السفير: الحريري يهاجم نصرالله وجنبلاط يتبلّغ دعماً فرنسياً لتحييد لبنان

مع عودة "تغريدات" سعد الحريري المطولة، بعد تقنين طويل أعقب كسر إحدى قدميه في جبال "الألب" قبل حوالي السنة، فإن اللافت للانتباه في خطاب قوى "14 آذار" هو افتقاد أية روحية للتعامل البناء مع أي عنوان سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، لكأن عجلة الزمن توقفت عند لحظة خروج زعيمها، من البيت الأبيض، في كانون الثاني 2011، عندما اكتشف أن تربعه على العرش الحكومي صار من الماضي.

النقطة الثانية، هي افتقاد "المشروع الحقيقي"، بدليل أن المعارضة وزعيمها يرددون أنهم ليسوا متمسكين بـ"قانون الستين"، بينما كل سلوكهم يشي بالعكس، بدليل الاستفاقة المتأخرة، فقط لنحو سنتين، على قرار مقاطعة الحكومة الميقاتية، فيما يسرح نواب المعارضة، بين مكاتب وزراء الخدمات يوميا، طلبا للخدمات، على مسافة ستة أشهر من "مشروع" الانتخابات النيابية.

وفيما تستمر الأزمة السورية مشرعة الأبواب منذ نحو سنتين، ومعها يستمر سؤال "الأعجوبة" التي جعلت لبنان يحافظ على الحد الأدنى من الاستقرار الأمني والسياسي، برغم عدم نأي معظم "أهله" بأنفسهم عن "النيران الشرقية"، فإن ملف النازحين السوريين مرشح للتفاقم وفق مراجع رسمية ودولية قدرت تدفقا متزايدا في اتجاه الاراضي اللبنانية، مع إضافة العنصر الفلسطيني جراء الأحداث الجارية في مخيم اليرموك، حيث سجلت الإحصاءات الرسمية نزوح ما يزيد عن 3500 فلسطيني في اتجاه لبنان ما بين 14 و17 كانون الاول الجاري، وهي أرقام مرشحة لأن تتضاعف مرات ومرات، الامر الذي قد يضع لبنان في مواجهة كارثة اجتماعية وإنسانية وإغاثية خطيرة.

وقد شكل ملف النازحين نقطة بحث أساسية في اللقاء الذي استضافته رئاسة الحكومة في السرايا الكبيرة، أمس، كما في اللقاء الذي عقد في باريس، مساء امس، بين وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس والنائب وليد جنبلاط الذي قال لـ"السفير" إن البحث تمحور حول الوضع السوري الذي يزداد تفاقما ويتسبب بنزوح أعداد هائلة من المواطنين السوريين والفلسطينيين في اتجاه الاراضي اللبنانية، الأمر الذي من شأنه أن يشكل عبئا كبيرا على لبنان وبات يتطلب من الدولة اللبنانية أن تتصدى لهذا الملف الانساني وتضاعف جهودها في إغاثة هؤلاء النازحين، بالتنسيق مع المؤسسات الدولية المعنية.

وأشار جنبلاط الى انه لمس من فابيوس دعما مباشرا للمؤسسات اللبنانية وللحوار الداخلي وللسياسة التي تنتهجها الحكومة اللبنانية لتحييد لبنان عما يجري في سوريا، "وهذا يضع الحكومة وكل اللبنانيين من دون استثناء أمام واجب العمل بكل الطرق من أجل تفادي الوقوع في أزمة داخلية وعدم استيراد الازمة السورية الى لبنان".

السابق
في ذكرى بو عزيزي تونس تثور بإلقاء جماعي لأجهزة التلفاز
التالي
الإرهاب الحلال