السفير: شخصيات سلفية تطالب حزب الله بمراجعة خياراته

أشارت المعلومات الى ان ثمة حوار غير مباشر بين “حزب الله” وقيادات اسلامية سلفية، محوره الأساس المقاربة المتناقضة لهذين الطرفين للملف السوري.

وذكرت المعلومات لصحيفة “السفير” ان القيادات السلفية تحمّل الحزب مسؤولية التطرف في الساحة السنية وظاهرة الانتحاريين، وفي المقابل، يرد الحزب محملاً المسؤولية للفكر المتطرف الذي شهدنا فصوله في السنوات العشرين الأخيرة في نواح عدة في العالم، قبل أن تندلع أزمة سوريا وتصل النار الى البيت اللبناني.

ونقلت الصحيفة عن شخصيات اسلامية على علاقة وطيدة بالتيارات السلفية في لبنان والوطن العربي، قولها ان قيادة حزب الله لم تدرك حتى الان خطورة قرار بالمشاركة في القتال في سوريا تحت عنوان “مواجهة المجموعات التكفيرية”، و”بالتالي ما شهدناه حتى الان من تفجيرات وسيارات مفخخة هو البداية والخشية كل الخشية في ما ستحمله الايام المقبلة لان الذين يخوضون القتال مع الحزب اليوم ليس لديهم قواعد منظمة للصراع وهم منتشرون في كل العالمين العربي والاسلامي وحتى في انحاء اخرى من العالم، وهم قادرون على الوصول الى عمق مناطق الحزب ومؤسساته والجهات التي تتعاون معه في لبنان والمنطقة”.

واضافت الشخصيات الاسلامية ان “حزب الله” لم يحسن في تقديم الخطاب القادر على تحييد بعض التيارات الاسلامية السلفية المعتدلة لانه قدم خطابا مذهبيا واستخدم منطق تكفير الاخرين من دون ان يميز أو يدرك حجم التباينات والصراعات بين القوى المنخرطة في القتال على أرض سوريا ضد النظام، لا بل وضعها كلها في سلة واحدة، ما جعلها تتعاون في ما بينها لمواجهة ما تسميه الخطر الشيعي”.

كما اخذت هذه الشخصيات على اعلام “حزب الله” وحلفائه أنها تخلط في المصطلحات بين الوهابية والسلفية والسلفية الجهادية والقاعدة وبقية التيارات الإسلامية ولا تميّز بين هذه التيارات والحركات، كما يتم وضع كل هذه التيارات في خانة الاستخبارات السعودية او الاميركية.

وفي الشأن السوري نقلت “السفير” عن هذه الشخصيات ان المطلوب من الحزب البحث عن المساحات المشتركة مع بعض التيارات الاسلامية التي تخوض اليوم صراعا قويا ضد “الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام” والسعي الى تقديم بعض التنازلات على صعيد مستقبل النظام في سوريا والا فسيستمر الصراع طويلاً.

ودعت هذه الشخصيات قيادة “حزب الله” وحلفائه في المنطقة الى اجراء قراءة جديدة للصراع والابتعاد عن الخطاب المتشنج والتعاون مع القوى الاسلامية الفاعلة في ساحاتها للتوصل الى تسويات شاملة لان الاستمرار في الصراع سيؤدي الى ادخال المنطقة في حرب طويلة قد تمتد لاكثر من مئة عام.

السابق
وباء اسمه النرجسية
التالي
مشهد عمر الأطرش: الطائفة المظلومة مجدداً