صفقة “أميركا طالبان” من أفغانستان وحتى بلاد الشام

افتتح ممثلون لقطر وطالبان رسميا في 18 من شهر حزيران الفائت مكتبا سياسيا للحركة في الدوحة تمهيدا لإجراء اتصالات مع الولايات المتحدة وتسهيل تنظيم مفاوضات سلام في أفغانستان.
وجاء في بيان أصدرته الحركة "لا تريد إمارة أفغانستان الإسلامية أن تكون أفغانستان مصدر تهديد لأي من دول الجوار، ولن تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الدول الأخرى."

ومضى البيان إلى القول "نريد حلا سياسيا سلميا ينهي إحتلال أفغانستان ويضمن قيام نظام حكم إسلامي ويحقق الأمن في عموم البلاد".

وكان الأمريكيون قد حاولوا في السابق التفاوض مع الحركة، ولكنهم لم يجروا مفاوضات مباشرة معها قط.

ويرى محللون أن فتح المكتب السياسي لحركة طالبان ضرورة لجميع أطراف الصراع في أفغانستان؛ فالإدارة الأميركية، وهي على أعتاب سحب قواتها من أفغانستان العام المقبل، تحتاج أن تُجري محادثات مع الحركة التي خاضت ضدها إحدى أطول معاركها في تاريخها المعاصر. ستكون هذه المحادثات حول كثير من القضايا العالقة بين الطرفين؛ فالحرب لم تصل إلى نتيجة، والأهداف التي لم تتوصل إليها واشنطن عن طريق استخدام السلاح ستحاول تحقيقها عن طريق الحوار مع طالبان. أما حركة طالبان فتشعر كذلك بضرورة إيجاد مكتب سياسي لها لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة الأميركية التي تحتفظ بعدد كبير من أعضائها في معتقلاتها، وتقاتل الحركة ضدها لإجبارها على سحب قواتها من أفغانستان.

وحذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أن المكتب الذي افتتحته حركة طالبان في قطر قد يتعين إغلاقه إذا لم تمض جهود محادثات السلام قدما.

ويبدو ان بداية جهود عملية السلام الاميركيه – الطالبانيه أثمرت في سوريا،اذ لم يمض على فتح مكتب الحركه في قطر أقل من شهر ، حتى أعلن  قيادي في حركة «طالبان» في بيشاور بباكستان إن الحركة قررت الانضمام إلى جانب «إخوانها المجاهدين» في الصراع السوري. وأضاف: «عندما يحتاج إخواننا المساعدة نرسل مئات المقاتلين»، مضيفاً أن «طالبان» ستصدر قريباً تسجيلات فيديو لما قال إنه «انتصاراتها» في سورية.

وقال قيادي آخر في الحركة الباكستانية المتشددة إن قرار إرسال مقاتلين إلى سورية جاء بناء على طلب من «الأصدقاء العرب». وتابع: «بما أن إخواننا العرب جاؤوا إلى هنا للمساعدة، فإننا ملزمون بمساعدتهم كل في بلده… وهذا ما نفعله في سورية».

وأضاف: «أقمنا معسكراتنا في سورية. بعض رجالنا يخرجون ثم يعودون بعد أن يمضوا وقتاً في القتال هناك».

ويؤكد خبراء سياسيون معنيون بمراقبة التحولات الجيوسياسيه في المنطقه ان الولايات المتحده تستخدم استراتيجية تأمل من خلالها عقد صفقه كبرى مع الاسلام السني الجهادي في منطقتنا كلها  من أفغانستان وحتى بلاد الشام ،وتقضي هذه الصفقه بالسماح لطالبان وخبرائها العسكريين بالقدوم الى سوريا لمساعدة اخوتهم الذين يقاتلون النظام السوري منذ أكثر من عامين دون النجاح في اسقاطه والتغلب عليه لافتقارهم الى العدد والعده ,مقابل تأمين انسحاب مريح للقوات الأميركيه من أفغانستان وذلك بعد موافقة الحركه على خطة السلام في مرحله أولى والانخراط  في العمليه السياسيه في مرحله لاحقه بعد انسحاب القوات الأطلسيه من بلادهم.

كما يؤكد الخبراء ان الولايات المتحده والمجتمع الغربي سوف يبدأون بتسليح المعارضه السوريه بسلاح نوعي يؤدي الى تغيير في موازين القوى لصالحها ,وذلك بعد ان تكون أميركا قد ضمنت عدم وقوع تلك الأسلحه في أيدي أعدائها , الذين سيتحولون الى حلفائها لاحقا يجمعهم قضية اسقاط نظام بشار الأسد في سوريا واضعاف ايران وحليفها حزب الله اللبناني.

السابق
ساعة الحقيقة تقترب
التالي
هذا هو ثمن الحكم العسكري الاسرائيلي