على طريقة الديليفري.. دعارة مستوردة

دعارة

في عالم ما بعد الثانية عشر ليلاً، تأثير سوري جديد على المجتمع اللبناني.. في ظل سكون الليل الساتر لفصائح عدّة.. بائعات هوىً سوريات على طريقة الديليفري

لا يختلف اثنان ان لبنان من شماله الى جنوبه يتأثر ويؤثر في الازمة السورية، ففي نظرة سريعة الى أعداد العمّال والمهنيين والتجّار السوريين في لبنان، فان عدد هؤلاء في تزايد مستمر يلمس آثاره كثير من اللبنانيين ولكن الامر لا يتوقف عند هذا الحد.

مقاول لبناني يتعهد بائعات هوىً سوريات، يسوق لهنّ في اوساط الشباب ويقدّم العرض تلو العرض لتسهيل الحصول على الخدمة، الاسعار المغرية و”البضاعة مستوردة”.

القصة بسيطة جداً، اتصال هاتفي بـ”مقاول الفتيات” اللبناني، وبطريقة الشيفرة تخبره برغبتك بـ” عينةٍ من بضاعته”.. يستدل الرجل على العنوان ويأتيك بكل ثقة الى مكان اللقاء، يرمي عليك السلام كانك تعرفه منذ مدة، ثم يعرض عليك من ثلاث الى اربع عينات من “بضاعته” قائلاً ” انتقي اللي بتعجبك”… واياً كان خيارك فجنسية “الصبية” سورية، وهذا، بحسب المقاول، السبب الرئيس في “تنزيلات الاسعار” التي اعلنها على “بضاعته”، فأين يمكن ان تجد هكذا خدمات بخمسين دولار فقط و”واصلة لعندك”.

قد يظن كثير من الاشخاص ان “فتيات الديليفري” يعملون مجبرين في هذه “الوظيفة”، فأول ما يتبادر الى ذهن المرء ان الحرب الدائرة في سوريا دفعت العديد من الفتيات الى الانحراف والالتحاق بركب بائعات الهوى، الا انه ورغم ان البعض منهن قد ينطبق عليه هذا الكلام، فالاكثرية الساحقة من “موظفات المقاول” يمتهنّ اعمال الدعارة منذ مدّة، حتى ان بعضهّن كوَّن “سمعة” في هذا المجال وصل صداها من دمشق الى بيروت، ما سهّل من عملية ازدياد الطلب عليهن، فالحقيقة هي ان الحرب السورية، فتحت المجال الى سوق جديد امام هؤلاء، وتحت ستار النزوح تغلل امثالهن في المجتمع اللبناني.

غرام.. دموع.. هيام.. وغيرها من الاسماء الوهمية التي تستخدمها هؤلاء الفتيات لم تستطع ان تخفي اللهجة السورية عندهن، وبالاصل فهنّ صريحات جداً في موضوع كيفية انتقالهن الى العمل هنا، حيث تفصّل احداهن قصة قدومها الى هنا وكيفية وصلها بـ”المقاول” اللبناني عبر زميله بالمهنة في سوريا، وتؤكد الصبية ان “المقاول” اللبناني يتولى كلفة الفندق التي تنزل فيه طيلة مدة عملها في لبنان على ان يبدأ دوامها من الساعات الاولى لمغيب الشمس وحتى بزوغ فجر اليوم التالي، اما عن النسبة المخصصة لها من الخمسين دولار التي يقبضها “المقاول” فتتحفظ “بائعة الهوى”، غامزةً انّ تعاملها مع “رب عملها” شهري دون التطرق الى قيمة المبلغ المتفق عليه، وبالطبع فحتى تغامر “الصبية” بترك عملها في سوريا للمجئ الى لبنان فان العمل مضمون والراتب “محرز”.. كيف لا و”المقاول” لديه سيارةً عمومية نظامية يستخدمها غطاءاً ذكيّاً لنقل “بضاعته” الى مكان التسليم، دون أي مخاوف من الاجهزة الامنية.. تلك الاجهزة التي تتجاهل ان مشكلة الدعارة المحلية وحدها لها تداعيات سلبية خطيرة على بنية المجتمع، فكيف اذا كانت الدعارة.. مستوردة.

السابق
سامي الجميل: الهجوم على سليمان غير مقبول ونضع نوابنا ووزراءنا في تصرفه
التالي
فرنسا تحشد اقصى طاقاتها لمؤتمر دعم لبنان واعلان باريس