المستقبل: حزب الله مشروع انتحاري يخرّب الدين والدولة والمجتمع

بقيت الاهتمامات الأمنية طاغية على ما عداها من حراك سياسي، فيما ادعى النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم على 13 شخصاً في قضية خطف الطيارَين التركيين، وأسند الى هؤلاء الإشتراك في خطفهما “بواسطة العنف وتهديدهما بالأسلحة الحربية وحجز حريتهما، والتحريض على الخطف والنيل من سلطة الدولة”. غير أن كتلة “المستقبل” النيابية أرجعت الفلتان الأمني المريع إلى ممارسات “حزب الله” وأّكّدت أن “اسلوب الافتراء والتضليل، الذي أدمن حزب الله ووسائله الاعلامية على استخدامه يؤدي في المحصلة إلى تخريب الدين والدولة والمجتمع بحروب ومشاريع انتحارية”.

وفي إطار المواقف المتصلة بكلمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ندّد الأمين العام لمجلس “التعاون الخليجي” عبد اللطيف الزياني بشدّة بـ “الخطاب التحريضي” لنصرالله ووصفه بأنه “لا مسؤول ومتناقض” واتهمه بـ “الاستمرار في ترهيب اللبنانيين والسوريين بسلاح حزبه”.

إلى ذلك، وكما كان متوقعا، لم يكتمل النصاب القانوني للجلسة الاشتراعية التي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إليها أمس للمرة الرابعة، حيث لا يزال نواب “14 آذار” يرفضون المشاركة في جلسة اشتراعية “غير دستورية” بجدول اعمال فضفاض من 45 بنداً في ظل حكومة مستقيلة، في مقابل اصرار من بري على دستورية اي جلسة اشتراعية يعقدها المجلس في دورته الاستثنائية، اكانت الحكومة مستقيلة ام لا.

“المستقبل”
واستهلت كتلة “المستقبل” اجتماعها الدوري أمس في بيت الوسط بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء لبنان الذين سقطوا “بفعل الجريمة الارهابية نتيجة انفجار السيارة المفخخة في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية” واستنكرت بأشدّ العبارات “هذه الجريمة التي ارتكبتها يدُ الإرهاب واستهدفت المدنيين والأبرياء والعزل من اهلنا في الضاحية، وكرّرت “إدانتها بشكل قاطع توسل العنف والقوة والارهاب ضد أي انسان بشكل عام أو أي مواطن من أفراد الشعب اللبناني بأية حجة كانت ومن أي جهة كانت”.

وطالبت “السلطات السياسية المعنية والمسؤولة دعم الأجهزة الأمنية وتحصينها ضد التدخلات السياسية والحزبية والطائفية وحمايتها من الحملات الفئوية والحزبية الموجهة للنيل من معنويات عناصرها وضباطها طالما أنها تعمل وفقاً للقانون والأنظمة المرعية الإجراء من أجل حماية المواطنين اللبنانيين وصون مصالحهم العليا”.

ورأت الكتلة أن “السيد نصرالله وحزب الله يتحملان المسؤولية عن الحالة التي وصلتْها البلاد، وعن التدهور الكبير في الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية، التي تؤدي إلى الانكشاف الواسع للبنان امام كل صنوف المخاطر وذلك بسبب القرار المتهور بالمشاركة في الصراع المسلح الذي تشهده سوريا بين النظام وفئات واسعة من الشعب السوري، وذلك عبر انخراطه في القتال وتشكيل ميليشيات مسلحة ترتكب الجرائم بحق الشعب السوري ولم تكن جريمةُ اقتحام بلدتي القصير والخالدية آخِرَها”.

واعتبرت أن “إعلان السيد نصرالله ما افترض “أنها الحرب على التكفيريين في سوريا كما يدعي، هي معركة لم يستشر بها الشعب اللبناني ولا الدولة اللبنانية قبل خوضها، وهو لم يراع بذلك مصالح لبنان واللبنانيين الوطنية في هذه الحرب التي قرر خوضها في الأراضي السورية انطلاقاً من لبنان”، مشدّدة على أن “لا مصلحة للبنان واللبنانيين وكذلك لا مصلحة للمسلمين شيعةً وسنةً في المشاركة في الصراع المسلح في سوريا إلى جانب النظام أو إلى جانب المعارضين له، وأنه “لن تستقيم الأوضاع في لبنان وتعود الى جادة الصواب طالما استمر حزب الله مشاركاً في الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب السوري”.

وأكّدت أن “اسلوب الافتراء والتضليل، الذي أدمن حزب الله ووسائله الاعلامية على استخدامه، تارة لتخوين أكثر من نصف الشعب اللبناني وطوراً لتصوير أن في لبنان تياراً يسمّيه تكفيرياً، وهو يحاول بذلك اعطاء الحزب صلاحية اقتناص المزيد من سيادة الدولة وصلاحياتها الأمنية والعسكرية وهي تؤدي في المحصلة إلى تخريب الدين والدولة والمجتمع بحروب ومشاريع انتحارية”، معتبرة أن “الذي يتبع أسلوب التخوين هو الذي يضرب مجدداً إمكانية استئناف هيئة الحوار الوطني عملها لأنه مازال يتملّص من تنفيذ جميع مقررات الحوار وهو يرفض قبول الرأي الآخر ويصنف الآخرين كما يريد وحسب ما يناسب أهدافه ومخططاته”.

“التعاون الخليجي”
إلى ذلك، ندد الامين العام لمجلس “التعاون الخليجي” عبداللطيف الزياني بشدة بالخطاب “التحريضي” للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله”، واصفاً اياه بـ”اللامسؤول والمتناقض”، موضحاً أن نصرالله “يتوعد السوريين بانخراط أكبر لحزبه في قتالهم في تدخل سافر في شؤونهم الداخلية ويهدد اللبنانيين بمزيد من التورط في أتون الأزمة السورية في لامبالاة صارخة بأمن لبنان واستقراره وعلاقات طوائفه وتعايشها السلمي”.

مجلس النواب
وكان لافتاً أمس، تغيّب الرئيس بري نفسه عن الجلسة التشريعية التي ما فتئ يدعو اليها وتلا رئيس مصلحة الاعلام في المجلس الزميل محمد بلوط نص ارجاء الجلسة إلى العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين في 23 ايلول 2013 لدرس واقرار جدول الاعمال المقرر. غير أن اللافت في ارجاء هذه المرة، كان أن رئيس المجلس ألغى يومين من الدعوة الاساسية، فيكون خصّص يوما واحدا لجلسة بقي جدول اعمالها اكثر من فضفاض وحافلاً بـ45 بنداً.

صواريخ الهرمل
وتبنّت مجموعة مسلّحة اسمها “سرايا مروان حديد” مسؤولية استهداف منطقة الهرمل الحدودية بثلاثة صواريخ غراد يوم الأحد الماضي. وأوضحت الجماعة في بيان وفيديو على موقع “يوتيوب” و”فيسبوك”، أنها قصفت الهرمل لأنها منطقة إمداد لـ “حزب الله” الذي “يقتل أهلنا في حمص والقصير”، مؤكدة “إننا مستمرون في استهداف حزب الله في سوريا ولبنان حتى تتوقف الإعتداءات على سوريا، وحتى يقوم بسحب جميع عناصره منها”.

السابق
السفير : الأمن الوقائي يُسابق الشبكات وعين الحلوة
التالي
الأنوار : انتشار الجيش على طرق المطار