درس ساحة النجمة وأبعاده

كثيرة هي العبر والنصائح والأمثلة التي تضمّنتها مفاجأة ساحة النجمة أمس، وتوجّهت بها خصيصاً الى أولئك الذين يسكرون من زبيبة، فيتصاعد البخار الى رؤوسهم ويضيع توازنهم ويضيّعون الطريق.
والموجّهة كذلك، بل أولاً وأخيراً وبين بين، الى أولئك الذين ما عادت تتسع لهم الأمكنة والمجالس والساحات، وصاروا يحسبون أن البلد من أملاكهم الخاصة، وما المسؤولون والمؤسسات والناس إلا لتلبية مطالبهم واستجابة رغباتهم التي تصل أحياناً الى طائر الرخ وبيضته.
بل الى هؤلاء الذين ما عادوا يقفون عند حدود، وما عادت الوزارات والدوائر سوى مؤسسات وأملاك ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
يمكن أن يُقال المزيد في هذا الفريق من الطارئين على الحياة السياسيّة، والمسؤوليات، والتعامل حتى مع المراجع المسؤولة والناس العاديين.
إلا أنّ درس "الأرثوذكسي"، الذي ليس أرثوذكسيّاً، قد يجعلهم يفيقون قليلاً. أو يعون. أو يتفكّرون.
في كل حال، لن يكون مستبعداً أن يفاجأ بهم البلد غداً أو بعد غد، وربما اليوم، وقد كبرت الخسة أكثر فأكثر، وكبرت معها الأوهام والأحلام…
إنما يرجع مرجوعنا الى واقع الحال، وانطلاقاً من المأزق الدستوري الذي وصلنا الى مشارفه، وليس في اليد لا قانون انتخاب ولا شيء مما يتطلبه الاستحقاق النيابي، كاستعدادات وتحضيرات تحتاج الى أسابيع وأشهر أحياناً… مما يوحي الى من يعلم والى من في سدّة المسؤوليّة أن البلد بات قاب قوسين أو أدنى من كأس التمديد.
وحديث هذه "الكأس" وضع في التداول منذ فترة طويلة. وحتى قيل إن جميعهم كلهم يجدّون في أثر التمديد، على أن يكون لسنوات، ويشمل كل الاستحقاقات التي قاربت النهايات.
على أنّ ذلك كله لا يجوز أن ينسينا أنّ على الكتف حمّالاً، وأن الرئيس تمّام سلام سمّاه مئة وأربعة وعشرون نائباً لتأليف حكومة جديدة تتحمّل مسؤولياتها تجاه الانتخابات والبلاد بصورة عامة وخاصة وشاملة.
فماذا ينتظر المعرقلون وطالبو المستحيلات الثلاثة ليسحبوا عراقيلهم وشروطهم العرقوبية من درب الرئيس سلام ودرب تشكيلته التي ستعجب اللبنانيين ويرحبون به وبها؟
اطمئنوا، الاعتذار غير وارد.

السابق
13 تشرين الثاني: العدوان الأخير
التالي
أي جنون هذا