سنبقى وراء “الحزب” وإيران وسوريا

أجاب المسؤول المهم في "إدارة" أميركية مهمة ثالثة أو ربما تكون الأهم في حديثه عن سوريا عن سؤال هل يكون الأسد المحاور؟ قال: "طبعاً ليس بشار الاسد هو المحاور لأن المطلوب التخلص منه. والمطلوب ايضاً التفاهم على من يحل مكانه ويكون مقبولاً من الجميع، وعلى العرب والأتراك توحيد المعارضة ونحن نتعاون مع المجلس الأعلى للثورة السورية". علّقت: الحل المتفاوض عليه كان ممكناً في البداية أي في الأشهر الستة الأولى للثورة سواء مع بشار أو من دونه. أما الآن فقد فات أوانه في رأيي. بشار لن يذهب ولن يستسلم. وهو لا يصغي الى الروس، ولا أحد من طائفته وان كان ضده سياسياً مستعد لأن يتركه لأن الحرب الدائرة صارت مذهبية، ولأن طائفته ربما بدأت تخشى المجازر أو حتى الإبادة. ردّ: "على كل ان دعم موسكو لبشار مستمر". ماذا عن العراق وخصوصاً بعدما صار إسلاميوه السُنَّة وإسلاميو سوريا السنة أيضاً في "حال" واحدة؟ سألت. أجاب: "هذا أمر مقلق. نحن ندعو الى التعاون بينهم وبين المالكي رئيس حكومة العراق ومع الشيعة. لكن احتمال "التعاون الجماعي" السوري – العراقي خطير اذا حصل، ولا بد من مواجهته. ويجب أن يؤدّي العرب دوراً في ذلك". سألت أخيراً عن الأردن، فأجاب: "الملك الأردني يحاول مواجهة التحديات. وهو يمتلك رؤية لإصلاحات سياسية واقتصادية ويحاول تطبيقها. انه يخشى "الاخوان المسلمين" وتدفق اللاجئين السوريين الى بلاده وخصوصاً الذين يقيمون منهم خارج المخيمات التي اقيمت خصيصاً لهم. ولديه مشكلات اقتصادية لكنه رغم ذلك كله مستمر في المحاولة. في الانتخابات الاشتراعية الأخيرة حقَّق نجاحاً رغم المقاطعة الاسلامية، ربما لأن الأردنيين رأوا ما حصل في سوريا وفي مصر، ولا يريدون ان يحصل ذلك في الأردن".

ماذا في جعبة مسؤول على تماس مع مشكلات كوريا الشمالية في "إدارة" اميركية رابعة مهمة جداً مهمتها مكافحة الارهاب ومن خلال الاقتصاد والمال؟ تحدث بداية عن المشكلة الاخيرة والخطيرة التي تسبب بها الزعيم الكوري الشمالي الجديد كيم جونغ أون عندما هدّد بالحرب أو ما يشبهها، قال: "هناك زعيم شاب مجنون في كوريا الشمالية يريد أن يثبت زعامته. وهناك 12 من معاوني أبيه الرئيس السابق (الراحل). وكلهم كبار في السن ويريدون العرض (The Show). وهم يريدون المغامرة. طبعاً للصين موقف مختلف. فهي لا تريد حرباً مع أميركا ولا مع كوريا. لا تستطيع السماح بالحرب ولا تقبل نتائجها. نحن نسعى معها الى تخفيف حدة الأزمة أو المشكلة من خلال الحوار المباشر. وقد تم تبادل نحو تسع رسائل بين واشنطن وبيجينغ بَحَثت كلها في هذه المشكلة. العقوبات على كوريا الشمالية أقل من العقوبات على إيران التي عليها ان تتعلم من كوريا الشمالية". ماذا عن ايران والعقوبات الأميركية والدولية المفروضة عليها؟ سألت. أجاب: "العقوبات على إيران قاسية. وستزداد قساوة مع الوقت وهي تؤذي فعلاً. انها تمنع التجارة مع الخارج وأحياناً كثيرة تقل الأدوية في إيران كثيراً. طبعاً تُضخِّم ايران بواسطة إعلامها ودعايتها الحجم الكبير من الأذى الانساني للعقوبات المفروضة عليها لأنها تعرف تأثير ذلك في الشعب الاميركي والكونغرس بمجلسيه. لكننا نعرف هذا الأمر. مرة قرأت قصة عن عائلة إيرانية قالت ان أفراداً منها ماتوا بالسرطان بسبب عقوبات أميركا والنقص في الأدوية الذي تسببت به. اكتشفنا بعد التحقيق ان القصة ملفَّقة. لكن العائلة تلقَّت تهديداً بعدم نفي ما نُشر. الكونغرس يسألنا دائماً عن الأثر الإنساني للعقوبات". علّقت: العقوبات لن تحل المشكلة مع ايران. يحلُّها أمر من اثنين إما حرب على إيران أو تفاهم معها. ردّ: "ربما معك حق. في مفاوضات مجموعة الـ5+1 مع إيران التي جرت في كازاخستان أخيراً (ألماآتا) قال مندوب إيران وللمرة الأولى إنها ايجابية. لم يغير موقفه بعد عودته الى بلاده كما جرت العادة. واستمر وصفها بالايجابية في طهران. وفي جلسة المفاوضات التي جرت بعد ذلك في المكان نفسه بدا أن وزارة الخارجية الأميركية كانت سعيدة بنتائجها فوصفتها بالجيدة. أما نحن في "إدارتنا" فكنا أكثر تحفظاً وحذراً وربما تشاؤماً لأن ايران عودتنا اللعب وكسب الوقت". علّقت: الاوروبيون والوكالة الدولية للطاقة الذرية قالوا بعد الجلسة أن تقدماً لم يتحقق، وأن إيران لم تتجاوب، وأنه يُخشى أن تكون ايران تطور سلاحاً نووياً. ردّ: "نحن سنبقى وراء حزب الله وإيران وسوريا، أي سنستمر في ملاحقتهم بالعقوبات والتحديات وفي إعطاء ما يتوافر لدينا من معلومات عنهم إلى الإدارات والأجهزة المعنية". بماذا ردَّ أيضاً؟

السابق
انتصار المقاومة ومقاومة الانتصار
التالي
سوريا.. تصرف ولا تنتظر أميركا