حوض نهر الوزاني سياحة جنوبية مهدَّدة إسرائيليا

ماذا يجري في حوض الوزاني. وماذا يدور هناك من أحداث وتطورات وتناقضات ومواجهات؟ إنمائية سلمية سياحية على الجانب اللبناني؛ ومماحكات سلبية أمنية عسكرية على الجانب الإسرائيلي والقوات الدولية لا حول لها ولا قوة.

قصة طويلة
ولحوض الوزاني قصة طويلة مع الأحداث الأمنية والتطورات العسكرية.. ماضيها مع القوات السورية وحاضرها مع القوات الإسرائيلية. حوض الوزاني يعود ملكيته بمعظمها لآل العبد الله من الخيام وأقيمت عليه منشآت سياحية ومطاعم ومنتزهات كانت بدائية فيما مضى، واليوم تحولت إلى معالم سياحية متطورة؛ بفعل تطور الزمن. وفي الحوض مطاحن قديمة تراثية، كانت تعمل على المياه. وتسمى مطاحن الجولان. إذ أن الأراضي في الجهة الجنوبية الشرقية من الحوض تعود لسوريا كما يقول المسنون في قرية الوزاني.

عدائية جديدة
وبعد احتلال الجولان في حرب حزيران 1967 من القرن الماضي؛ انتقلت المماحكات الأمنية إلى الجانب الإسرائيلي الذي "حط عينه" على مياه النهر الغزيرة الصافية. مع أنها تصب في برك سهل الحولة المحتل. وتستثمرها إسرائيل في تربية الأسماك في أحواض هائلة تشاهد بالعين المجردة للأراضي اللبنانية عند نقطة جسر الغجر الفاصلة بين الحدود. كما كان الجشع السياحي الإسرائيلي للسيطرة عليه، ليزيد من حدة الصراع بين لبنان وإسرائيل، إلى أن أتى التحرير عام ألفين ليكرس السيطرة اللبنانية. والوجود اللبناني والتواجد الأمني للمقاومة في ذلك القطاع؛ وتبدأ مواجهة جديدة. وتطورات عدائية جديدة من جانب إسرائيل حول ما يسمى الخط الأزرق؛ وهو في الأصل خط انسحاب غير مكتمل التخطيط والترسيم.

قبل الـ2006
الزيارات السياحية للمنتزهات البدائية في "حوض الوزاني كانت متواضعة وخجولة قبل حرب تموز 2006. كون الأمن كان مهتزاً (هناك بين الفينة والأخرى بسبب الادعاءات الإسرائيلية أن حزب الله يسيطر على المنطقة. والصحيح هو أن الجيش اللبناني كان المسؤول هناك من ضمن القوة الأمنية المشتركة التي أرسلتها الدولة اللبنانية إلى جنوبي الليطاني بعد التحرير. وأتت حرب تموز 2006 لتغير الأوضاع والمفاهيم الأمنية. وتلغي القوة الأمنية المشتركة؛ ويحل محلها الجيش اللبناني بأمرة وزارة الدفاع إلى جانب 32 دولة تشكل القوات الدولية "اليونيفيل" المعدلة بعدما كانت قبلها تمثل حوالى سبع دول. ومكان حوض الوزاني سابقاً محكوماً بالقرار 425. بينما بعد حرب تموز صار محكوماً بالقرار الدولي 1701، ذي المفاهيم الأمنية والعسكرية المختلفة عن مضمون القرار 425. ويونيفيل الـ425؛ تختلف عن يونيفيل الـ1701 من حيث العدة والعدد والمفاهيم والمهمات والانتشار والصلاحيات. وهذه الأمور سهّلت قيام مشاريع سياحية في حوض الوزاني مما زاد من طمع وجشع وتخوف إسرائيل مما يجري هناك وبالتالي زاد من مراقبتها وحذرها من جنسية زوار الحوض ومرجعياتهم.

هواجس صهيونية مستمرة
وركزت الدولة اليهودية كامل اهتمامها على حدودها الشمالية على قطاع الوزاني. ومصدر الأموال التي تستثمر هناك. إذ تطورت المنتزهات القديمة هناك. واستحدثت منشآت جديدة بمساحات واسعة. وهندسة متطورة، وجمالات رائعة، وبرامج سياحية قل نظيرها في المدن الكبرى، مما زاد خوف وهلع إسرائيل مما يجري ولا سيما في قرية حصن الوزاني – المنتزه والمطعم والمسبح والفندق والمنتجع والاستراحة وملاعب التنس ونمط البناء الإفريقي "وجزر الهاواي". إضافة إلى مطاعم ومنتزهات جديدة قرميدية قرمزية لا يشبع منها الناظر والنظر. طرقات مشجرة واسعة ومعبدة مناظر خلابة طبيعية وغير مصطنعة.. هدوء ملحوظ واسترخاء أمني. وتواجد عسكري لبناني – دولي للاطمئنان، وطمأنة من ينشده. كل هذه الأمور زعزعت هواجس الدولة العبرية. وأوعزت لجيشها بالسهر الدائم، والمراقبة الدائمة، واستحداث كل ما يجعلها في طمأنينة لما يجري هناك لطمأنة سكان شمالها؛ وهذا ما زاد من خروقاتها واعتداءاتها في ذلك القطاع. وشغلت العالم بهوسها وهلوستها مما يجري في حوض الوزاني، ومما زاد في اضطرابها وانشغالها العسكري والأمني ليلاً نهاراً هناك؛ يافطات الترحيب بالزوار. ودعوة السياح لزيارة الوزاني للاطلاع على آخر التكنولوجيات السياحية والإنمائية، ولا سيما يافطة عملاقة تقول: أنت هنا لست في جزر المالديف، أنت في الوزاني! وجزر الوزاني: قش إفريقي، وقرميد أوروبي و"استراحات أطلسية"، وهدوء سويسري، واسترخاء فرنسي، فكيف لا ينشغل بال إسرائيل، وتعيش في هاجس أمني؟
  

السابق
الإبراهيمي: حل سـياسـي لأزمـة سـوريا قريبـاً أو الجحيـم
التالي
الأسد يرتاب في طهاته ويغير غرفة نومه كل ليلة