إغتيال شطح يُطلِق «7 أيار جديداً»؟

إغتيال الوزير السابق محمد شطح قد لا يكون حدثاً معزولاً عن المقدمات السياسية التي سبقته. لكن، لا بدّ من محاولة قراءة الدلائل التي أثارها هذا الاغتيال لمعرفة الاهداف المتوَخّاة منه.
إكتفَت الخارجية الاميركية بالبيان الذي أصدرته سفارتها في بيروت ودانَ جريمة الاغتيال ثم ببيان اخر عن الوزير جون كيري ، مذكّراً بضرورة تطبيق القرارات الدولية، وكذلك “اتفاق الطائف” و”إعلان بعبدا”، ودعم الجيش والقوى الامنية، طالباً من السلطات العمل على كشف الجُناة.

لكنّ مصدراً أميركياً يقول إنّه من الضروري قراءة الاغتيال بعَين أخرى، خصوصاً أنّ الحادث يأتي في سياق أحداث كبرى، ينغَمِس في وحولها أطراف مختلفة.

وفي حين تعتبر مصادر أنّ الحادث قد لا يكون معزولاً عمّا يجري في المنطقة، إلّا أنها تسعى الى محاولة تفسير سياق الاغتيال. إذ إنّ شطح ليس من الرموز المذهبية، ولا من الصقور الذين يمكن أن يؤدي اغتيالها الى موجة زلزالية في النسيج الاجتماعي، كما جرى مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكنّ اغتياله يشبه الى حد بعيد الاغتيالات التي تَلت اغتيال الحريري وطاولَت رموزاً وشخصيات غير مُغَطّاة شعبياً.

وتضيف المصادر أنّ ما جرى بعد ذلك أدى الى تهجير قسم كبير من قيادات تيار سياسي معيّن، إمّا الى الخارج أو الى داخل بيوتهم. وهذا ما جرى أيضاً في ما يسمّى السابع من أيار عام 2008.

وتقول أوساط عربية في واشنطن: “إنّ الرسائل التي أعلنها الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله هي فائقة الوضوح بالنسبة الى المعركة التي وضع نفسه وحشر طائفته فيها. واذا كان عنوان ما يريده الآن هو تنفيذ الاستحقاقات السياسية والدستورية في لبنان وفقاً لوجهة نظره، يصبح من المفهوم الأحداث التي قد يشهدها لبنان من الآن وصاعداً”.

وتضيف: “إنّ حملة التخويف والتهويل التي مورست على أطراف لبنانية من أجل استمالتها، أو على الأقل إسكاتها لتمرير اسم الرئيس العتيد للبنان، يبدو أنها حققت بعضاً من أهدافها. فقد أمكنَ على الاقل إجبار طرف لبناني على الصمت، فيما يجري العمل على تفكيك مواقف آخرين”…

وفي اعتقاد الاوساط نفسها “أنّ لبنان قد دخل عملياً في 7 أيار جديد، على رغم نَفي أوساط لبنانية محسوبة على تيّار معيّن هذا الأمر. فاغتيال شطح يشبه تماماً ما جرى عام 2005، ويأتي في سياق تقييد الحركة السياسية للاطراف المعارضة، ورداً على المأزق الاستراتيجي الذي دخله الطرف الذي انغمسَ في الحرب السورية”.

وتقول هذه الاوساط العربية: “إنّ التجربة تشير الى أنّ الخروج من المأزق الخارجي يجري تنفيسه داخلياً، عبر محاولة الإمساك بنحو أقوى بالاوراق الداخلية، وهذا ما أظهرته التجارب في لبنان في السنوات الاخيرة، وهذا ما يجري، للأسف، تكراره”. وتضيف: “إنّ قراءتها هذه ليست اتهاماً بمقدار ما هي محاولة قراءة ما جرى ويجري، سواء داخل لبنان أو في محيطه”.

وتختم الاوساط بمطالبة الولايات المتحدة الأميركية بإصدار “موقف صريح وضاغط يؤمّن الحماية لِما تبقّى مِن اعتدال في لبنان والمنطقة، وتأدية دور مختلف في هذا المجال”.

السابق
الرجل الذى أشرف على إعدام صدام: بوش اشار بيده للمالكي موافقاً
التالي
النهار: محمد شطح شهيداً… إنها حرب الترويع مجدّداً