ما هي دوافع الرسالة الصاروخية في المتوسط؟

الضربة العسكرية
تسعى واشنطن ان تؤمن للقيادة الاميركية فرص اختبار الجهوزية والتحقق من الفعالية ورصد الثغرات في اداء القوى لمعالجتها قبل حلول العمل الجدي في الضربة العسكرية إذا نفذت في سوريا.

بعد ان سيطر على العالم حالة من الهدوء الحذر منذ اعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تأجيل الضربة العسكرية في سوريا إلى ما بعد 9 ايلول، انطلق صاروخين من المتوسط وسقطا في البحر ، بعيدا عن اليابسة السورية وخارج مجال رصد منظومة الانذار المبكر السورية ولكن ومن دون شك داخل مجال منظومة الانذار المبكر الروسية.

بعدها اعلنت اسرائيل مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخين، وأعلن البنتاغون الاميركي ان هذا الامر هو تجربة عسكرية لا علاقة لها بالضربة العسكرية المقررة لسوريا.

وفي هذا السياق، اعتبرت الديبلوماسية الغربية أن الرسالة بحد ذاتها لم تؤد إلى النتائج المرجوة منها، على عكس ما كان يتوقع لها، وهذا ما يبرر الإرباك الذي رافق التجربة الصاروخية والنفي الاسرائيلي ومن ثم العودة إلى الاعتراف بالواقع، وبعد ذلك مسارعة واشنطن عبر وكالات أنباء تابعة لها لملاقاة تل أبيب في منتصف الطريق.

فما هي الدوافع للقيام بمثل هذا الامر وفي هذا الوقت بالتحديد؟

يرى محللون ان هناك دوافع عسكرية ذاتية: لم يكن سهلا على اميركا ان تحشد اساطيلها و تعسكرها في المتوسط ثم تتراجع او تجعل هؤلاء ينتظرون امرا قد لا يأتي ـ لذلك كان من المنطقي ان تجري مثل هذا الاطلاق وتدرجه في سياق تدريبي كما صرح ليلا الناطق باسم الخارجية الاميركية بالانابة قال انه تدريب روتيني مخطط مسبقا.

من جهة ثانية، تسعى واشنطن ان تؤمن للقيادة الاميركية فرص اختبار الجهوزية والتحقق من الفعالية ورصد الثغرات في اداء القوى لمعالجتها قبل حلول العمل الجديبالضربة العسكرية إذا نفذت في سوريا. وبالتالي تكون اميركا قد اختبرت صواريخ التدمير وصواريخ الاعتراض وفرق العمل ومنظومة القيادة و السيطرة وعلى مقلب آخر تكون قد قامت بعمل يكسر الانتظار ويشحذ الهمم ويرفع معنويات القوى .

مهما كانت الدوافع فإن مشهد الساعات الأخيرة الماضية دفع بالجميع بمن فيهم واشنطن إلى إعادة حساباتهم بشكل كامل في ظل الاستعدادات المتبادلة في المنطقة،خصوصاً أن الدفة بدأت تميل لمصلحة المحور الروسي- الايراني نظراً إلى عجز حلفاء واشنطن العرب من تقديم مساعدات عسكرية فعلية تساعد على تغيير المعادلة أو الستاتيكو اذا ما جاز التعبير.

السابق
صابونجيان: اقفال المؤسسات الاقتصادية غير مبرر
التالي
شخصية الفتاة من خلال جلوسها