أحبّ لهجتي الجنوبية.. وأريد دخول التلفزيون

لوركا سبيتي
متعددة النشاطات من معلمة رياضة و شاعرة الى صاحبة برنامج ثقافي اذاعي على "صوت الشعب، الى كاتبة قصص اطفال، الى مؤلفة الى أم مرتبطة بأطفالها.. كل هذه المهام هي لابنة كفرصير لوركا سبيتي، ابنة الشاعر مصطفى سبيتي. لنقرأ ماذا قالت عن نفسها لـ"جنوبية".

“من الجنوب اللبناني، من بلدة كفرصير، هناك ولدتُ وكبرتُ، وليس لي زمن في المدينة. كنتُ ابنة 15 سنة حين نزلت الى بيروت، حتى لهجتي الجنوبية لا تزال واضحة، وأحب أن احافظ عليها فلا أخفيها لأني احب الانتماء الى الجنوب”. هكذا عرفت لوركا سبيتي عن نفسها لـ”جنوبية”.

وأضافت: “هذه التلقائية والمباشرة تؤثر على طريقة تفكيري كوني من الجنوب، وكون اهل الجنوب هم الصامدون، فالعدو يجمعهم، وهم المحرومون، وهم الذين يعيشون على الحدود، كل ذلك يصنع لدينا شعورا خاصا وهو شعور حلو ليس موجودا لدى ابن بيروت او اي منطقة اخرى”.

تتابع الشاعرة الشابة لوركا سبيتي حديثها، فتقول: “والجميع يقول ان الجنوب حلو وجميل وناسه كرماء. اضافة الى ان تعرّضنا للضغوطات يولد الصلابة داخلنا فتمكننا من مواجهة الحياة نتيجة الخبرة والتجارب فلا نعاني كما غيرنا من ابناء المناطق”.

عن الشعر وبدايتها فيه، تقول:” الشعر فكرة قديمة. انا احسها واعيشها، فأبي شاعر، وجديّ شاعر، وقد وعيت على ابي دائما يكتب الشعر وينهرنا كي لا نبعثر له أوراقه وكتبه”.

وتتابع: “عندما يولد الطفل في جو ثقافي فليس له فضل في ان يصبح شاعرا، فجوّ منزلنا هو: قال المتنبي، وقال ادونيس. وهكذا سلكنا هذا الدرب. ففي منزلنا مكتبة كبيرة نختلف جميعنا حول وراثتها. كان أبي يقيم سهرات أدبية وشعرية وموسيقية. وكان يساعدنا على اختياراتنا، فأختي (فدا) أصبحت موسيقية لكنّها هاجرت الى ألمانيا، واخي فيديل شاعر حداثي وصحافي، وانا معلمة رياضة بدنية وخريجة فلسفة، إذ كان يشجعني والدي بحضور زملائه الشعراء الكثر على الرقص”.

تجسّدت موهبة لوركا الأدبية في العام 2000، وقد شجعها الشاعر أنسي الحاج على ذلك، ونشرت حتى الآن ثلاثة دواوين. الاول صدر عام 2004 (انت لي الان تحرر)، والثاني عام 2008 (عندي اول مرسى)، والثالث عام 2011 (ليس سوى الأرق).

ما هو شكل علاقتك بأهل بلدتك كونك شاعرة متميزة بشعرها الاباحي في بيئة محافظة؟ الا يفرض ذلك عليك لوما وعتابا؟: “منذ بداية وعينا في كفرصير كنا مميزين بتصرفاتنا ولباسنا. كنت مع مجموعة تُطلق على نفسها اسم (شلة الحرية). كنّا غير شكل. وبالرغم من ان الجو تقليدي ومحافظ الا ان أهل بلدتي أناس طيبون ولم يسيئوا لنا بكلام جارح، كانوا جد متفهمين لخياراتنا كشباب. لم يتعرّض لنا احد من(الملفلفين) ولم اسمع كلمة مسيئة بحقي من احد”.

وتتابع:” كما ان البلدية دعت الى حفل توقيع لكتبي الشعرية علما انها تابعة لحزب الله، ولم اتعرّض لأي أذى. انا لست ايضا ممن يهتم بكلام الناس. يعرفون اننا تربينا في بيت غريب الاطوار، وتعودت الناس على عيشنا هذا وعلى قرراتي المتهورة. ولم اعان مرة واحدة من كلام الناس..”.

في احد المرات كتبت تعليقا على صفحتها على الفيسبوك وتلقت تعليقات قاسية عليها لكنها لم تردّ كونها تتفهم عقلية كل شخص. وترى ان هذه العقيدة هي الهوية ومن دون هذه العقيدة يكون الانسان بلا هوية. وما يؤسفها ان “مشكلتنا كلبنانيين هي بالقول هذا سني وهذا شيعي”.

تقول:” انا ماركسية واعتبر انه يجب ان اجمع الفقير السني مع الفقير الشيعي، ولكننا نرى التفرقة لان الطبقة الحاكمة تريدنا ان نبقى على صراعنا هذا. وعندما تتفق هذه الطبقة الحاكمة نرى ان الخلاف بين الناس قد زال. تخيلي ان أربيّ ابني على ان هذا شيعي وهذا سني”.

وتخبرنا عن صديقة لها منذ زمن طويل ولا تعرف الى اي طائفة تنتمي حتى اليوم. وقد عرفت مذهبها منذ فترة قصيرة فتفاجأت هذه الصديقة بالقول: “معقول؟”.
عن برنامجها الاسبوعي في صوت الشعب تقول:” هو (من صوت الشعب) وقد انطلق منذ سنتين يُذاع كل نهار سبت الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، ويعاد الاحد العاشرة صباحا. يستقبل شخصيات مرموقة في مجالاتها، مرموقة كما اراها انا في كل الميادين سواء السياسية، أو الاقتصادية أو الادبية أو الشعرية أو الفنية. وألتقي الضيف واتعرف إليه واتجول معه. ومن الذين استضفتهم الرئيس سليم الحص، والاعلامي طلال سلمان، والشاعر أنسي الحاج على مدى ثلاث جلسات علما انه لا يجري اية لقاءات اعلامية ابدا، والشاعر عقل العويط.. وقريبا سيكون لي لقاء مع الفنان زياد الرحباني”.

وتخبرنا أنّ برنامجها “عميق ومفيد وتجربتنا في الحياة تشبه بعضها، ونحن في المكان نفسه والتجربة نفسها. لذا أجد نفسي تشبه كل الناس. واسعى لان انقل حلقات برنامجي الاذاعي الحواري الى كتاب حيث ابحث عن دار نشر مناسبة”.

عن اعمالها الاخرى، تقول: “كتبت قصصا للاطفال الاولى (آدم والنعامة)، والثانية (آدم رسام الغابة)، وقد كتبتها خصيصا لابني آدم الذي كان بعيدا عني”.

وكتبت قصة لابنتي سما تحت عنوات (اسمي جنين) وهي بطور الصدور”.
هي متزوّجة من الدكتور ناظم حيدر وهو أيضا صاحب كتاب فلسفي اسمه (طريق الى الروح).

وتختم الحديث بتمنٍّ وهو:” أنوي ان اعمل في التلفزيون، وأحاول بطريقة ما ان استمر، ويقال ان من يكون شكلها جميل وصوتها مناسب يمكنها ان تصبح مقدمة برامج على الشاشة، فكيف اذا كانت تملك امكانياتي الثقافية؟ اريد من دخولي عالم التلفزيون تبيان خطأ مقولة: الجمهور عايز كده”.

السابق
حسني مبارك يريد أن يصوت في الاستفتاء على الدستور
التالي
عوارض التفجيرات: سكان الضاحية محبوسون في منازلهم