أميركا تعترف بتأخرها

اعترفت واشنطن بلسان وزير خارجيتها جون كيري بأنها انضمت متأخرة الى جهود وقف العنف في سوريا تحت ستار محاولتها منع الانهيار الكامل، وهذا سبب غير مقنع فواشنطن ملمة بالتطورات على نطاق جغرافي واسع وبإمكانها اتخاذ القرار سلباً او ايجاباً، ويعود سبب التأخر الى عدة عوامل ابرزها ان جرح العراق وافغانستان ما زال نازفاً وان التريث يرتكز على فترة انتظار ما ستؤول اليه الاحداث ولو كانت دموية وقاسية حتى تتمكن من الوقوف مع هذا الطرف او ذاك من دون الاتهام بالتدخل ولو بصورة غير مباشرة مع الاستعداد العسكري للمواجهة بما يوفر لواشنطن الحراك المطلوب للحفاظ على نفوذها وتأمين مصالحها في المنطقة.
هذا في وقت جدد كيري تحذيره من تزويد روسيا سوريا بصواريخ «اس 300» المضادة للطائرات فسارعت بلاده الى نصب صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ ومقاتلات من طراز «اف 16» في الاردن، وكأنها تستعد لحرب وهي تتحدث عن صعوبات قد تؤدي الى ارجاء مؤتمر جنيف -2 المرتقب في تموز المقبل وهو موعد لم يحدد بعد بانتظار التوافق عليه مع روسيا بصورة خاصة، وفي هذا السياق جاء التأكيد على متابعة المشاورات معها سعياً لعقد المؤتمر الموعود في ضوء ما تقرره الاطراف المعنية على الارض.
وقد شارك وزيرا الخارجية الالماني والفرنسي في المشاورات الجارية واعتبارهما انعقاد جنيف في تموز بدلاً من عدم ابداء اي تخوف من سرعة التطورات وبقاء كل جانب متمسكاً بوجهة نظره المعاكسة لرؤية الطرف الآخر ما استدعي دخول بان كي مون الامين العام للمنظمة العالمية على خط الاتصالات الاميركية – الروسية وما يجري في مدينة القصير وكذلك الحراك الدبلوماسي الناشط عشية الاجتماع اليوم بين دبلوماسيين من المنظمة الدولية وموسكو وواشنطن في جنيف على امل الالتقاء على جامع مشترك يسهم في انعقاد المؤتمر وتحديد موعد ثابت له.
وهذه مؤشرات الى التخوف من فشل يضع المنطقة كلها على فوهة بركان كما يتوقع المراقبون ويعود الى موسكو وواشنطن تلافي ذلك باتفاقهما على كيفية اجتراح الحل السياسي للازمة في سوريا ولو بعد اكثر من سنتين على اندلاع شرارتها وسط توقعات بقيت مجهولة اذا استمر التشابك وظلت الامور معلقة وبعيدة عن وضوح الرؤية وقد اعلنت واشنطن عن جزء من ذلك بقرارها تعليق مبلغ ثلاثة وستين مليون دولار للائتلاف الوطني نتيجة التباعد في وجهات النظر بين اطرافه وعدم اتخاذ القرار النهائي بالنسبة للمشاركة في مؤتمر جنيف وعلى اي اساس.
وعسى ان يكون اعتراف واشنطن بتأخرها دافعاً الى اتخاذ موقف ايجابي ينسحب على مؤتمر جنيف وصولاً الى التفاهم مع روسيا بصورة خاصة على استعجال الحل السياسي لأزمة باتت تطاول دول الجوار والعلاقات الدولية.

السابق
تدريبات عسكرية إسرائيلية في صحراء النقب
التالي
زويل مصاب بسرطان النخاع الشوكي