات أخرى غير الدولار في المبادلات التجارية، فضلاً عن عدم إعادة الديون للمصارف الأميركية.
ولاحقاً، نسبت وكالة “نوفوستي” للأنباء الى مصدر في الكرملين أن غلاسييف عبر عن رأيه الشخصي، وهذا ليس الموقف الرسمي للكرملين.
وتتلقى روسيا بصعوبة التبعات الاقتصادية المترتبة على سياستها في أوكرانيا. فقد اضطرت الاثنين الى بيع عملات صعبة بقيمة قياسية بلغت 11,3 مليار دولار في يوم واحد سمي “الاثنين الاسود” بغية دعم الروبل الذي يخضع لضغوط قوية بسبب النزاع في اوكرانيا.
وفي باريس، صرح وزير الخارجية الاوكراني اندري ديشتشيتسا بان بلاده تريد حل الازمة مع روسيا “سلميا”، وقال: “لا نريد محاربة الروس… نريد الحفاظ على حوار جيد وعلاقات طيبة مع الشعب الروسي”. وفي حديث الى “الاسوشيتد برس”، قال إن على المواطنين المؤيدين لروسيا أن يكونوا مستعدين لإبدال القوات المسلحة بمراقبين دوليين، إذا سمحت الحكومة باقتراع على مزيد من الحكم الذاتي.

القرم
وقبل اللقاء الغربي – الروسي في باريس للبحث في الازمة الاوكرانية، تصاعدت حدة التوتر على الارض في القرم، مع اعلان مصادر عسكرية أوكرانية سيطرة القوات الروسية جزئياً على قاعدتين لاطلاق الصواريخ تعتبران من المواقع العسكرية الاستراتيجية في شبه الجزيرة.
الى ذلك، واصلت سفن البحرية الروسية حصارها لسفينتين حربيتين اوكرانيتين في مرسى قرب ميناء سيباستوبول.
وترسو السفينتان “كورفيت تيرنوبول” و”سلافوتيش” التابعتان للبحرية في المرسى، بينما تسد ثلاث سفن روسية على الأقل الممرات البحرية في مصب القناة المؤدية الى المياه المفتوحة.
ونشرت وسائل اعلام أوكرانية ان الجنود الاوكرانيين على متن السفينتين يرفضون الهرب.
وتستمر حرب أعصاب بين المسؤولين العسكريين الاوكرانيين والروس مع توجيه تحذيرات من امكان شن هجوم للقوات الروسية.
ويسيطر نحو 16 الف جندي، وصل خمسة آلاف منهم على الاقل في الايام الاخيرة، على القرم حيث يطوقون معظم المواقع الاستراتيجية.

“تهديد لا خطف”
ووسط تقارير عن أن مسلحين في القرم احتجزوا ممثل الامم المتحدة في أوكرانيا روبرت سيري، قال نائب الأمين العام للامم المتحدة يان الياسون للصحافيين إن سيري “لم يخطف لكنه يتعرض لتهديد خطير… تجب ادانة هذا التصرف بقوة”.
وأعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان ما مجموعه 35 مراقباً عسكرياً غير مسلحين ينتمون الى 18 دولة من أعضاء المنظمة سيرسلون استجابة لطلب اوكرانيا.
الى ذلك، استعاد موالون لكييف السيطرة على مبنى الحكومة المحلية في دونتسك بشرق اوكرانيا. وروى شهود أن السلطات الأوكرانية رفعت علمها على مقر الحكومة المحلية في دونتسك، مسقط يانوكوفيتش، حيث كان العلم الروسي مرفوعاً منذ السبت.
¶ في واشنطن، أعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان بلاده قررت تكثيف التدريبات الجوية المشتركة مع بولونيا وزيادة مشاركتها في حماية المجال الجوي لدول البلطيق.
وتقول واشنطن إن هذه التدابير تهدف الى توفير ضمانات أمنية لحلفائها في شرق أوروبا الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في ضوء قلقها من تداعيات التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا على أمنها.

السابق
مفاجأة أميركية لسليمان في باريس!
التالي
سليمان يختلي والحريري عند مكاري