الديار: اشتعال حرب أهل السنة بين ميقاتي قباني الحريري القرار لمن

اشتعلت حرب القرار عند اهل السنّة فالخط يمتد من بيروت الى السعودية، وفي السعودية الحريري قريب من العائلة المالكة وأمراء آل سعود، وله تأثير كونه ابن الشهيد الرئيس رفيق الحريري وله تاريخ في العمل مع السعودية.

وفي المقابل، هنالك المفتي قباني الذي خرج عن طاعة الحريري ولعب دوراً انه مفتي مستقل، فقرر الرئيس سعد الحريري محاربته، فسكت المفتي قباني على مضض، وانتظر فترة كي تستريح الامور، الا ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قرر شنّ حرب على المفتي قباني. فتمت مراجعة السعودية بالموضوع، لكن السعودية قالت لن اتدخل بهذا الشأن. ولن تعطي كلمة فصل. فأصبحت المعركة بين الرئيس سعد الحريري والمفتي قباني.

اليوم، وصل خبر الى "الديار" وتم توزيعه على كل وسائل الاعلام، ان المفتي قباني زار الرئيس نجيب ميقاتي، واجتمع معه، وهذا يعني ان المفتي قباني اختار خصم الرئيس سعد الحريري ليضع يده بيده، في وجه الرئيس سعد الحريري. والرئيس الحريري ليس غبياً بل سيلتقط الاشارة ان دار الافتاء السنية قررت التحالف مع رئيس الحكومة الحالي، ويعني ذلك ان هنالك حرباً بدأت فعلياً بين الرئيس نجيب ميقاتي وحليفه مفتي السنّة في لبنان الشيخ محمد رشيد قباني، وبين الرئيس سعد الحريري وحزب المستقبل وشعبية أهل السنّة.

الرئيس سعد الحريري يملك جمهوراً كبيراً من السنّة، وهو اقوى من الرئيس نجيب ميقاتي وأقوى من المفتي قباني في الشارع السنّي، لكن عندما يتكتل المفتي مع رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، فان ذلك يعني ان الرئيس سعد الحريري لا يستطيع اقالة المفتي قباني بواسطة انتخابات مشايخ السنّة في لبنان.

ان ما يحصل في لبنان لا يمكن ان نعزله عمّا يحصل في المنطقة، ففي سوريا هنالك حرب سنيّة – علوية، لها طابع بعثي مع الاخوان المسلمين، ولها طابع عربي خليجي ضد ايران، لكن لها طابع سنّي بوضوح مع العلويين، رغم انه لم يحصل اي اقتتال في قرية بين السنّة والعلويين.

اما في لبنان، فوضعه مثل العراق، فالعراق اشتعلت فيه الحرب السنيّة – الشيعية، وفي لبنان تشتعل حرب سنيّة – شيعية، والذي أزاح الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة هو حزب الله الشيعي، ولذلك فان الرئيس سعد الحريري يريد ان يعود منتصراً الى رئاسة الحكومة، وانتصاره يريد ان يكون على حساب حزب الله.

أراد الرئيس سعد الحريري ان يكون المفتي قباني الى جانبه، لكن تقارير سرية ذكرت ان المفتي قباني له علاقة سرية مع سوريا، وانه لا يريد خوض الحرب ضد سوريا، مثلما يخوضها الرئيس سعد الحريري. لذلك فان الرئيس سعد الحريري رفض أن يأتي المفتي قباني الى جنازة الشهيد اللواء وسام الحسن. وبالتالي، فان القطيعة اصبحت كاملة.
ومع الخبر الذي جاء اليوم عن اجتماع قباني مع ميقاتي فان ذلك يعني تحديا اكبر من المفتي قباني للرئيس سعد الحريري.

وعلى عكس الطائفة المارونية حيث ان الكنيسة المارونية او الارثوذكسية او الكاثوليكية، هي كنائس مستقلة عن الدولة اللبنانية، فان دار الافتاء تابع لرئاسة مجلس الوزراء، والمفتي والمشايخ هم موظفون يقبضون رواتب من الدولة. وهذا لا يمكن ان يحصل مع البطريرك او البطاركة في الطوائف الاخرى.
المهم في لبنان وفي ظل الصراع الشيعي – السنّي، اين هو موقف السعودية التي هي اكبر دولة سنيّة من بعد مصر في العالم العربي.

الجواب ليس عندنا فلم يظهر شيء عن السعودية. ويمكن تحليل موقف السعودية، ولكن هذا الامر ليس موثوقاً 100 %. فموقف السعودية هي مع الرئيس سعد الحريري ضد الرئيس نجيب ميقاتي، لكنها ليست مع الرئيس سعد الحريري ضد المفتي قباني، الذي يعتبروه كثيرون انه رجل السعودية في دار الافتاء. لذلك لن تساير السعودية الرئيس سعد الحريري باقصاء المفتي قباني.

يبقى الموضوع الاساسي، جامع محمد الأمين كان قطعة أرض عادية، فطرح الشيخ يومها المسؤول عن الارض اقامة جامع، فقدم الوليد بن طلال 5 ملايين دولار لاقامة الجامع، عندها تدخل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقال انا اقدم 10 ملايين دولار لاقامة الجامع، فلم يكن يعرف الشهيد الرئيس رفيق الحريري ان قبره سيكون في الجامع الذي بناه، فالتزم الرئيس رفيق الحريري المشروع وابعد الامير الوليد بن طلال عن بناء الجامع. واصبح الجامع مفتاحه في قريطم عند الرئيس سعد الحريري. ولاحقا قدم الرئيس الحريري المفتاح الى دار الافتاء.

الان الصراع هو من له الحق بامتلاك جامع محمد الامين، دار الافتاء ام عائلة الحريري؟
يبدو ان المفتي قباني استعان بالرئيس نجيب ميقاتي كي لا يسيطر الرئيس الحريري على دار الافتاء وكي لا يسيطر على جامع محمد الامين. مع العلم ان جامع محمد الامين اعطى طابعاً في وسط مدينة بيروت ان بيروت مدينة اسلامية، بالحجم الذي تم بناؤه، فيما الكنائس الاخرى المسيحية، اصغر حجماً جداً ولا تبدو كأنها كنيسة كبيرة في بيروت.

ماذا سيحصل الان، ان الذي سيحصل هو مزيد من الصراع والحرب بين المفتي قباني وبين تيار المستقبل، وسيقوم تيار المستقبل بمقاطعة كل تحركات المفتي. الا ان المفتي لا يتحرك كثيراً، لكن لديه مشكلة وهي ان نجله قام بعملية اختلاس وسرقة، وكان الرئيس فؤاد السنيورة رئيسا للحكومة فقام بتغطية الموضوع ولفلفة القصة، فهل يعود الحريري لينتقم ويفتح ملف نجل المفتي قباني؟ الايام القادمة ستعطينا الجواب في صراع الرئيس سعد الحريري والمفتي قباني ولمن تكون الغلبة، لرجل الدين ام لرجل السياسة، مع العلم ان صائب سلام اختلف في تاريخه مع المفتي لكنه لم يستطع اقصاءه، وقد يتكرر المشهد اليوم، هو خلاف الرئيس سعد الحريري مع المفتي قباني، لكن لن يستطيع اقصاءه.

اما دمشق فليست بعيدة عن اجتماع المفتي قباني والرئيس نجيب ميقاتي، لانها قريبة من الاثنين وتريد تعزيز جبهة سنيّة في وجه الرئيس سعد الحريري، كذلك حزب الله يكون سعيدا اذا نشأ حلف في وجه الرئيس سعد الحريري.

لقاء كرامي – قباني
وفي هذا الاطار يمكن وصف زيارة المفتي قباني الى الرئيس عمر كرامي امس بأنها جزء من هذه المعركة مع العلم ان مفتي الجمهورية كان ارجأ انتخابات المجلس الشرعي التي عارضها "المستقبل" واستبقها باجتماع كرّس هذا الانقسام حتى داخل دار الفتوى.
وقد اكد قباني الاصرار على اجراء انتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى بعد نشر اسماء الهيئة الناخبة في المهل القانونية واعتبار المجلس الحالي منتهي الصلاحية ابتداء من يوم غد ولا شرعية لهذا المجلس بعد انتهاء مدة ولايته المحددة بثلاث سنوات، مشيرا الى انه لا يحق لنائب رئيس المجلس الدعوة الى اي جلسة كما لا يحق له ترؤس اي جلسة في غياب رئيس المجلس الذي هو مفتي الجمهورية بحسب المرسوم الاشتراعي الرقم 18 الذي يجيز لنائب الرئيس ترؤس جلسات المجلس في غياب الرئيس اذا كان رئيس المجلس مسافرا او مريضا، لكن في ظل وجود خلافات في الرأي لا يحق له دعوة المجلس او ترؤسه بوجود الرئيس.

وشدد المفتي قباني على ان دار الفتوى هي للجميع وهو ليس مع تسييسها، لافتا الى ان من يعترضون يريدون الدار لهم وهذا لن يحصل.
بدوره، اكد كرامي انه مع وحدة الصف، داعيا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى القيام بمبادرة جدية لايجاد الحلول، ناقلا عن قباني اصراره على انه على مسافة واحدة من جميع الافرقاء، ودعا الى حسم الامور الخلافية بالانتخابات صونا لوحدة الطائفة.

بري
على صعيد آخر، يبدو ان قانون الانتخاب سيحتل معظم مساحة الاهتمامات السياسية والشعبية رغم التطورات الاخرى الخارجية والداخلية والتي لا تقل اهمية، وتتطلع الاوساط الى اجتماعات اللجنة الفرعية لقانون الانتخاب في 8 كانون الثاني المقبل، حيث يفترض ان تناقش نقطتين هما: اساس القانون، عدد النواب والنظام الانتخابي.

وفي هذا المجال، وعشية العام الجديد، وصف الرئيس نبيه بري هذه اللجنة بأنها المنفذ للخروج من الحال الراهن في شأن قانون الانتخاب الذي يمكن ان يقودنا الى انفراج واسع اذا احسنا الاستفادة من الفرصة وصفت النوايا.
وحرص الرئيس بري امام زواره على القول بأن المطلوب من الجميع ان يتخلوا عن سلبياتهم ويحولوها الى ايجابيات ومن لا يفعل ذلك يكون هناك نقص في لبنانيته ملاحظا ان هناك سلبيات موجودة لدى الطرفين ويفترض ان تكون المقاربة منهما من اجل التوصل الى قانون انتخاب لا يظهر فيه سلفا ان هذا الفريق فائز او ذاك.

ورأى بري ان هناك امكانية لاجتراح افكار وصيغ توصل الى قانون انتخابات جديد على ان لا تكون نتائجه معروفة سلفا، واضاف ان لديه افكارا عديدة وليس صيغة واحدة وهو مستعد لطرحها شرط ان تكون النوايا سليمة.

وردا على سؤال حول عمل اللجنة قال: ان امامها اسبوعا من الاجتماعات المكثفة التي توازي فترة الشهر او اكثر واذا احتاجت اللجنة على ضوء اجتماعاتها فترة اضافية فأنا مستعد لاعطائها اسبوعا او اسبوعين او شهراً، المهم ان نصل الى نتائج ايجابية للجميع.

سلسلة الرتب والرواتب
على صعيد آخر، علمت "الديار" من مصادر مطلعة ان هناك مقاربة متجددة لموضوع سلسلة الرتب والرواتب في القطاع العام يمكن ان تؤدي الى ان تكون هذه السلسلة هدية للمعلمين والموظفين مع مطلع العام الجديد.

وقالت المعلومات ان الرئيس نبيه بري دخل على خط السعي الى حلحلة عقدة هذه المسألة وقد اثار هذا الموضوع مع رئيس الحكومة في اجتماعهما الاخير منذ يومين، وحسب المعلومات ايضا فان الرئيس بري سيلتقي هيئة التنسيق النقابية في هذا الاطار، وان من بين الافكار المطروحة هو تقسيط السلسلة على سنوات بالاضافة الى حسم بنود التمويل ومنها زيادة عامل الاستثمار.

لقاء الراعي – عون
وفي خطوة لافتة، زار رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الكاردينال بشارة الراعي في بكركي وعقد معه خلوة قبل بدء قداس الاحد.
وقد اكد عون للراعي ان لا مانع لديه من لقاء رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط او غيره عندما يكون هناك ازمة وطنية، لافتا الى ان التمنع عن الحوار جريمة بحق الوطن، والبديل هو القتال".

وردا على سؤال، اكد ان المهم ان تتفق الاكثرية حول موضوع الحوار وبعدها مستعدين لنحاور الآخرين، متمنيا ان يحصل لقاء مسيحي قريب في بكركي، قائلا: انا مستعد للقاء اي احد من اجل الوصول الى حل، والحوار يكون بين ناس مختلفين، ولا افهم المنطق الذي يقول العكس.

وعن لقاء الراعي، اشار الى ان الزيارة هي للتهنئة بالاعياد، لافتا الى انه جرى البحث في الامور العامة ومثل كل مرة كنا متفقين ومواقفنا متطابقة في المواضيع المهمة في البلد ولكن اليوم نتحفظ عليها حتى تعلن في حينها وهذا امر مفرح، معتبرا ان الارادة الدولية المنتفعة من قضية النفط في لبنان يهمها المحافظة على الاستقرار في بلدنا.
  

السابق
المستقبل: الابراهيمي يلمّح إلى نظام برلماني لا رئاسي
التالي
السفير: بري: لدي أفكار لتسوية انتخابية الدولة في إجازة