رئيس ليبيا السابق: لبنان ليس جدّيا في كشف مصير الصدّر

أحمد جبريل
"جنوبية" التقت محمود جبريل في بيروت، على هامش زيارة خاطفة قام بها، هو رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي خلال الثورة الليبية، ورئيس الحكومة الليبية الانتقالية بعد سقوط نظام القذافي العام 2011، وسألته عما خبره ورآه، فكشف الكثير من الأسرار، وكانت الصدمة أنّه كشف "عدم جدّية" في الجهود اللبنانية والليبية لكشف مصير الإمام الصدر. وأكّد أنّه في مرّة طلبنا طبيبين شرعيين لبنانيين من الرئيس نجيب ميقاتي، فلم نحصل على إجابة إلى اليوم"، مؤكدا وجود "مماطلة في هذا الأمر باستمرار".

أين أصبحت قضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه؟ ومن “نيّم” القضية؟ وهل المطلوب أن تبقى “معلّقة” للإستفادة منها في الزورايبة اللبنانية الداخلية؟ ولبناء قصور من نضال، على كرتون آلام العائلات الثلاثة؟

“جنوبية” التقت في بيروت، على هامش زيارة خاطفة قام بها، رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي خلال الثورة الليبية، ورئيس الحكومة الليبية الانتقالية بعد سقوط نظام القذافي العام 2011، محمود جبريل، وسألته عما خبره ورآه، فكشف الكثير من الأسرار، وكانت الصدمة أنّه كشف “عدم جدّية” في الجهود اللبنانية والليبية لكشف مصير الإمام الصدر. وأكّد أنّه “في مرّة طلبنا طبيبين شرعيين لبنانيين من الرئيس نجيب ميقاتي، فلم نحصل على إجابة إلى اليوم”.

يُذكر أنّ جبريل تحدّث إلى جنوبية بصفته الشخصية وعن تجربته الخاصّة وليس من أيّ منصب أو باسم أو صفة رسمية، فاقتضى التنويه.

.كيف تروي حكاية الإمام موسى الصدر؟

– قطعنا شوطا في البداية وكنت على تواصل مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، وفي الفترة الأخيرة، بعدما تركت المكتب التنفيذي، ظلّ هناك تواصل على مستوى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي قمت بزيارته مرتين. وكان اللواء عباس ابرهيم مهتما شخصيا بالموضوع وكان هناك تصوّر أن يأتي ابرهيم الى طرابلس ليقابل مدير استخبارات القذافي عبد الله السنوسي، ويسأله أسئلة مباشرة.

للأسف تعثرت هذه الزيارة. رغم ذلك كان هناك حرص من البلدين على بدء صفحة جديدة من العلاقات. والى الآن لا يوجد سفارة ليبية في بيروت. المهمّ أننا اتفقنا على تشكيل لجنة مشتركة من البلدين لمتابعة هذا الملف والوصول الى اجابات نهائية. على اعتبار أنّ هذا الملف أخذ وقتا طويلا جدا وكان يجب ان يغلق وتنتهي القصة هذه.

·هل التقصير من الجانب الليبي أو اللبناني؟

– أعتقد أنّه كان على الجانب الليبي أن يبادر أكثر وأن يقدم مبادرات أكثر.

· ما آخر ما توصلتم اليه كحكومة او جهة ليبية.

-الروايات متعددة.

·لا معلومات غير رويات؟

– كل واحد تلتقيه يروي لك رواية ، لكنّ لقاء اللواء ابرهيم بعبد الله السنوسي ربما يجيب على الاسئلة ويحسم التحقيقات. فقد ارتكب السنوسي الكثير من الجرائم بحق الشعب الليبي وبحقّ غير الليبيين.

· برأيك هل يخفي السنوسي المعلومات خوفا من العقاب على ما اقترفه؟

-أذكّر هنا أنّه حين ذهب الامام موسى الصدر الى ليبيا لم يكن السنوسي مدير المخابرات بعد.

·  لكنه يعرف بالطبع خفايا هذا الملفّ.

–  نعم، لذلك يجب ان يسأله رجل أمن أسئلة مباشرة هو اللواء ابرهيم وهذه الزيارة لم تتم الى الآن.

· بسبب من لم تتمّ هذه الزيارة؟

– لا أعرف.

· برأيك هل هناك من لديه رغبة في إبقاء الأمر معلقا؟

– هذا ليس، ولن يكون، لصالح أي من البلدين.

·هل هناك برأيك من لديه رغبة بعدم كشف الحقيقة؟

– شعرت في لبنان أنه لم يكن هناك مساعدة كافية. كنت رئيس المكتب التنفيذي. في فترة كنا نبحث عن الجثمان وكان هناك مقابر جماعية كثيرة من المجازر التي ارتكبها القذافي. طلبت من السيد نجيب ميقاتي ان يرسل مساعدة طبية من طبيبين شرعيين لبنانيين، لأنه كان هناك طبيب شرعيّ ليبيّ واحد، لأنّنا لم نكن نريد أن تتنشر أخبار عن تلك المجازر وما نفعله. وأردنا أن يكون هناك طرف لبناني مشارك حتى يتأكد بنفسه أن الاجراءات تتم طبقا لما يجب ان تتم، وان يساعدنا من ناحية أخرى. فقد اكتشفنا أكثر من 700 جثة في منطقة السبيعة، والتحقيق في 700 جثة يأخذ وقتا طويلا.

· ما كان الجواب اللبناني؟

– للأسف لم نستلم جوابا على هذا الطلب.

·الخارجية اللبنانية لم تتفاعل معكم؟

– ذهب وزير الخارجية اللبناني الى ليبيا والتقى وزير الخارجية الليبي لكن أنا يهمني النتائج.

·لم يخلصا الى نتائج؟

– نعم، لهذا برأيي فإنّ الحل العملي هو تشكيل لجنة مختصة من البلدين، أمنية وسياسية وطبية، وتنهي هذا الأمر بشكل نهائي بلا مماطلة، وبلا توجيه دعوات أو غيرها.

·هل كانت المماطلة من لبنان؟

– لا أعرف من أين كانت، لكن طبعا هناك مماطلة في هذا الأمر باستمرار. ربما الجانب الليبي هو الذي يجب ان يبادر.

·لكن تتقل حضرتك بشكل واضح أنّ الجانب اللبناني لم يبادر على قدر الرغبة اللبنانية العارمة والتاريخية في كشف مصير الامام الصدر؟

– الخارجية اللبنانية ربما تطالب الآخرين، لهذا أقول إن الحل الأمثل ليس المبادرة والطلبات بل لجنة مختصّة يكون من أولوياتها بعد حلّ الملفّ تحسين العلاقات بين طرابلس وبيروت.

· ما هي الرواية الأقرب الى العقل بالنسبة اليك؟

-لا استطيع ان أدلي بدلوي في هذا الموضوع لأنّ أهل الفقيد قد ترهق قلوبهم الأخبار غير المؤكدة. ولا بد من تحقيق مهني محترف يضع المسألة في ملف العلاقات الليبية اللبنانية لنضعها على الطريق الصحيح.

·العلاقات اللبنانية الليبية اليوم كيف تقيّمها؟

– يمكن أن تكون أفضل من ذلك بكثير.

السابق
الأحذية في تاريخ العرب: من شجرة الدرّ إلى ضحى شمس
التالي
هل تعود الفاشية مجددا إلى أوروبا؟