النهار: هل رُبطت مقررات نيويورك بالحكومة الجديدة؟

كتبت “النهار ” تقول: مع ان ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في اعزاز على الحدود السورية – التركية عاد الى واجهة الاهتمامات السياسية والامنية في ثالث ايام عطلة عيد الاضحى أمس، فان التطورات المتصلة بهذا الملف لم تحجب مواقف وتحركات دولية وغربية برزت في الايام الاخيرة في شأن الازمة الداخلية في لبنان، ولا سيما منها الازمة الحكومية.
وتتمثل الاهمية التي تكتسبها الاطلالة الخارجية الجديدة على المشهد اللبناني في تزامنها مع معلومات توافرت لـ”النهار” عن تبلغ جهات لبنانية رسمية وزارية واقتصادية صراحة ان تقديم المساعدات المقررة للبنان في مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان الذي انعقد الشهر الماضي في نيويورك تقتضي التعجيل الى اقصى الحدود في تشكيل حكومة جديدة. ومن المقرر ان يعقد قبل ظهر اليوم اجتماع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان يحضره سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وممثل الامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي لمتابعة البحث في آلية تنفيذ مقررات مؤتمر نيويورك. وستكون للرئيس سليمان اولاً مداخلة علنية في الاجتماع ثم يتحدث بلامبلي قبل بدء المناقشات المغلقة.
وعلمت “النهار” ان كلمة سليمان ستركز على تفعيل مقررات مجموعة الدعم الدولي للبنان وابقائها حية والسعي الى وضعها موضع التنفيذ وتقويم المقررات في نقاطها الاربع الرئيسية التي تشمل دعم اعلان بعبدا والاستقرار في لبنان ودعم الاقتصاد ودعم الجيش وتقاسم الاعباء بالنسبة الى ازمة اللاجئين السوريين مالياً وعددياً.
ولم يغب هذا البعد وسواه من أبعاد الواقع اللبناني الداخلي والاقليمي عن تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون امس عن تنفيذ القرار 1559 الذي تميز بتشديده على استعجال تشكيل حكومة جديدة. وجاء في خلاصات التقرير نصف السنوي عن القرار كما اوردها مراسل “النهار” في نيويورك علي بردى ان الامين العام “شجع زعماء لبنان على اتمام عملية تشكيل الحكومة من دون مزيد من التأخير”، مؤكدا انه “من الحرج ان يقوي زعماء لبنان المؤسسات الوطنية وثقة كل المجموعات بانهم سيتصرفون بطريقة تحمي لبنان من اثر الازمة السورية”. أضاف ان “التشكيل الملح للحكومة حرج بالتحديد في سياق الازمة الانسانية”، داعياً الجميع الى “المحافظة على مبادئ بيان بعبدا”.

باريس: وساطة ؟
الى ذلك، بدت باريس كأنها تتهيأ لاستعادة دور محوري في الوساطات الاوروبية والغربية لمساعدة الافرقاء اللبنانيين على تجاوز التعقيدات التي تعترض محاولات الحلول الداخلية وتهدد بمزيد من التعقيدات للازمة السياسية. وفي هذا السياق، أفاد مراسل “النهار” في العاصمة الفرنسية سمير تويني ان ثمة معطيات برزت اخيراً عن امكان تخطيط الديبلوماسية الفرنسية لدعوة الافرقاء اللبنانيين الى مؤتمر مماثل لمؤتمر سان – كلو الذي نظمه وزير الخارجية الفرنسي سابقاً برنار كوشنير عام 2007.
ولا تزال هذه الفكرة قيد الدرس لدى الخارجية الفرنسية، لكن الطرح الفرنسي قد يتبلور عقب مشاورات تجريها باريس مع جهات نافذة ومؤثرة كان منها الاجتماع الذي عقده وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والسعودي الامير سعود الفيصل، كما يحتمل ان يطرح الموضوع على هامش الاجتماع الذي سيعقده في باريس وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظراؤه العرب والامين العام لجامعة الدول العربية في اطار المشاورات التي يجريها الجانب الاميركي في شأن اطلاق عملية السلام الاسرائيلية – الفلسطينية.
وتسعى باريس عبر تحركها اللبناني الى انقاذ المؤسسات الدستورية من خطر الفراغ وتبدو متشجعة باجواء الانفتاح الايراني على الغرب ولذا يشكل تأليف حكومة لبنانية جديدة اولوية مما يفرض التوفيق بين الاطراف اللبنانيين في شأنها. وادرج في هذا الاطار اللقاء الذي عقد الاسبوع الماضي بين مسؤولين في الخارجية الفرنسية والنائب في كتلة “حزب الله” علي فياض على هامش مشاركته مع وفد نيابي في ندوة في الجمعية الوطنية الفرنسية. وهو لقاء اكتسب دلالة اثر ادراج الجناح العسكري للحزب على قائمة التنظيمات الارهابية للاتحاد الاوروبي وعبرت من خلاله باريس عن رغبتها في احياء الحوار مع الحزب استعدادا للاضطلاع بدور في التسوية اللبنانية.

انفراج… موعود
في غضون ذلك، برزت تطورات متناقضة في ملف المخطوفين التسعة في اعزاز.
وتمثل التطور الاول في اتصال اجراه الرئيس سليمان بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني تناول هذا الملف وذكر انه افضى الى خلاصات متفائلة باطلاق المخطوفين. واكد وزير الداخلية مروان شربل لـ”النهار” ان الاتصال كان ايجابيا آملاً في التوصل الى حل لملف المخطوفين خلال الشهر الجاري.
اما التطور الآخر، فتمثل في زيارة مفاجئة للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لتركيا بعد تلقيه اتصالاً من الجانب التركي. وعلمت “النهار” ان الجهة الخاطفة للبنانيين التسعة ردت على طرح للجانب اللبناني باصرارها على تجزئة ملف التبادل على دفعات بعدما اصر الجانب اللبناني على اطلاقهم دفعة واحدة وان الجانب القطري يدعم اللبنانيين في موقفهم ويفترض ان يحصل الجانب اللبناني مساء اليوم على الرد النهائي للخاطفين بما يمكن ان يفتح الباب أمام التحضيرات العملية لصفقة التبادل.
على صعيد أمني آخر، رصدت تحركات اسرائيلية امس في اطار مناورات اجرتها القوات الاسرائيلية عند تخوم مزارع شبعا وفي محيط الوزاني واجتاز زهاء 15 جندياً اسرائيلياً السياج التقني في الوزاني تواكبهم ثلاث دبابات “ميركافا” ثم انسحبوا بعد اقل من ساعة.

السابق
احباط محاولة تهريب موقوف في طرابلس
التالي
السفير: قرار رئاسي سوري بالتسهيل صفقة أعزاز نحو نهاية سعيدة ؟