الارنب يخرج للرجوب من الجيب

نشرت قناة ‘الميادين’ التلفزيونية اللبنانية هذا الاسبوع مقابلة أجرتها مع جبريل الرجوب في بداية الشهر. والرجوب، للتذكير، هو احد ‘المحبوبين’ الكبار لقادة ‘معسكر السلام’ الاسرائيلي. فهو موقع على مبادرة جنيف ويشكل شريكا قديما للكثيرين من زعماء اوسلو.
وهكذا قال الشريك التاريخي: ‘نحن الفلسطينيين أعداء اسرائيل وليس أي واحد آخر. نحن مصدر قلق اسرائيل، نحن نوجد على هذه البلاد، وهذه البلاد هي لنا. هم اعداؤنا ومعركتنا هي ضدهم. ليس فقط كفلسطينيين، بل كعرب وكمسلمين’.
ولمن لا يزال لديه سوء فهم، أعلن ‘حتى الان ليس لدينا (سلاح) نووي، ولكن والله، لو كان لنا (سلاح) نووي لاستخدمناه منذ الصباح’.
وقد جاءت هذه التصريحات في اثناء زيارة عقدها الرجوب في لبنان، وفي اطارها التقى ايضا السفير الايراني في بيروت ردنفر أكبر.
إذن ما الذي حصل في أعقاب الارنب الذي خرج للرجوب من الجيب، هل الغى له أحد ما بطاقة الـ في.اي.بي. هل اعتقله احد ما حين عاد الى رام الله؟ هل طلب احد ما من رئيسه أبو مازن وقف الراتب الذي يحصل عليه ويقيله من كل مناصبه في السلطة؟ هل أي من رجال مبادرة جنيف أعلن بانه يقطع كل علاقة مع جبريل الرجوب وشركائه؟ انتم تعرفون الجواب لا أحد.
إذن ماذا سيفعلون الان السلطة الابومازنية؟ أضحكتموني. وماذا سيفعل نتنياهو لمن يواصل تشغيله؟ بالضبط ما يفعلونه ضد كبار رجالات السلطة الذين في كل يوم يفتتحون ميدانا جديدا في المناطق على اسم هذا المخرب او ذاك. سيفعلون بالضبط ضد من يوعظ في وسائل الاعلام الرسمية للسلطة ضد اسرائيل واليهود. مواعظ تتهمنا بكل جريمة ممكنة من تسميم الابار وحتى احتساء دم الاطفال الفلسطينيين. سيعملون بالضبط مثلما درجوا على عمله حتى اليوم ضد من يعلم تلاميذ المدارس الفلسطينيين بانه لا توجد على الاطلاق دولة اسرائيل، لا تل أبيب، لا رعنانا ولا كريات أربع لم يفعلوا شيئا، كالمعتاد. وكيف سترد الشخصيات المثيرة للشفقة التي يتشكل منها ‘معسكر السلام’، وماذا سيقول مثلا شمعون بيرس؟ هل سيتراجع احد ما عن نظرياته بشأن الفرص التي نفوتها حيال الشريك الفلسطيني؟
جبريل الرجوب لم يغير فجأة جلدته. فهو، زملاؤه ورؤساؤه يتحدثون هكذا لوسائل الاعلام العربية منذ الأزل. بالضبط مثل ياسر عرفات وأبو مازن، ونحن فقط نواصل خداع أنفسنا ونلعب لعبة ‘يخيل لي’، نوع من الروليتا الروسية الفتاكة على نحو خاص.
فقط قبل عدة اشهر كنت في المحكمة المركزية في القدس، حيث تقرر بان الرجوب مسؤول بشكل شخصي عن اختطاف وتعذيب فلسطيني من سكان القدس اشتبه به بالعمالة مع اسرائيل.
فقد اختطف ذاك الرجل وعُذب قبل 14 سنة، والرجوب وسلطته يعملان مثلما منذ قيامهما، ونحن فقط نتجلد واعتدنا على تضليل أنفسنا. وبالفعل، الرجوب محق هو وقادة الفلسطينيين في المناطق (بمن فيهم محبوب الغرب الحالي سلام فياض) هم حقا عدونا الاخطر، وكلما تعززوا سيحاولون المس والاضرار بنا اكثر.
وعليه، فالى أن نوقف وجود السلطة الفلسطينية سنواصل تعريض مصير دولة اسرائيل للخطر واللعب بالروليتا الروسية الوطنية. ومن يدري فقد تفلت لنا رصاصة.

السابق
لا ‘حسن’ الى الأبد
التالي
الصواريخ الروسية لابتزاز الغرب