دمشق تطالب الجامعة العربية بالاعتذار.. وستشارك مبدئيا في جنيف

اعلنت روسيا موافقة النظام السوري المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف المرتقب عقده مطلع الشهر المقبل، الا ان المعارضة وصفت هذا الموقف بـ"الغامض" ودعا نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى توضيح هذا الموقف بنفسه. وشككت بنوايا النظام اجراء تفاوض فعلي يمهد لحكومة انتقالية، جاء ذلك في الوقت الذي فرضت فيه القوات النظامية السورية ومقاتلو حزب الله طوقا على مقاتلي المعارضة في شمال مدينة القصير في محاولة لاستعادتها من المقاتلين.
وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش لوسائل الاعلام "نلحظ بارتياح اننا تلقينا من دمشق موافقة مبدئية من الحكومة السورية على المشاركة في مؤتمر دولي، ليتمكن السوريون انفسهم من تسوية هذا النزاع المدمر للبلد والمنطقة".
من جهة ثانية، تحاول قيادات المعارضة السورية المجتمعة في مدينة إسطنبول التركية توحيد صفوفها قبل الذهاب إلى مؤتمر "جنيف2"، إلا أن المعلومات التي رشحت عن المحادثات المستمرة منذ يومين تنذر بفشل هذه الجهود، لاسيما في ظل تصاعد حدة الخلافات بين التيارين الليبرالي والإسلامي داخل الائتلاف الوطني السوري.
وتقول مصادر في المعارضة إن "إخفاق الائتلاف في توسيع دائرة تمثيله لتشمل كل التيارات الأخرى بعيدا عن هيمنة الإسلاميين يصب في مصلحة الحكومة السورية التي أبلغت، الجمعة، حليفها الروسي موافقتها المبدئية على المشاركة في المؤتمر الدولي المقرر عقده في يونيو المقبل والرامي لإنهاء الحرب الأهلية".
ووفقا لتلك المصادر، فإن مناقشات الأطراف الرئيسية في الائتلاف استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل الجمعة، بعد أن رفض المعارض الليبرالي، ميشيل كيلو، صفقة من قبل الأمين العام للائتلاف، مصطفى الصباغ، تقضي بقبول بعض أعضاء التيار الليبرالي في الائتلاف، الأمر الذي اعتبره كيلو أنه لا يتناسب مع حجم هذا التيار.
وتزيد هذه الانقسامات في صفوف المعارضة من حجم الضغوط الدولية على الائتلاف، كما تهدد بإضعاف موقفه خلال محادثات "جنيف" التي تعول عليها واشنطن وموسكو لإنهاء القتال في سوريا.
كما لم يتوصل الائتلاف إلى اتفاق بشأن انتخاب زعيم جديد له بعد استقالة معاذ الخطيب، علما أن لائحة المرشحين لتولي هذا المنصب تتضمن رئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون، والناشط البارز أحمد طعمة خضر، والاستاذ الجامعي لؤي الصافي، وجورج صبرة رئيس الائتلاف بالنيابة.
ومن المفترض أن يحسم الائتلاف الذي ينهي محادثاته مساء السبت، أمره من مسألة المشاركة في "جنيف 2" خاصة أنه لايزال يصر على أن لا يشمل إي حل السياسي رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، وأعضاء في نظامه الأكثر تورطا في أعمال العنف، كما أبدى شكوكا تجاه موافقة دمشق على المشاركة في المؤتمر.

السابق
اشتباكات عنيفة في القصير.. وحرب حزب الله استباقية لن تكون الاخيرة
التالي
صفي الدين: سنواجه اي جهة تستهدف “المقاومة” مهما كان الثمن