المستقبل: جعجع نصر الله ليس مفوّضاً إدارة لبنان وحزبه غير شرعي

كتبت “المستقبل ” تقول: أدخلت المرحلة الثانية من الخطة الأمنية طرابلس في مناخ تفاؤلي للمرّة الأولى منذ استهداف المدينة بالتفجيرات الإرهابية والاعتداءات المباشرة على الآمنين فيها… فيما كان استمرار تدفق النازحين السوريين إلى مدينة عرسال يشيع مناخات تصعيدية استثنائية في منطقة القلمون في ضوء الهجمة التي يشنّها نظام بشار الاسد وأعوانه في “حزب الله” وتوقّع حصول مواجهات ضارية إضافية.
وفي حين بقيت الملفات السياسية وفي مقدّمها تشكيل الحكومة معلقة على حبال الانتظار، أكد رئيس حزب “القوّات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله لا يملك تفويضاً من أحد لإدارة شؤون لبنان، وأنّ مشاركة حزبه في القتال في سوريا “هي التي ستؤدي إلى العرقنة” عندنا.

ورأى في مؤتمر صحافي عقده في معراب “أنّ حزب الله أدخلنا اليوم في قلب العرقنة”, واتهم نصر الله بـ”تزوير التاريخ”، واعتبر أن الحزب “غير شرعي وغير قانوني وطبيعة وجوده بشكله الحالي، تتناقض مع العيش المشترك ومع الأمن والاستقرار في لبنان وتمنع قيام حياة طبيعية وسيادة القانون”. وقال: “إنّ السيد نصر الله لا يملك تفويضاً لإدارة استراتيجية لبنان”, وخاطبه قائلاً: “يا سيد نصر الله أنت موجود في أرضنا وأرضك ونعم أنت في حاجة إلى غطائنا لأنّ أفعالك تنعكس علينا أيضاً”.
وانتقد جعجع القول بأنّ السعودية لا تريد تشكيل حكومة جديدة وقال: “هذا كلام غير صحيح لا بل خرافة، والحل يكمن في تشكيل حكومة لا تضم لا 8 ولا 14 آذار”.

عرسال
واستمر النزوح السوري الكثيف من بلدة قارة إلى عرسال، كما استمرّت الاعتداءات الأسدية على أبنائها والتي أدت إمس إلى مقتل الشقيقين يوسف وخالد الحجيري نتيجة غارة شنتها مروحية تابعة للنظام. فيما تتحسّب البلدة في الإجمال من احتمالات ازدياد التصعيد في جوارها.
وأكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري مقتل يوسف وخالد بالغارة السورية، وناشد مجلس الأمن حضّ النظام السوري “على وقف تعدياته ووضع حد لقصفه العشوائي الذي يطاول حدود البلدة ومزارعها”. وقال: “نطالب بانتشار الجيش على الحدود ولكن الدولة تتذرع بنقص العتاد والعديد لذلك”.
كما طالب الجيش ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بـ”وضع حد للانتهاكات السورية على المدينة لا سيما بعد الغارات الأخيرة عبر تقديم شكوى إلى مجلس الأمن أو حضّ النظام السوري على وقف تعدياته”. وأوضح الحجيري رداً على سؤال عن عدد اللاجئين السوريين الذين نزحوا إلى عرسال خلال الأيام القليلة الماضية أنه يتراوح بين عشرة و12 ألف لاجئ، لافتاً الى “تعاون البلدية مع وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئات الإغاثية التي وصلت إلى المنطقة لتلبية حاجاتهم، مشدداً على أن عرسال “تبلع” هذا العدد، نافياًً وجود تقصير في التعامل مع اللاجئين وإنما قلّة في الامكانات نسبة إلى الأعداد المتزايدة”.
وأضاف: “ليس ضرورياً إقامة مخيم للاجئين في عرسال، وإنما ربما في المناطق الشاسعة على الحدود مع قارة السورية نظراً لتوافر آبار المياه فيها”.

طرابلس
وفي طرابلس، أشاع البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمنية، بعض التفاؤل في أن تكون الخطوة بداية مرحلة من التهدئة بعد الاعتداءات الدموية التي طاولت أهل المدينة بدءاً من التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا المصلين في مسجدَي “السلام” و”التقوى” وصولاً إلى ممارسات وارتكابات شبّيحة الاسد.
وانتشر عناصر من قوى الأمن الداخلي في منطقتي جبل محسن وباب التبانة وأقاموا حواجز ونقاط تفتيش عند مداخلهما الرئيسية كما جالوا في دوريات راجلة ومؤللة من دون تسجيل أي حادث يُذكر أو أي ظهور مسلح غير شرعي.

سليمان…
إلى ذلك، يلقي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم كلمة لبنان في مؤتمر القمة العربي الافريقي المنعقد في الكويت على أن يلقي غداً الكلمة الختامية. وأكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة أن زيارة سليمان إلى السعودية كانت “ناجحة جداً” مشيراً الى أن المملكة “قيادة وشعباً يهمهما جداً وضع لبنان وهي حريصة على أمنه واستقراره وازدهاره”.

وأكد لـ”الوكالة الوطنية للاعلام” على هامش مؤتمر “اتحاد وكالات الأنباء العربية” في المملكة “ان زيارة رئيس الجمهورية كانت ناجحة جداً، واللقاءات كانت مثمرة سواء مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أم مع ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز أم مع بقية الجهات الأخرى التي قابلها”.

إجماع دولي
وأكدت واشنطن على لسان سفيرها في بيروت ديفيد هيل: “أن هناك إجماعاً دولياً على أن سياسة النأي بالنفس اللبنانية عن الصراع السوري هي السياسة الصحيحة، وأن الجماعات اللبنانية التي تنتهك هذه السياسة تضع مصالحها الضيقة ومصالح رعاتها في الخارج فوق مصالح الأمة اللبنانية”.
وقال هيل في حفل تكريمي أقامته على شرفه “غرفة التجارة اللبنانية الأميركية” إنه “منذ العام 2005، استثمرت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، من خلال المعدات والتدريب لسبب محدد جداً. فقط عندما تكون هذه المؤسسات قادرة على ان تحمي جميع المواطنين في لبنان، والسيطرة على كامل حدود لبنان وأراضيه، يمكن للبلد أن يكون مستقراً ويعيش بسلام”.
وأكد “ان توفير الأمن والسيطرة على السلاح يجب أن يكونا بين أيدي مؤسسات مسؤولة أمام الشعب وشفافة أمام مؤسسات الحكم، وليس أمام مجموعات لها أجندتها الخاصة وتشابكاتها الخارجية”.

السابق
الديار: تقدم الدبابات النظامية نحو قاره ومحاولة قطع طريق الامدادات
التالي
اللواء: اجتماع نفطي مع مسؤول أميركي اليوم سليمان يحمل ملفّ