الديار: سليمان يطالب الجميع بالانسحاب من سوريا على طريقة تحييد لبنان

كتبت الديار: تزاحمت الملفات السياسية الهامة والخطرة من الحدود العراقية – السعودية عبر اعلان تنظيم شيعي قصف منطقة حفر الباطن بالسعودية بـ6 قذائف، الى التفجيرات في حق الشيعة في العراق والتي حصدت اكثر من 40 قتيلا ومئات الجرحى، الى الاحداث السورية المتواصلة، الى الاجتماعات بين ايران ودول 5+1 في جنيف، الى التفجيرين الانتحاريين في بيروت واللذين استهدفا السفارة الايرانية، وكلها احداث تنبئ بتفاعلات ستترك بصماتها على المنطقة العربية والعالم بأسره.
وفي ظل هذه الاجواء، وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رسالة الى اللبنانيين بمناسبة عيد الاستقلال اكد فيها انه لا يمكن ان تقوم دولة الاستقلال اذا ما قررت اطراف او جماعات لبنانية بعينها الاستقلال عن منطق الدولة، او اذا ما ارتضت الخروج عن التوافق الوطني باتخاذ قرارات تسمح بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح على ارض دولة شقيقة وتعريض الوحدة الوطنية والسلم الاهلي للخطر. ودعا خلال الاشهر المقبلة التي تسبق الاستحقاق الرئاسي الى التزام اعلان بعبدا من اجل تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للازمات الاقليمية وليس الحياد في موضوع الصراع العربي – الاسرائيلي.
وطالب سليمان بأن تكون القوات المسلحة هي الوحيدة الممسكة بالسلاح والناظمة للقدرات الدفاعية بإشراف السلطة السياسية.
من جهة اخرى، ينظم الجيش اللبناني احتفالا وعرضا عسكرية بمناسبة عيد الاستقلال حيث برنامج الاحتفالات ما زال كما عممته دوائر القصر الجمهوري باستثناء الغاء الكوكتيل الاحتفالي والاجواء الموسيقية حدادا على الضحايا.
نجحت مخابرات الجيش اللبناني في تحديد موقع الشابين الانتحاريين في اقل من 24 ساعة، وحددت مكان سكنهما في فندق «الشيراتون فور بوينتس- فردان، وحسب مصادر امنية، فان الانتحاريين باتا ليلة واحدة في الفندق، اي قبل العملية بنهار واحد، وغادرا الفندق عند الساعة الثامنة من صباح حصول العملية وقصدا احد المخيمات الفلسطينية ومكثا لمدة ساعة وتزودا بكل ما تحتاجه عملية التفجير، وانتقلا بسيارة «جي ام سي
الى مكان السفارة حيث ترجل احد الانتحاريين الذي بدا متوترا وهرول باتجاه مدخل السفارة وفجر نفسه حسب ما كشفت كاميرات السفارة والمحلات التجارية.
كما ادى ارتباك سائق الـ«جي ام سي المفخخة الى الاصطدام باحدى السيارات بعد ان قادها بسرعة لافتة، فلحق به الدركي هيثم ايوب ويوسف علي غصن، لكن الانتحاري اضطر الى توقيف سيارته بسبب شاحنة المياه، وعندها حاول ازاحتها من طريقه عبر سيارته، مما اثار انتباه حراس السفارة ومسؤول الامن رضوان فارس، فتوجه نحوه وعالجه برصاصات، فيما كان ايوب وغصن يحاولان توقيفه، عندها قام بتفجير سيارته وسقط عدد كبير من الضحايا والجرحى، بينهم الملحق الثقافي، فيما نجا السفير الايراني غضنفر ركن ابادي بسبب قيامه بأعمال داخل السفارة، فيما كان مفترضا ان ينتقل بموكبه الى وزارة الثقافة للاجتماع بالوزير غابي ليون لحظة حصول التفجير.
وتقول المعلومات ان مخابرات الجيش اللبناني باهمت فندق الشيراتون ودخلت الى الغرف وصادرت الاغراض التي فيها، وكل ما يتعلق بالانتحاريين ووجدت جهاز كومبيوتر وآلات تصوير، ويبدو ان الانتحاريين كانا يملكان شرائط فيديو عن الطرقات امام السفارة وجغرافية المنطقة، كما قاما بتجارب مرورية عديدة امام السفارة. وتبين ايضا ان صور كاميرات الفندق مطابقة لصور كاميرات السفارة لناحية شكل الانتحاري الذي فجر نفسه امام السفارة، وتبين ايضا للمحققين ان هويتي الانتحاريين مزورتان، وانه تم توقيف صاحبي الهويتين اللذين كانا قد ابلغا المراجع الرسمية بفقدانهما لهويتيهما وقد افرج عنهما.
وتبين ايضا من التحقيقات ان السيارة المفخخة والدراجة النارية تم شراؤهم من بيروت ولم تأتيا من الخارج. وتقول المعلومات ان السيارة نقلت الى البقاع وبيعت الى شخص يدعى علي اسماعيل من بريتال، وهذا الشخص ارتبط اسمه بأكثر من سيارة تم تفخيخها، ونقلت السيارة بعدها الى سوريا.
وتقول المعلومات ان جهات امنية كانت قد وزعت صورة لشخص قبل ايام ووصفته بأنه من الاشخاص الخطرين وطلبت من كل من شاهده الابلاغ عنه وربما كان هذا الشخص احد الانتحاريين، لكنه لم يتم التأكد من ذلك بشكل قاطع.
وتضيف المعلومات، ان الاجهزة الامنية كانت قد تلقت قبل ايام من التفجيرين كما من المعلومات عن التحضير لعملية ارهابية او اطلاق صواريخ من الجبل وبالتحديد من منطقة «المونسة ومن عرمون باتجاه الضاحية الجنوبية وانها قامت بتفتيش المنطقة، وتبين عدم وجود اي شيء.
كما تلقت ايضا معلومات عن التخطيط لعملية تفجير لأحد المقرات الديبلوماسية السورية من قبل القياديين في القاعدة ماجد الماجد واحمد السويدي.
وتقول المعلومات ان السفارة الايرانية في بيروت سلمت مخابرات الجيش اللبناني كل الاشرطة لديها والمتعلقة بالتفجير، وهناك تعاون بين المسؤولين الايرانيين والامنيين اللبنانيين.
وذكر مساعد وزير الخارجية الايراني انه لا داعي لمشاركة المخابرات الايرانية في التحقيقات. كما ذكرت معلومات ان حزب الله ابلغ القيادات الامنية استعداده لاعطاء كل ما تطلبه مخابرات الجيش اللبناني، خصوصا ان لديه معطيات عن الحادثة وكيفية حصولها ومن زود الانتحاريين بعدة التفجير وغيرها.
وتقول معلومات مؤكدة انه تم توقيف سيارة كانت تراقب مسرح الحادثة وتزود الانتحاريين بالمعلومات والرصد، بالاضافة الى سيارتين ما زالتا موضع ملاحقة. وتم توقيف عدد من الاشخاص في محيط التفجير افرج عن البعض منهم وما زال هناك احد الموقوفين ويتم التحقيق معه.
وتضيف المعلومات ان القوى الامنية اللبنانية اتخذت اجراءات مشددة حول مقار السفارات ودور العبادة، فيما اتخذ حزب الله اجراءات غير مسبوقة لحماية بيئته ومنطقته وحلفائه.
وفي التحقيقات ايضا وبحسب مصادر اخرى، فان هويتي المفجرين الانتحاريين تم ختمهما في بيروت، وان الجهود تتركز حاليا على مكان تفخيخ السيارة والحصول على الحزام الناسف، لكن الاهم وجود المشغل الذي تم فيه وضع المتفجرات ومصدرها ومن امنها للقاعدة في بيروت، وعما اذا كان الامر قد حصل في مخيم برج البراجنة او في عرسال، ولدى الاجهزة الامنية رقم هيكل السيارة وهيكل الدراجة النارية، ويجري التحقيق مع خدم الفندق عمن زار الانتحاريين وكيف تصرفا ولهجتهما وماذا طلبا من مأكولات لتحديد تفاصيل اكبر، علما ان موظفة في الفندق اشارت الى ان لهجتهما ليست سورية ولا خليجية، وكذلك تركزت التحقيقات مع الموظفين حول اذا ما غادر الانتحاريان الفندق، علما ان الاجهزة الامنية تلاحق ايضا 4 اشخاص اختفوا في الوقت ذاته وغابوا عن الظهور كليا بعد حصول الانفجار.
على صعيد آخر، أوقفت القوى الامنية شخصين امام قصر العدل في طرابلس وهما صلاح وحاتم حسون وعثر في هاتفيهما على صورا لكنائس وقصر العدل ومناطق حساسة في طرابلس، وبوشرت التحقيقات معهما.

السابق
الانوار: سليمان لا قيام لدولة الاستقلال مع دخول لبنانيين بنزاعات في الخارج
التالي
الشرق: سليمان ينبه من الفراغ الرئاسي.. ويدعو للانسحاب من الازمة السورية