التريث فرض نفسه على واقع التشكيلة والعرقلة سيدة الموقف

وليد جنبلاط والرئيس بري

فرضت نظرية “التريّث” نفسها على واقع الاعلان عن تشكيل الحكومة التي دخلت شهرها الحادي عشر في مرحلة محفوفة بالتطورات السياسية والامنية، ورغم تردّد الحديث اليوم عن ولادة الحكومة الا ان حواجز العرقلة لا تزال ناشطة على خط الرابية، ويبقى الخلاف على الحقائب داخل 8 و 14 آذار سيد الموقف اضيف اليه رفض 8 آذار اسناد حقيبة الداخلية الى المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي. في حين تمسكت قوى 14 اذار بحقيبتين سياديتين هما الداخلية والدفاع مقابل الخارجية والمال لـ8 اذار.

مع سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى تونس غدا للمشاركة في احتفالية الدستور الجديد للجمهورية التونسية تلبية لدعوة من نظيره محمد المرزوقي وسفر رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى سويسرا وثم المانيا للعلاج واجراء عملية جراحية، يميل الاعتقاد الى ان الولادة الحكومية رُحّلت الى الاسبوع المقبل.

وتقول مصادر في 8 اذار ان المساعي المبذولة لاخراج حكومي شبه معقول ومقبول تحت عناوين “الحياد” و”لزوم ما يلزم” يبدو انها تعثرت بدورها وان المساعي التي يقودها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط على هذا الصعيد اصطدمت باستحالة خروج الرئيس بري عن اجماع 8 اذار والتضامن مع “رئيس تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون المتمسك بحقيبتي الطاقة والاتصالات وقرار عدم المداورة في الحقائب الوزارية، علما ان حزب الله “المحشور” اليوم دوليا واقليميا على خلفية مشاركته في الحرب الدائرة في سوريا ليس في وضعية تمكنه من المجازفة بالتخلي عن الغطاء المسيحي الذي يوفره له العماد عون من خلال ورقة التفاهم وقد لوّح عون بالانفتاح على اخصام الحزب المحليين والاقليميين، واعلن استعداده لفض الشراكة ليس مع الحزب وحسب انما على المستوى الوطني ايضا اذا ما استمر تهميشه وتغييبه عن القرارات المصيرية كما جرى في عملية التشكيل الحكومي وتوزيع الحقائب وحرمانه من وزارة سيادية وعدم اعطائه وزارة الطاقة التي طالب بابقائها مع الوزير جبران باسيل، وسألت اوساط في 14 اذار، هل يريد فريق 8 آذار تشكيل حكومة ام انه يكسب الوقت؟ وقالت “ان الساعات المقبلة كفيلة بالاجابة، لكن يبدو ان نسبة الولادة تراجعت واذا لم تولد اليوم فستصعب ولادتها”.

في المقابل تدعو مصادر مقربة من حزب الله الى نسيان الملف الحكومي راهنا مؤكدة انه طوي الى افق يمتد الى ما بعد الاسبوع الاول من شهر اذار، كما تمنى النائب جنبلاط على رئيس الجمهورية منح الاتصالات لتذليل العقبات بضعة ايام إنضاجاً للاتفاق.

وفي معلومات دبلوماسية ان “الوقت الفاصل لهذا التاريخ يحمل محطتين بارزتين الاولى استكمال محادثات جنيف 2 في العاشر من الجاري والثانية زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المملكة العربية السعودية مطلع اذار.

وفي قراءة لقوى الرابع عشر من اذار حول نسف ملف التشكيل من اساسه ودفعه الى شهر اذار المقبل اكدت تلك القوى ان الوضعية الجديدة اذا ما صحّت تنطوي على طرح قديم اعيد احياؤه ويقضي بالربط ما بين الحكومة والاستحقاق الرئاسي حتى اذا ما حالت الظروف والاوضاع دون اتمام الاستحقاق في موعده فهو سيأخذ معه وبدعم من فريق 8 اذار الاستحقاق الحكومي وبالتالي تصح مقولة انسحاب الفراغ على كل المؤسسات.

واشارت مصادر مواكبة للحراك الحكومي ان موضوع الاعلان عن ولادة الحكومة قد يُستمهل بضعة ايام، افساحا في المجال امام ايجاد حل لعقدة عون الحكومية او تعود الامور الى نقطة الصفر، ولفتت الى ان النائب جنبلاط يعمل على خط حكومة ميثاقية جامعة، ولو تطلب الامر تأخير الاعلان عن ولادة الحكومة.

السابق
الساحلي: لتشكيل حكومة اتحاد وطني تواجه التحديات
التالي
ضبط شبكة دعارة وممنوعات في الجنوب!