سلام: المقاومة ملك للبنانيين جميعا ولتحافظ على نقاء صورتها

هنأ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، "الشعب اللبناني الذي توج قبل 13 عاما ملحمة شهد لها العالم كله، وأثبت قدرة بلد صغير على مواجهة ودحر أعتى آلة عسكرية عدوانية في المنطقة".

واضاف في تصريح: "يطيب لي، في عيد المقاومة والتحرير، أن أتقدم بالتهنئة لهذا الانتصار الذي تحقق بفضل الارادة والصمود اللذين اظهرهما أهلنا في الجنوب، والأثمان الغالية التي دفعها اللبنانيون في كل المناطق من ارواح ابنائهم واملاكهم وارزاقهم في مواجهة موجات العدوان المتكررة، جوا وبرا وبحرا، على مدى سنوات الاحتلال. وهو ،بلا أدنى شك، ما كان ليتم لولا المقاومة العسكرية الفذة التي انطلقت شرارتها الاولى من بيروت إبان الاحتلال الاسرائيلي عام 1982 وتوجت مسيرتها الطويلة بتحرير الأرض في الخامس والعشرين من أيار عام 2000.

ان هذه المناسبة المباركة تدعونا الى التبصر في ما آلت اليه أمور بلدنا الغارق منذ سنوات في أزمات متوالدة، يؤلمنا انها وصلت الى مرحلة بالغة الدقة بدأت تمس النسيج الاجتماعي اللبناني بل البنيان الوطني بأكمله. وهذا الواقع الأليم، الذي تزيد من فداحته الظروف المحيطة بلبنان، لا بد ان يشكل ناقوس خطر للجميع بوجوب الاحتكام الى العقل والابتعاد عن لغة الشحن والتحريض والعمل بجدية واخلاص على تحصين الوطن وصون استقراره، والمساهمة في إقامة حياة سياسية سليمة قائمة على احترام القوانين والمؤسسات.

واذا كانت الخلافات والتباينات السياسية بين القوى المختلفة تشكل دليل حيوية في بلد ديموقراطي كلبنان، فان هذه القوى مدعوة اليوم الى التعالي عن الانانيات وتغليب مصلحة لبنان العليا على كل مصلحة اخرى، لأن مصادرة الحياة السياسية بحكم الامر الواقع لصالح غلبة فئوية، أو الخوض في ادوار لا قبل للبنان على تحملها، لن يؤديا الا الى مزيد من الاحتقان والفرقة بل الى انزلاقات خطيرة تهدد امن الوطن على غرار ما تشهده طرابلس اليوم من احداث اليمة.

ان المقاومة التي انتجت التحرير هي مدعاة فخر واعتزاز لنا، وهي ملك للبنانيين جميعا الذين يريدون لها ان تحافظ على نقاء صورتها ويعرفون انها – ومهما اختلفت الاجتهادات حول دورها وآليات عملها بعد التحرير – لا يمكن ان تكون في جوهرها موضوع نزاع داخلي عندما تكون بندقيتها موجهة في الاتجاه الصحيح. والمقاومون هم خير من يعرف هذه الوجهة، وهي اسرائيل، التي يأتي منها الخطر الفعلي على لبنان.

انني، وعلى رغم الصورة القاتمة للوضع الحالي في لبنان والمنطقة، واثق بان اللبنانيين قادرون، اذا خلصت النيات ووضعت اعتبارات المصلحة الوطنية فوق الاعتبارات الفئوية، على النأي بلبنان عن كل ما يمكن ان يشكل تهديدا لاستقراره، وعلى احياء مؤسساتهم الدستورية لتلعب دورها المطلوب، وضخ الحياة في الاقتصاد الوطني.

رحم الله الشهداء الذين اعطونا عيدا للمقاومة والتحرير، المدنيين منهم والمقاومين وافراد الجيش اللبناني الذي يبقى أولا وأخيرا الحصن والملاذ".   

السابق
حلو: حزب الله يجر لبنان
التالي
اضحك مع ريبيري