السفير: الدولة في المريجات .. وقهوجي: لا للعب على الوتر الطائفي

استقدم الجيش تعزيزات من فوج المغاوير البحرية إلى البقاع الشمالي، وواصل إقامة حواجز ثابتة على جميع المداخل المؤدية الى بلدة عرسال، عُلم انه تمكن خلال الساعات الماضية من إلقاء القبض على عدد من الاشخاص المطلوبين، بينما نقلت قناة «الميادين» عن مصادر مطلعة ان الجيش ضبط شاحنتي أسلحة قرب مدافن عرسال.
وأبلغت مصادر عسكرية «السفير» ان من بين الموقوفين الشيخ «م. ح.» المتهم بالتحريض على التصدي للدورية العسكرية بعد اشتباكها مع المطلوب خالد حميد، إضافة الى «ح.ح.» وهو أحد المشاركين الفعليين في الكمين.
وأكدت المصادر ان لدى المؤسسة العسكرية جدية مطلقة في ملاحقة مطلقي النار على الدورية في عرسال، بما يحفظ هيبة الجيش والدولة، لافتة الانتباه الى ان هناك قراراً حاسماً ونهائياً في هذا الشأن، اما طريقة التنفيذ فتحددها القيادة بالتنسيق مع الوحدات المنتشرة على الارض، تبعاً للمعطيات الميدانية.
وأشارت المصادر الى ان الجيش يميز بين غالبية أبناء عرسال المتضامنين معه وبين مجموعات مسلحة تنامت مع تطور الاوضاع في سوريا وتورطت فيها، وهي تحاول ان تفرض أمراً واقعاً وأن تضع البلدة خارج سلطة القانون. ولفتت الانتباه الى ان هذه المجموعات نفذت حتى الآن خمسة اعتداءات على قوى الجيش في المنطقة، وتسعى الى تحقيق نوع من الأمن الذاتي في عرسال، الأمر الذي لا يمكن القبول به.
ميقاتي: حكمة وقوة
ورفض الرئيس نجيب ميقاتي تصوير الجيش على انه يعمل لطرف ضد آخر أو أنه يستهدف طرفاً بذاته، وقال لـ«السفير» إن الجيش يعمل لمصلحة كل المواطنين، ونحن نريد ان ننتهي من الاشكاليات التي ترافق تأديته لمهامه. وأكد ان الجيش لديه التغطية السياسية وعليه القيام بواجبه، ولا يجب ان يضع احد هذه القضية في اي قالب آخر.
وبعد زيارته التضامنية الى قيادة الجيش في اليرزة بحضور وزير الدفاع فايز غصن، أكد ميقاتي الدعم الكامل للجيش الذي له كل الغطاء السياسي، مشدداً على ضرورة ان يتم تسليم مطلقي النار الى الجهات القضائية المختصة. ودعا الى «ترك الجيش يقوم، بحكمته وبكل ما لديه من قوة، بحل هذا الموضوع بطريقة هادئة بعيدة عن اي شحن طائفي، ولا يمكن أن نقبل أن يشعر أي فريق من اللبنانيين بأنه مستهدف في هذا الظرف بالذات». وتمنى على «الحكماء والعقلاء في بلدتنا عرسال التعاون مع الجيش لجلاء كل الجوانب المتعلقة بهذه القضية».
وليلاً، استقبل ميقاتي وفداً من العلماء المسلمين ومشايخ عرسال، وقالت أوساط السرايا الحكومية إن الوفد اعتبر ما حصل في عرسال رد فعل غير مقبول وغير مبرر، لكنه طالب بتحقيق سريع لكشف الملابسات، وأبدى استعداده للتعاون من أجل تسليم المطلوبين الى القضاء.
قهوجي: سنقطع يد الغدر
وأكد العماد جان قهوجي لـ«السفير» إن الجيش لن يرضى الا بتسليم الجناة وهم معروفون، مشدداً على أن «كل يد أمتدت الى الجيش غدراً سنقطعها، وسنلاحق المعتدين اينما كانوا وإلى أي جهة انتموا، ولا مجال لأن يلعب أحدٌ على الوتر الطائفي او المذهبي في هذه القضية».
وكان قهوجي قد أكد في «أمر اليوم»، رفضه «المساومة السياسية على دم الشهيدين الرائد بيار بشعلاني والمعاون ابراهيم زهرمان من اي طرف أتت»، مشدداً على أن الجيش لن يتراجع مهما كلف الامر الى ان يقتص من المجرمين أياً كانت هويتهم وانتماؤهم، ومهما علت صرخات المدافعين عنهم. وأضاف: مخطئ من يعتبر ان تعاطينا بحكمة مع الاحداث ضعف، ومخطئ من يفكر أن عملنا لمكافحة الارهاب قد يتوقف لأي اعتبار او كرمى لأي فريق مهما كان حجمه المحلي والإقليمي.

السابق
الجيش وعرسال: كمين مفبرك ام حادثة مسلحة
التالي
الاخبار: اقتراح الحريري السري إلى المجلس اليوم