الشرق الأوسط: الجيش اللبناني يعيد الهدوء إلى طرابلس بعد خطة أمنية جديدة

عد أسبوع من المعارك الشرسة، التي حصدت ما يقارب 20 قتيلا و100 جريح جلهم من المدنيين في مدينة طرابلس اللبنانية، توقف إطلاق النار بعد أن انتشر الجيش اللبناني في المنطقتين الساخنتين جبل محسن وباب التبانة، وفق خطة عسكرية قيل إنها تطبق للمرة الأولى، وشملت انتشارا واسعا يتخطى حدود خطوط التماس التقليدية، ليمتد إلى ما ورائها، في ما يشبه التطويق العسكري للأحياء الساخنة.

وشرح لنا الشيخ وليد طبوش من باب التبانة، أن "الجيش دخل بقوة وحزم، وبدأ صباح أمس رفع الدشم والمتاريس من الشوارع بحضور ضابط رفيع وشخصيات من المنطقة، بحيث تم التوافق على إزالتها من الجانبين بالتوازي. وما إن انقضت ساعات الصباح الأولى حتى كانت المظاهر المسلحة قد اختفت، وتوارى المسلحون بالكامل، وفتحت المحال التجارية أبوابها، للمرة الأولى منذ سبعة أيام." كما أن اتصالات مكثفة بدأت منذ مساء أول من أمس، مع مختلف الأطراف المؤثرة في الجبهتين لإعلامهم بأن القرار بوقف إطلاق النار قد اتخذ وعليهم الالتزام به أو تحمل العواقب.

وعن كلمة السر التي تمكنت من لجم معارك طاحنة، وصفت بأنها الأشرس منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، قال الشيخ وليد طبوش لـ"الشرق الأوسط": "إن المخاوف من توسع دائرة الاشتباكات لتمتد خارج حدود باب التبانة – وجبل محسن، وتنتقل إلى مناطق شمالية أخرى، كذلك الحديث الذي شاع عن السلفية الجهادية وتدخل للجيش السوري الحر، كل هذا أثار مخاوف أهل المنطقة الذين باتوا يريدون إنهاء المعارك بأسرع وقت ممكن".

وشرح الشيخ طبوش: "لقد أنهكت المعارك الأطراف وبات الجميع بحاجة لالتقاط الأنفاس. أما الجيش فقد أصبح محصنا بغطاء سياسي، ووجه إنذارا للجميع بأنه سيقبض على أي مسلح، كما أنه سيكون بالمرصاد لكل إخلال بالأمن. وهو ما لم يكن الجيش قادرا على فعله قبل أن يعطى غطاء من المجلس الأعلى للدفاع الذي عقد أول من أمس برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس مجلس الوزراء".

وأصدرت قيادة الجيش بيانا شددت فيه على أن وحداتها المنتشرة "ستتصدى بكل حزم وصرامة للعابثين بالأمن، وأنها ستعمل على ملاحقهم حتى توقيفهم وتسليمهم إلى القضاء المختص".
وتحدث رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عن خطة جديدة يعمل على تنفيذها، معبرا عن ارتياحه للخطوات التي جرى البدء بها.

السابق
الأخبار: مملوك وشعبان مطلوبان للتحقيق بلا كفوري
التالي
جرحى بإطلاق نار من مجهولين ملثمين على معتصمي التحرير