المفتي قبلان: لقانون انتخابي على مقاس الوحدة الوطنية

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، ومما جاء فيها:"يمكن القول ان الأحداث تتوالى والمشاكل تتراكم وعجز المسؤولين عن المواكبة وإيجاد الحلول يبدو واضحا في ظل تضارب المواقف واختلاف الرؤى، ما يدلل على أن الانقسامات والمبارزات بين الأفرقاء على أشدها، وكأنهم على حلبة صراع متناسين هموم الناس والمشاكل الاقتصادية والمعيشية، ضاربين عرض الحائط ما قد ينتهي إليه مصير الوطن جراء إشكاليات خطيرة آخذة في الازدياد يوما بعد يوم، وتدفع بلبنان واللبنانيين إلى الدائرة المدمرة".

اضاف: "حيال هذا المشهد المخيف يحق لنا أن نسأل المعنيين، أين هي مصلحة اللبنانيين في كل ما يجري، وفي كل هذا الحراك السياسي الذي لا نجد فيه سوى التحدي والمواجهة لبعضهم بعضا، وما هي الأثمان التي قد تترتب إذا ما بقي الخطاب السياسي على هذه الشاكلة من التحشيد الطائفي والمذهبي وتبادل الاتهامات. ألم يحن الوقت أيها السياسيون كي تجلسوا معا وتتصالحوا وتتعاونوا على ما فيه خلاص هذا البلد؟ ماذا تنتظرون كي تخلعوا الأقنعة المستعارة؟ ألا يكفيكم استرزاقا وتكسبا للمال وتكديسا للثروات وإمرارا للمصالح على حساب لقمة عيش الناس ووحدة هذا البلد؟ ألا يخجل أولئك الذين يصرون بمواقفهم المتهورة وخطاباتهم المحرضة وبمعارضاتهم التي لم تكن يوما بناءة وهادفة إلى إصلاح ما أفسدته الممارسات السياسية غير المسؤولة، بل كانت دائما في سياق صب الزيت على النار وتعطيل المبادرات بدءا بالحوار وليس انتهاء بقانون الانتخاب".

وفي موضوع الاستحقاق النيابي، قال المفتي قبلان: "لقد دعونا وندعو دائما إلى ضرورة الإسراع في بت هذا الموضوع وعدم الدخول في المساومات والتسويفات، لأن المطلوب هو تصحيح التمثيل وتبديد الهواجس وليس كيفية الوصول إلى قانون انتخابي يغلب فريقا على آخر، فهذا البلد هو بلد المشاركات لا المغالبات، وعلى الجميع أن يمارسوا السياسة تحت هذا العنوان، لأن البديل هو المزيد من التفكك والانهيار في الدولة والمؤسسات".

وقال: "من هنا نشدد على وجوب التفاهم على قانون انتخابي جديد يوازن بين الجميع ويكون على مقاس الوحدة الوطنية وإعادة جمع اللبنانيين وتعزيز ثوابتهم في العيش المشترك وليس على مقاس الاصطفافات السياسية والطائفية".

ورأى المفتي قبلان ان "ما جرى في بلدة عرسال وما تعرض له الجيش من عدوان آثم وشنيع لأمر خطير جدا ولا يجوز تحت أي عنوان تسويته "بتبويس اللحى". ولمن يدعي الغيرة على أبناء بلدة عرسال، ويحاول تسييس الجريمة واستغلالها طائفيا ومذهبيا نقول: إن أبناء عرسال هم أهلنا وإخوتنا وما يصيبهم من مكروه يصيبنا، ولكن من اعتدى على الجيش وارتكب هذه الجريمة الشنعاء هو الذي اعتدى ويعتدي على أبناء عرسال ويجب محاكمته".

وقال: "نطالب العقلاء من أبناء هذه البلدة الكريمة بالتعاون مع الجيش وتسليم المطلوبين وإقفال الطريق أمام محاولات الفتنة والدس الرخيص، والعمل على فضح وكشف كل من يضمر السوء لهذه البلدة ومن خلالها لكل لبنان، كما نتمنى على البعض من رجال الدين الذين وجدوا في هذه القضية منبرا مناسبا لإثارة النعرات وتحريك الغرائز أن يتذكروا بأنهم مسلمون، والمسلم لا يمكن أن يكون مفتنا أو مغرضا أو مستغلا".

وتابع: "أما في ما خص المقاومة وما تتعرض له من ضغوطات ومحاولات تشويه وما يساق ضدها من اتهامات وأباطيل داخلية وخارجية ليس آخرها ما صدر عن المدعي العام البلغاري بهدف النيل منها ومن دورها الريادي في تحرير الأرض ومواجهة العداون، فإننا نؤكد مرة أخرى على دور هذه المقاومة وحاجة لبنان الضرورية لها، كما ندعو الجميع إلى مساندتها والوقوف إلى جانبها وعدم مشاركة الأعداء في استهدافها لأن في ذلك خدمة للأهداف الأمريكية – الصهيونية التي تريد من خلال ما يجري في دولنا العربية من فوضى وعدم استقرار وخصوا في سوريا إضعاف المنطقة وتجريدها من كل عناصر المنعة والقدرة على المواجهة".

وأعرب المفتي قبلان عن أسفه "لما رافق زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى مصر من مواقف ليس فيها شيء من خلقيات وأدبيات الإسلام"، وقال: "عتبنا كبير على الأزهر وعلماء الأزهر، حيث كنا نرغب بأن يكونوا دعاة وحدة وتقريب وتواصل بين المسلمين، ولا سيما في هذه الظروف العصيبة والخطيرة التي تمر بها الأمة، لكن المفاجأة كانت محزنة ومؤسفة جدا حينما نجدهم يقبلون بالتطبيع مع عدو الأمة الأوحد إسرائيل وينفتحون على أميركا وأوروبا ويرفضون أخوة الإسلام مع الجمهورية الإسلامية. فأي إسلام هذا؟ وأي مستقبل لأمة هكذا هو حال دعاتها وعلمائها، يخافون من المد الشيعي ولا يخافون من المد الصهيوني والغربي!".

وختم:"من هنا نناشد علماء الإسلام المخلصين لأمة رسول الله محمد أن يكونوا دعاة وحدة لأمة واحدة قرآنها واحد ونبيها واحد مصداقا لقوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)".   

السابق
الجيش : طائرتان حربيتان اسرائيليتان خرقتا الاجواء اللبنانية
التالي
اصابة نازح سوري بطلق ناري من بندقية صيد في يحمر الشقيف