الشاب زياد رمال: قتله فلتان السلاح

زياد رمال
لماذا يقتل مراهق نفسه على سطح منزله؟ كيف لم يتردد ولو لثوان قبل ان يعيّر تلك البارودة لتقتله؟ ما هي همومه التي بسببها قرر ان ينتقل الى العالم الآخر؟ وهو لم ير من هذا العالم ما يكفي عمره؟ وهل قتل نفسه عن طريق الخطأ؟ ام انتحر؟ ام أنّ فلتان السلاح في أيدي الجميع، ومنهم غير البالغين، هو الذي قتله كما يقتل غيره كلّ يوم؟

رحل الشاب زياد رمال ببارودة اوتوماتيكية تم تحديد وقت إنطلاق الرصاصة منها لتصل الى رأسه. قتل نفسه او ربما أصيب بطلق ناري عن طريق الخطأ بعدما كان يحمل البارودة على ظهره في غرفة على سطح منزل ذويه في الدوير، لاسباب لا  تزال مجهولة.

وسط تباين في الآراء، قتل نجل دكتور الاعصاب والشرايين المعروف بإنسانيته وأخلاقه العالية. فهناك من يعتقد انه انتحر بطلق ناري في غرفة، وهناك من يعتبر ان أحدهم قد أطلق عليه النار، وهناك من نفى الخبرين ورأى أن الحادث جاء بالصدفة إذ كان يلعب بالبارودة الاوتوماتيكية وانطلقت منها طلقة الى رأسه مباشرة. ونقلت معلومات عن الطبيب الشرعي المتابع للقضية انه قتل نفسه.

زياد من مواليد 1997، طالب بكالوريا في ثانوية الراهبات بالنبطية، كان يدرس بالامس ليخضع لإمتحان بمادة الكيمياء اليوم. والدته روسية الاصل اسمها تاتيانا ووالده الدكتور طارق رمال، المحبوب من مرضاه بسبب علاقته الطيبة مع الناس، التي تتحول باستمرار الى علاقة صداقة وليس مصلحة. يؤكد اساتذة الضحية في المدرسة لـ”جنوبية” انه شاب مهذب وذكي ومجتهد، ولا يقوم بأي أمور خارجة عن المألوف. ويؤكد مقربون منه انه بقي حتى السابعة مساء يتواصل مع رفاقه على الواتس اب، أي قبل ساعة من مقتله، الامر الذي تسبب بصدمة لرفيقه المقرب ما ان سمع بالخبر.

لا تزال هذه الحادثة الغامضة تثير العديد من التساؤلات، في وقت بات القتل كما شرب الماء، وبات الجرم منتشرا في وسائل الاعلام دون حسيب او رقيب. فإذا كان قتل نفسه لنا أن نسأل: كيف لشاب في عمره ان يجمع تلك الشجاعة لإنهاء عمره؟ وإن كان عن طريق الخطأ، فمن المسؤول عن إبقاء الاسلحة في متناول الاطفال والمراهقين؟

السابق
احتفال في دار العناية الصالحية
التالي
جنبلاط :المرجعية الرسمية المكانة الاهم في اي تعاملات مع الخارج