حوادث صيدا: الفعاليات تتلهّى بالقشور والإنشاء

فعاليات صيدا
الجميع يعيش على التاريخ: صيدا مدينة التنوع، صيدا ملتقى الأديان، صيدا التسامح صيدا وصيدا وصيدا.... يقفلون عيونهم عما يحصل في صيدا من تغييرات. فصيدا اليوم هي غير صيدا عام 1982 وصيدا 1985. وفعاليات المدينة تحاول تجاهل المشكلة الأساسية للتتلهى بالقشور وتحاول أن تظهر أنها ناشطة وفعالة، وتدير الظهر للواقع.

منذ مساء الأحد 15 كانون الأول، يوم الحادث الأمني الذي جرى عند نهر الأولي ثم مجدليون في صيدا، تعيش المدينة حياتها بحذر. خبريات في كل مكان، وكل طرف يحاول تحليل ما حصل وفقاً لمصالحة السياسية. ويوم الخميس 19 كانون الأول تم تشييع الشاب محمد جميل الظريف الذي قضى بالحادث، بحضور كثيف من رجال الدين. وقد وصفه المشيّعون بأنّه “الشهيد المظلوم”.
الشارع الصيداوي في حيرة من أمره، يحاول أن يعرف الحقيقة. الجميع ضد الاعتداء على الجيش، الجميع يصر أنه المؤسسة الوطنية الأولى التي تدافع عن المواطن والوطن. لكن “الجيش يخطأ ويمكن أن يرتكب أخطاء”، بحسب تعبير الشيخ ماهر حمود في اجتماع مركز معروف سعد الثقافي صباح الجمعية 20/12/2013.
في اللقاء التشاوري الذي عقد في دارة النائب بهية الحريري تعالت أصوات تطالب بمعرفة ما حصل عند الأولي ومجدليون. وأعلن بعضهم أنه فقد الثقة ببيانات الجيش قبل أن يعاد النقاش إلى أصوله ويصدر البيان الختامي يؤيد الجيش ويستنكر الاعتداء عليه.
وفي اللقاء الذي دعا إليه النائب السابق أسامة سعد صباح الجمعة، بدا وكأنّه اجتماع بناء للطلب، فالطرح خلاله لم يتجاوز التأكيد على تأييد الجيش واستنكار الاعتداء عليه، وهجوم شديد على المجموعات التكفيرية. وارتفعت في اللقاء أصوات تطلب عقد لقاء يجمع ألوان الطيف الصيداوي كلّها لتلتقي مع دعوة بهية الحريري إلى الغاية نفسها.
يبدو أن القوى والفعاليات الصيداوية وعلى اختلاف تلاوينها تحاول أن تجد حلولاً لما تواجه المدينة من مشكلات، وتبتعد عن النقاش الجدي لأسباب المشكلات التي بدونها لا يستقيم الوضع في المدينة.
الجميع يعيش على التاريخ: صيدا مدينة التنوع، صيدا ملتقى الأديان، صيدا التسامح صيدا وصيدا وصيدا…. يقفلون عيونهم عما يحصل في صيدا من تغييرات. فصيدا اليوم هي غير صيدا عام 1982 وصيدا 1985.
فعاليات المدينة تحاول تجاهل المشكلة الأساسية للتتلهى بالقشور وتحاول أن تظهر أنها ناشطة وفعالة، وتدير الظهر للمهمة الأساس وهي أنّ ما يحدث في صيدا وغيرها يعود سببه إلى غياب تسوية سياسية بين القوى السياسية الأساسية. هنا المشكلة وهنا يجب ممارسة الضغط للوصول إلى حل فعلي ودائم.
لنكن أكثر تحديداً: لو توصل حزب الله وتيار المستقبل إلى تسوية ما، تسوية تؤمن للطرفين الهيمنة على البلد والاستفادة من المواقع، هل كنا لنشهد ما نشهده اليوم من حوادث أمنية؟ الوضع الأمني المتدهور لا تصلحه إجراءات أمنية ولا معالجات عسكرية وأمنية. لا حل له إلا بتسوية سياسية، فهل نبدأ من هذه النقطة، أو نضيع الوقت والجهد في معالجة النتائج فحسب.

السابق
ضبط كمية من حبوب الـ “كبتاغون” في مطار بيروت
التالي
«القاعدة» تعتذر عن هجوم مستشفى الدفاع باليمن