الشرق: لبنان ينتظر لقاء ال س. إ وخوف من الانزلاق الى الفتنة الداخلية

كتبت “الشرق ” تقول: على رغم اهمية اللقاءات التي يعقدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الخارج متنقلا بين باريس وقطر والكويت بحثا عن بارقة امل تخرج لبنان من فراغه ودوامات ازماته السياسية والاجتماعية المتراكمة والامال المعلقة على تحصيل مساعدات لمعالجة ازمة النازحين، استأثر التصعيد الحاد بين طلاب الجامعة اليسوعية وذيول اشكال فريق محطة “الجديد” مع عناصر الجمارك بالاهتمام الداخلي من زاويتين، الاولى تجدد الاشتباك الكلامي واليدوي بين طلاب هوفلان واستدعاء ادارة الجامعة الجيش لضبط الوضع وتعليق الدروس والثانية انسحاب مفعول حادث الجمارك على اكثر من قطاع مع اعتصام المخلصين الجمركيين في كل المرافق البحرية والجوية والتوقف عن العمل استنكارا للتعرض للمديرية ما تسبب بأزمة تجارية جراء عدم تسليم البضائع بما فيها المحروقات حيث تمنعت شركات النفط عن تسليمها الى المحطات جراء عدم حضور موظفي الجمارك الى مكاتبهم.
وفي حين تضاربت المعلومات عن المدى الزمني الممكن ان يبلغه اضراب المخلصين الجمركيين بين اقتصاره على يوم واحد او امتداده لثلاثة ايام، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد سلسلة لقاءات مع وزيري المال والاعلام محمد الصفدي ووليد الداعوق والمدعي العام التمييزي بالوكالة القاضي سمير حمود والمدير العام للجمارك بالانابة شفيق مرعي، القضاء والاجهزة الرقابية المولجة متابعة الموضوع الى جلاء الحقيقة وتبيانها بوضوح بما يحفظ حرية التعبير وحقوق المواطنين المدنية وتحديد المسؤوليات استنادا الى القوانين المرعية.
وبين الحدثين بقيت زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى طهران تحت المجهر السياسي نسبة لتزامنها مع توقيع الاتفاق النووي وما حمله بري في جعبته اثر عودته الى بيروت من معلومات على مستوى من الاهمية لاطلاع المسؤولين اللبنانيين عليها، في ظل ارتفاع منسوب التحليلات والقراءات في مضمون الاتفاق والحديث عن صفقات سرية تحت طاولة المفاوضات الدولية.
ونقلت “وكالة الانباء المركزية” عن مصادر مواكبة لزيارة بري انها كانت ناجحة وتناولت الملفات كافة، تم التركيز خلالها على خطورة التفجير الانتحاري الذي تعرضت له السفارة الايرانية في بيروت والاتفاق النووي الايراني مع دول الخمسة+1 وانعكاسه على الملف السوري لجهة التحضير لاجتماع ناجح ومثمر لجنيف- 2 والازمة اللبنانية وامكانية الخروج من دائرة الفراغ واستئناف الحوار الداخلي والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وركز بري مباحثاته على اهمية الاسراع في حل سياسي في سوريا بما يساهم في تنفيس اجواء الاحتقان المذهبي والسياسي بين الاطراف اللبنانية. وشدد على ضرورة استئناف الحرارة على خطي الرياض- طهران وانعكاسه مباشرة على الازمة الحكومية اللبنانية. وابلغت القيادة الايرانية الرئيس بري وفق المصادر ان لا مانع من اي تقارب مع المملكة العربية السعودية لا بل التقارب مفيد لكل الملفات في المنطقة، لكن القيادة السعودية ما زالت على تشددها في اكثر من ملف، فالمواقف من التدخل العسكري لـ”حزب الله” في سوريا على حالها وصولاً الى المواقف من الاتفاق النووي والتشكيك في النيات الايرانية والجدية في الالتزام بالاتفاق وليس انتهاء بمعارضة مشاركة طهران في جنيف -2″.
ورداً على ما أشيع أمس عن امكانية زيارة الرئيس بري الرياض بعد عودته من طهران، اكدت المصادر “انها غير مطروحة راهنا وهي سابقة لاوانها وظروف حصولها غير ناضجة”، مستبعدة حصولها قبل “انعقاد جنيف – 2”.
وفي السياق، اعتبرت اوساط سياسية في قوى 14 اذار ان زيارة بري لايران في هذا الظرف بالذات تحمل في طياتها اكثر من رسالة، اذ ان بري يمثل الوجه المعتدل للطائفة الشيعية في لبنان ويجسد هذا الاعتدال بمبادراته الحوارية والمتضمنة بمجملها دعوات للتلاقي ومد جسور التواصل بين القوى السياسية وقد ابقى على خطوط المواصلات مفتوحة بين هذه القوى حتى في اكثر اللحظات السياسية تشنجا اضف الى انه عراب سياسة النأي بالنفس التي تبنتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. كل ذلك بحسب الاوساط يشكل مؤشرا الى رغبة ايران المتجددة التي يمثلها الرئيس حسن روحاني في انتهاج السياسة المعتدلة والمتوازنة في اكثر من ملف.
وفي انتظار اللقاء السعودي الايراني المرتقب الذي سيتناول الوضع اللبناني وسبل المساعدة على ترسيخ الاستقرار السياسي والامني فيه، حذرت مصادر متابعة للاوضاع في قوى الرابع عشر من اذار من “مغبة انزلاق لبنان الى الفتنة الداخلية في حال استمرار وتصاعد وتيرة الاحداث التي تسجل يوميا على المستويات الشبابية سواء في المعاهد والجامعات او في المؤسسات العامة والرسمية”.
وشبهت المصادر ما يجري اليوم على الارض بالمندرجات التي سبقت المعارك والاحداث الداخلية التي شهدها لبنان في اكثر من محطة وتحت اكثر من عنوان منذ العام 1975 حتى اتفاق الدوحة اخيرا. الا انها اعتبرت ان المظلة الدولية الواقية لاستقرار لبنان كفيلة بلجم تدحرج الساحة نحو الانفجار بحسب ما تؤكد تصاريح المسؤولين الدوليين المعنيين والضامنين لامن لبنان.
ونقلت المركزية عن مرجع أمني سابق وصفه للوضع اللبناني الداخلي “بالمكشوف امنيا اذا لم يصر الى معالجة الاسباب الحقيقية الممكن ان تشعل فتيل التفجير” مؤكدا “ان الهدوء الحذر يتحكم بالساحة”، معربا عن خشيته من “ان تسقط الخطط الهشة الموضوعة لضبط الوضع في فخ اصرار بعض القوى على جر لبنان الى اتون الصراعات الدموية والفتنة المذهبية”.
من جهتها ابدت مصادر قيادية في قوى 8 اذار قلقها من تجدد مسلسل التفجيرات كاشفة عن معلومات تلقتها عن اعمال تخريبية واسعة قد تستهدف مواقع لحزب الله وكل ما له علاقة به، مشيرة الى ان الجهد الامني منصب راهنا على رصد اماكن بعض الجهات التخريبية والسيارات المفخخة، واتخاذ التدابير الامنية القصوى لافشال مخططات الارهابيين لا سيما في الضاحية الجنوبية وبعض مناطق العاصمة، وستبدأ هذه الاجراءات بالظهور تباعا قرب المراكز الحزبية ودور العبادة.

السابق
اللواء: نظام الأسد يُحبط مشروع ميقاتي لإقامة مخيمات إيواء
التالي
الأخبار: اهتمامات نووية للأمانة العامة ل 14 آذار