الضاحية تدخل مناطق الصراع السوري


لم يكن انفجار الضاحية غير متوقع في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات، وخاصة أن حزب الله هو رأس حربة في الحرب الحاصلة في سوريا، وتتهمه المعارضة السورية بأنه هو الذي غير المعادلة العسكرية بتدخله، مرجحا كفة النظام بعد أن كانت المعارضة على وشك الاحتفال بالنصر في دمشق (كما قال السيد حسن نصرالله لمساعد وزير الخارجية الروسي في تبرير تدخل الحزب عسكريا في سوريا).

الجيش السوري الحر والمعارضة السورية أطلقا في وقت سابق اكثر من تحذير لحزب الله بانهما سيضربان في قلب مناطقه اذا استمر في التدخل في الحرب الدائرة في سوريا واصفين هذا التدخل بالغزو الخارجي. كما سبق انفجار الامس في بئر العبد اطلاق صاروخين استهدفا منطقة الشياح .

يقول بعض الناشطين في الجيش السوري الحر أن الحزب هو من يقوم بعمليات الاقتحام ويقود المعارك في حمص . ويتمتع مقاتلوه ، وهم اصحاب عقيدة ، بجرأة كبيرة ولا يتراجعون ابدا. ولو كان القتال فقط مع قوات النظام لحسمت الحرب منذ مدة . هذا ما يؤكد أن المعارضة السورية اصبحت تناصب حزب الله العداء وتضمر له الرغبة بالانتقام . فالحزب يسبب لها خسائر كبيرة وأصبح يشكل خطر على مسيرتها. وهو اليوم يحاصر حمص، التي تعتبر المعركة فيها ام المعارك. وهي معركة مفصلية في الحرب الدائرة قي سوريا لما تشكله حمص من موقع استراتيجي لخطوط الامداد ووصل المناطق السورية بعضها ببعض .

قرأنا الكثير من التحليلات بما خص انفجار الضاحية الجنوبية ومنها أن الحزب هو من قام بعملية التفجير ليقول لجمهوره بشكل خاص وللرأي العام أنه مستهدف ويعطي مبررا لتدخله في سوريا. ولكن هذا التحليل غير واقعي وغير منطقي،  فحزب الله قد اعطى المبرر منذ فترة طويلة لتدخله وجمهوره مؤيد ومقتنع بوجوب التدخل في الحرب الدائرة في سورية . وقد ظهر ذلك في أكثر من مناسبة . اكثر من ذلك فان الحزب ، كما يقول أحد المقربين منه ، لا يمكن ان يقوم بهكذا عمل فيظهر بانه مخترق امنيا ويضع جمهوره في دائرة الخوف .

وهناك من يقول اسرائيل ولكن هذا الاحتمال يبقى ضعيفا، وذلك لطبيعة الانفجار، فاسرائيل نفذت في السابق عمليات تفجير، اما لاستهداف شخصية محددة او للتخريب والقتل فكانت أكثر دموية . أما بالنظر لطبيعة الانفجار الأخير فيظهر الاختلاف حيث ركنت السيارة في مرآب للسيارات لكي لا تسبب خسائر بشرية كبيرة . وهذا ما لاحظه و قاله الكثير من المواطنين من ابناء المنطقة، وظهر ذلك على شاشات التلفزة .

وهناك الاحتمال الثالث والذي يبدو أكثر منطقيا، وهو أن الانفجار هو عبارة عن رسالة اولية من الجيش السوري الحر لحزب الله، بأنه نقل المعركة الى قلب مناطق الحزب، ورفض دعوة السيد نصرالله بتحييد الاراضي اللبنانية . والرسالة تأتي ايضا قبل اقتحام مدينة حمص، ويريد من خلالها الجيش السوري الحرأن يقول انه قادر على الضرب في مناطق حزب الله واذا حصل اقتحام حمص فسيكون الرد عليه في الضاحية وربما بعمليات أكثر دموية .

الانفجار انذار صارخ بان الداخل اللبناني لم يعد خارج نطاق العمليات الأمنية وربما هو بداية لمسلسل طويل سيدفع الجميع ثمنه نتيجة عدم تحييد لبنان عن الصراع الدائر في سوريا.
 

السابق
بولا يعقوبيان: الرئيس سليمان “كتير مهضوم”
التالي
كولومبيا تسلم «المجنون» إلى أميركا