علمت "الأخبار" أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أبلغ القائم بالأعمال اللبناني في الرياض منير عانوتي أن الدول الخليجية ستتوقف عن استقبال اللبنانيين، في حال لم تتخذ الحكومة اللبنانية موقفاً من تصريحات رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون من الانتفاضة الشعبية في البحرين. كذلك أبلغت الكويت السفارة اللبنانية احتجاجها على تصريحات عون، لكن بعيداً عن الإعلام. ولفتت "الأخبار" الى أنه فيما لم يصدر أي موقف رسمي لبناني حيال هذا الموضوع، يُتوقع أن يحضر على طاولة مجلس الوزراء يوم الأربعاء المقبل.
حث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تداعيات تصريحات العماد ميشال عون حول البحرين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، مقللا من شأنها باعتبارها شخصية.
وقالت مصادر ان بعض الدول الخليجية قررت اعادة تقييم مصالح العونيين لديها باعتبار ان تصريحات عون تشكل خرقا لحياد الحكومة وللحياد المسيحي ازاء ما يجري في المنطقة.
كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ"الشرق الأوسط" عن أن هناك تناقضا كبيرا بين الدعم الذي يتلقاه عون خليجيا وموقفه الأخير، مشيرة إلى حصوله على عقود أعمال تجارية ترتبط بشركات طاقة خليجية، عقب أحداث بيروت، وفي الدوحة تحديدا، سنة 2008، حينما اجتمعت القوى السياسية اللبنانية تحت مظلة واحدة ليلتئم جرح الفرقة. وقالت أن النائب اللبناني لا تقتصر أعماله على تلك العقود التي غادر بها الدوحة، إذ تمتلك الشركات التابعة لعون عددا واسعا من الأسهم في شركات خليجية فضل المصدر عدم تحديدها بالاسم.
اعتبر وزير السياحة فادي عبود لـ" الشرق الاوسط" أن ما صدر عن اعون هو رأي شخصي، وبالتالي ليس موقفا رسميا عن "التغيير والإصلاح"، وقال: "ما يحكى عن عقاب جماعي بحق مناصري عون فهو مرتبط بشرعة حقوق الإنسان، ونحن واثقون بأن الخليج والبحرين تحترم هذه الشرعة ولن تقدم على أي خطوات كهذه"، متهما في الوقت عينه بعض اللبنانيين بالقيام بعمليات تحريض، ضد عون.
وكان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية احتجّتوا رسمياً على التصريحات اللامسؤولة التي أدلى بها النائب ميشال عون رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" والتي تحدّث فيها عن مملكة البحرين وأوضاعها الداخلية بشكل مضلّل. وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية بأن عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون أبلغ القائم بأعمال سفارة لبنان في السعودية منير عانوتي خلال استقباله له في مكتبه في مقر الأمانة العامة في الرياض أمس مذكرة احتجاج رسمية من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول تصريحات عون.
وقال البيان ان "عون تحدث عن البحرين واوضاعها الداخلية بشكل مضلل ومسيء يعكس رؤى ومصالح وارتباطات باتت معروفة للجميع ولا علاقة لها بالحقيقة او بالواقع المعاش في البحرين، وتصريحاته تتعارض مع الروابط والعلاقات الاخوية والتاريخية التي تربط لبنان بدول مجلس التعاون، وتعبر عن مصالح ضيقة، وطموحات شخصية ولا تصب في مصلحة لبنان والامة العربية".
