حزب الله: التسويات آتية.. والمقاومة تزداد قوة

لن يقيم “حزب الله” احتفالا مركزيا في الضاحية الجنوبية هذه السنة في الذكرى السنوية لاستشهاد القادة المقاومين الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية، وسيقتصر إحياء المناسبة على إقامة احتفالات مناطقية في طيردبا وجبشيت والنبي شيت، على أن يطل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مساء غد عبر شاشة “المنار” للحديث عن التطورات في لبنان والمنطقة متسلحا بما تحقق من “انجازات أمنية وسياسية”، مؤكدا أن مشروع المقاومة أقوى وأن التسويات الآتية ستتغلب على منطق الحرب والفتنة.
وبرغم أجواء التوتر الأمني الذي عاشته بعض المناطق اللبنانية وخصوصا الضاحية الجنوبية والبقاع والشمال في الأسابيع الأخيرة والتهديدات التي أطلقتها تنظيمات متشددة، فإن مناخات “حزب الله” تشي بأن الأيام المقبلة “ستحمل المزيد من المفاجآت الإيجابية، الأمنية والسياسية.
ثمة قناعة حزبية بأن ملفات المنطقة مترابطة، “وما يجري في بغداد يؤثر على الوضع في بيروت، وما يجري في دمشق وجنيف يرتبط بما يجري في طهران واليمن والبحرين والقاهرة، وكل الملفات مترابطة وكل اللاعبين الدوليين والإقليميين يشاركون في ادارة المعارك والصراعات والمفاوضات في المنطقة، وما بعد 20 كانون الثاني موعد بدء تطبيق الاتفاق النووي الايراني – الدولي لن يكون كما قبله، لأننا دخلنا جميعا في اطار البحث عن الاتفاق النهائي الشامل لكل الملفات بعد بدء تطبيق الاتفاق الانتقالي بين ايران ومجموعة 5+1”.
وبرغم اجواء التوتر التي تسود الوضع اللبناني نتيجة التفجيرات الانتحارية والمخاوف الأمنية، وصولا الى انفراط عقد مشروع الحكومة السياسية الجامعة، فإن المتغيرات التي حصلت في سوريا والعراق والمفاوضات الاميركية – الإيرانية المتواصلة في أكثر من عاصمة والدور المتزايد لروسيا في المنطقة وما جرى في تركيا ومصر من متغيرات “كل ذلك يؤكد أننا دخلنا مرحلة جديدة، اقليمية ودولية، وهذا يعني أن بعض الدول والمجموعات التي سعت وتسعى لتخريب الوضع لن تنجح في جهودها لأن خيار التسويات وطي ملفات الحروب يتقدم على خيار الصراع”.
تضيف الأوساط الحزبية أن الاتفاق حول مستقبل سوريا سيتم إن من خلال مسار جنيف – 2 المفتوح أم من خلال الاتصالات الجارية بعيدا عن الأضواء وثمة قناعة بأن الرئيس بشار الاسد “سيكون له دور أساسي في المرحلة المقبلة وما يجري في العراق من معركة ضد الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) بدعم دولي واقليمي هو امتداد للصراع في سوريا، وقد أبلغ الاميركيون حلفاءهم في المنطقة بضرورة التكيف مع المتغيرات وعدم الوقوف بوجه التسويات وضرورة البدء بمراجعة السياسات السابقة ورفع الغطاء عن المجموعات المتطرفة، وسيكون للروس والصينيين دورهم المستقبلي في اطار عملية تقاسم النفوذ في المرحلة المقبلة في ظل تراجع الدور الاميركي والانسحاب نحو مناطق شرق اسيا.
ومن غير المستبعد وفق المتابعين لموقف “حزب الله” أن يحصل تحرك ايراني جديد تجاه دول الخليج وخصوصا السعودية وأن تتم مراجعة كل الملفات والبحث عن افاق تسوية جديدة بعد الاتفاق الدولي – الايراني وأن تتجاوب القيادة السعودية مع الدعوات لوقف التصعيد الميداني والسياسي بعد شعور الجميع بالخطر القادم وامتداد هذا الخطر نحو اوروبا وتركيا وما يجري في مصر من تصعيد أمني قد يمتد لدول اخرى. هذه الاجواء، وفق المتابعين أنفسهم، “ستنعكس إيجابا على الوضع اللبناني، برغم انتكاسة مشروع الحكومة”.
وبالتزامن مع استمرار تعاظم النفوذ الايراني في المنطقة، يواصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي معركته ضد “القاعدة” و”داعش” وهي عملية ستزداد ضراوة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية العراقية، الأمر الذي سيساعده في خوضها من موقع أقوى. المشهد العراقي غير منفصل عما يجري في شمال سوريا ولا من انجازات حققتها الأجهزة الأمنية اللبنانية وفي مقدمها الجيش اللبناني في مواجهة المجموعات التكفيرية الإرهابية، وستشكل مؤشرا مهما لطبيعة المرحلة المقبلة، ولذلك يطل السيد نصر الله غدا متسلحا بما تحقق من انجازات ومؤكدا على أن مشروع المقاومة الذي أعلن عنه منذ 29 سنة في “الرسالة المفتوحة” في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الشيخ الشهيد راغب حرب من حسينية الشياح لا يزال مستمرا وهو اقوى اليوم في لبنان والمنطقة.

السابق
الجمهورية: اسم وزير الدفاع لن يعلن عنه قبل صدور المراسيم النهائية
التالي
مواقف إيرانية تتخطّى وجود الدولة اللبنانية