مفاجأة أميركية لسليمان في باريس!

ميشال سليمان وهولاند
مفاجأة أميركية لرئيس جمهورية لبنان على الأرض الفرنسية، من دون أن تثير لديه أي رد فعل سلبي، بل تابع محادثاته مع ضيفه بابتسامته المعهودة. أما مؤتمر دعم لبنان، الذي تحوّل إلى مؤتمر خاص بالأزمة الأوكرانيا، فلم يتعدّ الدعم اللفظي

بينما لا تزال مواقف الدول المشاركة في اجتماع مجموعة دعم لبنان المنعقد في باريس في إطار الدعم الكلامي، فاجأ وزير الخارجية الأميركية جون كيري، رئيس الجمهورية ميشال سليمان، من خلال سلوك غير مألوف خلال اللقاءات مع رؤساء الدول. فقد أكّدت مصادر مشاركة في المؤتمر لـ”الأخبار” أنه أثناء استقبال سليمان في مقر إقامته كيري، تلقى الأخير اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، استمر 15 دقيقة، فيما سليمان ينتظر انتهاء الوزير من المكالمة من دون أي اعتراض!

من جهة أخرى، أوضحت مصادر مواكبة للاجتماع أنه تحوّل إلى “مؤتمر خاص بالأزمة الأوكرانية”. وفي ما بقي للبنان من وقت، كان فرصة لتثبيت صورة لبنان مكاناً لاستقطاب النازحين السوريين، وربما لهذا السبب يبدي الجميع حرصه على الاستقرار. وتحدث الرئيس الفرنسي عن كرم لبنان وحسن ضيافته، لاستقباله “مليوني مواطن سوري” (رغم أن الأمم المتحدة تتحدّث عن نحو مليون لاجئ مسجل)، مهنئاً لبنان على شرف استضافتهم. علماً بأن فرنسا رفضت استقبال أكثر من 600 لاجئ سوري، ورفضت علاج أي جريح سوري على أراضيها. أما سليمان، فركز على أن وجود النازحين في لبنان يشكل خطراً على اقتصاده وأمنه.

وفي السياق، لفتت المصادر إلى أن أعضاء الوفد اللبناني كانوا يقولون إن المؤتمر لا يهدف إلى الحصول على أموال، بل على دعم سياسي. لكن الوفد اللبناني عاد وتحدّث عن خسائر لبنان من الأزمة السورية، التي بلغت نحو 7.5 مليارات دولار. وقدّم الوفد خطة عمل قيمتها مليارا دولار، لدعم البنى التحتية وعدد من المشاريع الاستثمارية في لبنان. في المقابل، اقترح البنك الدولي (الذي يدير الصندوق الائتماني الخاص بتمويل إغاثة اللاجئين في لبنان) منح لبنان 50 مليون دولار، قائلاً إنه سيقدم 20 مليون دولار منها، فيما ستُقدم فرنسا نحو 9 ملايين دولار، والنروج 4.8 ملايين دولار وفنلندا 3 ملايين دولار.

وكان سليمان قد ألقى كلمة في افتتاح المؤتمر، أمل فيها “أن يتم التوصل إلى وضع إطار واضح وخطة تنفيذية من أجل دعم الجيش اللبناني”، مؤكداً أن الجيش “يتمتع بالثقة من الداخل ومن الخارج؛ فهو حامي السلام والديموقراطية في لبنان، وهو مصر على مواجهة انتهاكات السلام في لبنان ووضع حد للفوضى والسعي إلى تطبيق القرار 1701”. وأمل “أن قرار دعم الجيش اللبناني سيترجم إلى تطبيق الاستراتيجية التي رفعتها إلى الحوار الوطني”.

من جهته، تحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن الأزمة التي يعانيها لبنان جراء النازحين السوريين، وشدد على ضرورة توفير الدعم السياسي والاقتصادي والأمني للبنان.
بدوره، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، “أن لبنان يستطيع أن يعتمد على دعم ثابت من الأمم المتحدة، ومن أمينها العام، ليستمر في مواجهة التحديات التي تتهدد أمنه واستقراره”.

وصدر بيان عن الاجتماع الافتتاحي أكد “الحاجة المستمرة إلى دعم دولي منسق وقوي إلى لبنان من أجل مساعدته على التصدي للتحديات المتعددة لأمنه واستقراره”، وأشار “إلى أن التزام الأمم المتحدة تجاه استقرار لبنان هو في صميم قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) والقرارات الأخرى ذات الصلة”.

ورحب المجتمعون “بحرارة بإعلان تشكيل حكومة جديدة في لبنان”، وعبّروا عن “استعدادهم للعمل عن كثب مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحكومته من أجل تعزيز الدعم للبنان”. وأكد المجتمعون “الحاجة إلى التفاف جميع الأفرقاء في لبنان حول ضمان استمرارية مؤسسات الدولة”.

من جهة أخرى، أعلن كيري في مؤتمر صحافي أن بلاده مستعدة لمساعدة أصدقائها من لبنان إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن “الحاجات التي تواجهها تلك الدول باتت جمة ولا بد من تعزيز قدراتها”، مشيراً إلى أن “اللاجئين السوريين يؤثرون في اقتصاديات لبنان”. وأكد ضرورة تطبيق إعلان بعبدا.

من جهته، رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنّ “الوضع في لبنان صعب بسبب عدوى الحرب السورية”، وقال على هامش مؤتمر دعم لبنان: “التقيت وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي أوضح لي أنّ عدد اللاجئين السوريين قد تجاوز المليون، أي حوالى ربع عدد السكان، فتخيلوا ذلك على مقاس فرنسا أي كـ 20 مليون لاجئ في بلدنا”.

السابق
المحكمة العسكرية في واجهة الملفّات الأمنية الحسّاسة
التالي
رزمة مساعدات أوروبية قيمتها 11 مليار أورو لأوكرانيا