البناء: المخطوفون التسعة إلى الحرية ولبنان يحتضنهم اليوم أو غداً

كتبت “البناء ” تقول: وصل ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز وبعد مضي أكثر من سنة وخمسة أشهر على اختطافهم على أيدي المجموعات المسلحة في سورية إلى خواتيمه السعيدة بعد أن نجحت الوساطات التي استغرقت بدورها أشهراً وزُخّمت في اليومين الماضيين من خلال الزيارات المكوكية التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بين كل من سورية وقطر وتركيا.
وليل أمس وخلال وجود اللواء ابراهيم في تركيا أعلن وزير خارجية قطر خالد العطية عن نجاح المساعي التي أفضت إلى إطلاق سراح المخطوفين التسعة وأكد رئيس اللجنة الوزارية المكلفة متابعة هذا الملف وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي لـ”البناء” أن المخطوفين أصبحوا في عهدة تركيا التي دخلوها ليلاً وان عملية التسليم والتسلم ستتم اليوم أو صباح الأحد على أبعد تقدير ودفعة واحدة من دون أية تجزئة.
وقال: وبما أن اللبنانيين أصبحوا في تركيا فهذا يعني أنهم أصبحوا معنا وأن المسألة باتت محض تقنية تتعلق بالنقل والتسلم والتسليم مع الإشارة إلى أن الوزير جريصاتي بقي على تواصل دائم مع وزير الداخلية مروان شربل واللواء ابراهيم لمواكبة تفاصيل ما جرى.
وفي وقت لاحق أكد اللواء ابراهيم أن المخطوفين أصبحوا في تركيا وسيصلون إلى لبنان بين 24 و48 ساعة بعد الانتهاء من الترتيبات البروتوكولية.
وكان الرئيس ميشال سليمان تلقى منذ يومين وعداً من أمير قطر بإنهاء هذا الملف بشكل سريع وسليم.
وكانت معلومات توافرت لـ”البناء” تفيد أن محاولات الابتزاز من قبل الخاطفين هي التي أخّرت عملية الإفراج عنهم لأن ما عُرض في السابق وما تحدثت عنه مراجع تركية عليا إلى جهات لبنانية مسؤولة منذ أسابيع تكررت أخيراًوهي محاولة الإفراج عن اثنين أو ثلاثة من المخطوفين مقابل الإفراج عن معتقلين للمعارضة السورية لدى الدولة السورية وكذلك محاولة شمول هذه الصفقة الطيارين التركيين.
أضافت المعلومات أن تكرار هذا الموقف واجهه موقف واضح من السلطات اللبنانية بأن تتم الصفقة بشكل كامل ومن دون هذا الأسلوب من الابتزاز لإنهاء هذه المعاناة الطويلة للمخطوفين التسعة وهذا ما حصل ليلاً.

ابتهاج في الضاحية
وفور شيوع خبر نجاح مساعي إطلاق المخطوفين شهدت الضاحية الجنوبية حالة من الابتهاج حيث أعرب أهالي المخطوفين عن سرورهم للخاتمة السعيدة وأنهم بدأوا بالتحضير لاستقبال يليق بعودة الأهالي.
ولوحظ أن البعض من هؤلاء بدأ بتحضير لافتات تشيد بدور اللواء ابراهيم وكل من ساهم في ما اعتبروه بتحقيق الحلم.

جمود داخلي
إلى ذلك وبالعودة إلى الوضع الداخلي بقي حال الجمود مسيطراً على الحركة السياسية الداخلية وإن جرى خرقه بالاجتماع الذي عقد في بعبدا لسفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان وبالاتصالات التي أجراها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في أنقرة ودمشق لترتيب صفقة إطلاق المخطوفين اللبنانيين لدى العصابات المسلحة في منطقة أعزاز السورية.
وبدا واضحاً من خلال مواقف تيار “المستقبل” وحليفه القوات اللبنانية وأيضاً من خلال المعطيات المتوافرة وجود نية لدى السعودية بتوتير الأوضاع في لبنان حيث لا انفراجات قريبة على مستوى تأليف الحكومة أو لعمل مجلس النواب بل على العكس فكل المؤشرات توحي بسعي هذا الفريق إلى مزيد من الشلل الحكومي والمجلسي وإلى مزيد من التوتير الأمني بالتوازي مع استمرار التغطية السياسية من جانب “المستقبل” للمجموعات المسلحة في طرابلس وعرسال ومناطق أخرى في مقابل رفع منسوب حملة الافتراءات ضد سورية والقوى الحليفة لها في لبنان.

اجتماع لمجموعة الدعم
في أي حال فقد أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمام سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان أن المشاركة بالأعباء المالية غير كافية بما أن المشاركة في تقاسم الأعداد البشرية غير كافية. وأوضح أن هناك توافقاً على أن اجتماع نيويورك كان ناجحاً من حيث الشكل والمضمون والمطلوب متابعة الخلاصات المهمة التي صدرت عنه لجهة تطبيقها وبأي منهجية وبرنامج داعياً إلى التشجيع على عقد مؤتمر جديد للدول المانحة.
بدوره لم يتقدم المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بأي إجراءات عملية لدعم لبنان في تحمل أعباء النازحين لكنه شدد “على دعم لبنان بمواجهة أزمة النازحين السوريين وأنه يجب زيادة المشاركة الدولية في تحمل الأعباء” متحدثاً عن السعي “لعقد اجتماع أوسع من أجل ذلك”.
من جهتها لفتت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست التي شاركت في الاجتماع إلى أن الاتحاد أعلن تزويد لبنان بحوالى سبعين مليون يورو لمساعدة النازحين السوريين في فصل الشتاء. لكن المسؤولة الأوروبية دعت “الحكومة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها وأن تتخذ القرارات المناسبة بالنسبة لموضوع النازحين”.

لا معطيات حول مساعدات لبنان
أوساط قصر بعبدا أشارت إلى أن اللقاء تناول آليات العمل في سبيل تأمين الدعم المالي الدولي للبنان لكنها لاحظت أن الأمور لن تنجز “بكبسة زر” لأن هناك إجراءات وخطوات معينة تحتاجها هذه العملية” وأوضحت أن الاتصالات واللقاءات على مستوى مجموعة الدعم الدولية ستستمر في الفترة القريبة توصلاً لتقرير بعض المساعدات”.
لكن مصادر وزارية استبعدت حصول أي خطوات أو إجراءات من جانب مجموعة الدعم لتغطية تكاليف إيواء النازحين مشيرة إلى أن هناك وعوداً كثيرة لكن ليس هناك من ترجمة لهذه الوعود ولا حتى مؤشرات لحصول ذلك في المستقبل القريب.

الحكومة: الفيتو السعودي مستمر!
أما في شأن تشكيل الحكومة فالاتصالات شبه المجمدة تدور في الحلقة المفرغة في ظل الضغوط التي يمارسها فريق “14 آذار” على الرئيس المكلف تمام سلام للحؤول دون تشكيل حكومة وحدة وطنية بينما تؤكد معلومات مصادر دبلوماسية أن السعودية لا تزال تمارس لعبة التعطيل على مستوى مؤسسات الدولة في لبنان وبينها تأليف حكومة جديدة وهو الأمر الذي توضح مجدداً أمس بعزم حكام السعودية تقديم مشروع قرار إلى الأمم المتحدة يدين ما زعمه “تدخل حزب الله في سورية”.

علامات استفهام حول موقف سلام
لكن اللافت في هذا السياق ما قاله الرئيس سلام في حديث له أمس لإحدى الصحف الخليجية من أن “لا مصلحة بحكومة تكون نسخة مصغرة عن الواقع السياسي في مجلس النواب” ما يعني بحسب مصادر نيابية أن سلام يتنــاغم مع دعوات “14 آذار” الرافضة ليس فقط لحكومــة تتناسب مع الأحجام النيابية بل رفضه قيام حكومــة وحدة وطنية. وتقول المصادر إن كلام سلام يستشــف منه أنه قد يسير بحكومة “أمر واقع” وهذا الأمر كان لوّح به قبل عطلة الأضحى عندما حدد بصورة غيــر مباشــرة مناسبة عيد الاستقلال لحسم ملف التأليف.

السابق
الجمهورية: الحريري من اغتال الحسن سينال عقابه
التالي
الشرق الأوسط: الرئيس اللبناني يدعو لمتابعة دعم بلاده باستقبال اللاجئين السوريين