طرابلس على كفّ عفريت

يبدو أنّ مساعي التهدئة لن تثمر في طرابلس، ولا يزال الرصاص والقنص يسيطران على محاور جبل محسن والريفا والتبانة، وزاد من الأمر سوءاً الإشكال داخل المستشفى الحكومي في القبة بين أشخاص من الطائفتين العلوية والسنّية، أوقع جريحاً من مجموعة الريفا واثنين من «الجبل».

وأوضح المسؤول في منطقة الريفا جهاد دندشي، أنّ "إشكالاً حصل داخل المستشفى وأدى إلى إصابة شخص من مجموعتنا وثلاثة أشخاص من الحزب العربي الديموقراطي". وشرح: "كنا نزور شاباً مصاباً بحروق في المستشفى حين وصل شباب الجبل، ولدى رؤيتنا بادروا الى إطلاق الرصاص في اتجاهنا، فأُصيب ربيع حافظة من شبابنا، الأمر الذي اضطرنا الى الردّ لحماية أنفسنا".

أضاف: "لو أردنا فتح معركة معهم لردينا مباشرةً بعد الكلام المسيء والتصعيدي الذي أطلقه منذ أيام رفعت عيد (رئيس الحزب العربي الديموقراطي) ولا نزال حتى الساعة نحاول بشتى الوسائل ضبط الشباب خصوصاً بعد الإساءات التي نتعرض لها يومياً"، مشيراً إلى أنّ "الوضع حذر جداً ونأمل أن لا نصل إلى المحظور".

من جهته، أشار مسؤول الإعلام في الحزب "العربي الديموقراطي" عبد اللطيف صالح إلى "قذائف تنهال على الجبل، بدأت بقذيفة قرب صيدلية المنار، فيما لا نزال نتعرض منذ أيام لرصاص القنص، واليوم (أمس) وإثر وعكة صحية للرقيب أول في الجيش طاهر شديد، نقل الى المستشفى الحكومي ليُفاجأ ناقلوه بمجموعة من الريفا والسلفيّين يدخلون المستشفى ويطلقون النار في اتجاهه أمام أعين الجيش، مما أدّى الى إصابة طاهر شديد في أسفل بطنه وخضوعه لعملية جراحية، فضلاً عن إصابة مهدي شديد بطلق في رجله وقد أسعَفه عناصر الجيش قبل نقله الى مستشفى السيدة في زغرتا".

وتابع: "فوجئنا بعدها بحواجز على الطرق كافة التي تُحيط بالجبل لملثّمين يحملون السلاح ويسألون عن الهوية والمذهب، وعلى الأثر أقفل الأهالي المدخل الرئيس لجبل محسن إحتجاجاً على ما يتعرض له أبناء الطائفة العلوية".

وناشد صالح الرؤساء الثلاثة التدخل "لحماية أبناء الجبل الذين أكدوا استنكارهم لما تعرض له الشيخين في بيروت، مشيرين إلى أنهم لم يعد بمقدورهم الخروج الى أي مكان خشية التعرض للقتل والضرب".

وفي هذا الإطار، أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً أوضحت فيه أنه "إثر إقدام عناصر مسلحة في محلة القبة – طرابلس على إطلاق نار من أسلحة حربية خفيفة باتجاه أحد العسكريين أثناء نقله شقيقه إلى المستشفى الحكومي في المحلة المذكورة، وإصابة كليهما، إضافة إلى مواطن ثالث بجروح غير خطرة، ثم حصول تبادل إطلاق نار بين محلتي جبل محسن والتبانة، تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة حيث دهمت أماكن إطلاق النار وأوقفت عدداً من المشتبه بهم، كما سيّرت ولا تزال دوريات راجلة ومؤللة وأقامت حواجز ثابتة ومتحركة. وقد أعيد الوضع إلى طبيعته وتستمر قوى الجيش بتعقب مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص".

ومساء، تجددت الاشتباكات وارتفعت وتيرة إطلاق النار. فسقطت قذيفتان في بعل الدراويش – شارع سوريا، وسُمع دوي انفجار في منطقة التبانة، ناتج عن إلقاء 3 قنابل يدوية.

وأفادنا صالح أنّ طلال محمد عجايا قتل في منزله في شارع المهجرين وذلك جراء رصاص قنص في رأسه مصدره باب التبانة، كما سقط 16 جريحا في الجبل منهم خضر محمد حسن، حسن شعبان، مهدي عاصي، علي عاصي، علي علي، ومحمد المقاوي. وأكد "أننا نعرف من قتل عجايا ولكن موقف الحزب سيعلن غداً (اليوم) في مؤتمر صحافي يعقده رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسعد عاصي، ونتمنّى على الجيش إلقاء القبض على القاتل لأننا نعرفه".

وقد عزّز الجيش اللبناني انتشاره في طرابلس ولا سيما في الشوارع الفاصلة بين المنطقتين، وقطع الطرق التي تربط بينهما، واتخذ تدابير استثنائية، من دون إنهاء التوتر.

السابق
اتفاق بري ميقاتي يربك التنسيق
التالي
“إضحك من قلبك” لتأمين مضخة لمريض يحتاجها