قبيسي: من يريد ان يضرب سياسة المقاومة وثقافتها يريد ان يضرب اتفاق الطائف

أقامت حركة "أمل" احتفالا تأبينيا لجميلة ياسين في النادي الحسيني لبلدة عدشيت – النبطية، تحدث فيه المسؤول التنظيمي للحركة في اقليم الجنوب النائب الحاج هاني قبيسي، الذي قال: "لقد كنا ولا نزال خلف الامام القائد السيد موسى الصدر نحمل قضية الدفاع عن الوطن وعن مجتمعنا واهلنا رغم ان الظروف والاوقات صعبة، هذا الامام الذي تمتد ثورته الى ثورة الامام الحسين وهو الذي ترك فينا الوصية "أن كونوا مؤمنين حسينيين" لقد حملنا الرسالة التي حققت الانجازات والانتصارات بفضل مبادىء الامام الصدر الذي جاء الى هذا الجنوب مجاهدا مكافحا في سبيل الوطن وفي سبيل القضية، بفضل هذه المبادىء تكرست ثقافة المقاومة ولغة المقاومة فتحول لبنان من بلد ضعيف مهزوم الى بلد منتصر بفضل ثقافة ومقاومة الامام القائد السيد موسى الصدر، تحققت الانتصارات تلو الانتصارات، فالانتصار الاول كان العام 1985 عندما انسحبت اسرائيل من جزء من الجنوب وكان الانتصار الثاني في العام 2000، ثم الانتصار الثالث العام 2006".

وتابع: "توالت الانتصارات على مستوى العالم العربي حتى تحقق الانتصار الاخير في غزة، اننا نشهد في هذه الايام واقعا سياسيا مقلقا، هناك سياسات ومؤامرات تنقلب على هذه الانتصارات وتسعى الى فرض عناوين ومفاهيم سياسية جديدة، نشهد في هذه الايام انقلابا على كل سياسة وثقافة ادت الى هزيمة اسرائيل، انهم يستهزؤن بسياسة المقاومة والممانعة والصمود، نرى البعض يسميها كذبا والبعض الاخر يسميها مخادعة، نرى في هذا مؤامرات سياسية كبيرة، على ثقافة المقاومة وعلى خط تاريخي حقق العزة والكرامة، فالعرب لم ينتصروا في يوم من الايام في كل الحروب التي خاضوها ضد العدو الصهيوني، لم ينتصروا يوما لا بسياسة اعتدال ولا بسياسة استسلام ولا بحروب عسكرية، من انتصر هي ارادة الامام الصدر عندما قال "ان اسرائيل شر مطلق، واذا التقيتم العدو الاسرائيلي قاتلوه بأسنانكم واظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعا"، لقد تحققت الانتصارات وكان الشهداء من رجال دين ومن قياديين من كافة المستويات، وانهزمت اسرائيل في لبنان وها هي تهزم في غزة، وها هي فلسطين تتقدم في اتجاه كيان مستقل أيا كان هذا الكيان، تتقدم نحو انتصار حقيقي، ونسمع أصواتا ان كان في لبنان او في العام العربي ضد سياسة المقاومة، يريدون قلب الموازين وتحويل الانتصارات الى هزائم، يريدون ضرب ثقافة المقاومة وارادة المقاومة، والبعض يريد المتاجرة بدماء الشهداء الذين سقطوا، لن نقبل ابدا ان يطلق احد على سياسة الممانعة والصمود سياسة مخادعة في الوقت الذي يمارسون فيه دور المتاجرة بالقضية اللبنانية وبالقضايا العربية تحت عنوان الثورات العربية، يتاجرون بقضايا الامة ومصيرها ودولها، لكي يصلوا الى عنوان واحد بأنهم لا يريدون قتال اسرائيل، لعلهم يريدون فرض استسلام جديد او سياسات خانعة خاضعة لا تسمن ولا تغني من جوع".

اضاف: "هذه المواقف التي نسمع نرى فيها مؤامرات، أكبر من التي حيكت ضد الجيوش العربية السابقة التي قاتلت اسرائيل وحتى لو انها لم تنتصر كنا نسمع بعض الاصوات تعترض على بعض المواقف، اما ان تصل ألجرأة في هذه الايام الى الاعتراض على كل هذه السياسات وعلى كل المواقف عند البعض، وان تصل الى المتاجرة بدماء الشهداء، فأننا نرى فيها متاجرة بمصير الامة العربية، متاجرة بالسلاح وبالادوية وبكل شيء على حساب الامة العربية، وعلى حساب استقرار الدول العربية، بل لعلهم يسعون من خلال اموال يوزعونها الى زرع الفتن وتكريس الاقتتال الطائفي والمذهبي في الدول العربية، لقد بدأ لبنان يشهد الاستقرار بفضل انتصارات المقاومة على العدو الاسرائيلي، نرى البعض من نواب ومن مسؤولين يسعون لتقويض هذه الانتصارات ويجعلون منها مواقف سياسية يتاجرون فيها على مساحة العالم العربي، نقول لن نسكت ولن نرضى عن هذه المواقف ولا نريد لاحد ان يكرس سياسة الاستسلام، ونقول لهم ان الدول التي ترعى سياساتكم الحالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميريكية هي التي تدعم اسرائيل التي لا تريد لهذا الوطن الا الفرقة والانقسام والتدمير، وهناك من يضعف الدولة ويعطل عملها في لبنان، نحن نؤكد حرصنا على هذا الوطن مقابل من يوزع الاموال والثقافات الجديدة في احدى الدول بهدف القتل والفرقة والتقسيم، وهذا الامر لن نسكت عليه ولن نسمح به، فالسياسات التي يمارسونها ادت الى حرب في طرابلس والى عدم استقرار في طرابلس، وعنوان هذه الحرب طائفي مذهبي لا ينتمي الى استقرار لبنان ولا الى سيادة لبنان ولا الى قيام الدولة في لبنان، ما هذه السياسة التي تمارسون، لا تريدون استقرارا للوطن، ولا تريدون لمؤسسات الوطن ان تعمل، تارة تريدون اسقاط حكومة، وطورا تريدون تعطيل المجلس النيابي من خلال عمل لجانه واجتماعاته العامة، وبالتالي فهذا التعطيل يكرس لغة الفوضى ويكرس لغة الهزيمة في وجه العدو الصهيوني، ويكرس واقعا جديدا بعدما أمنت الدولة بلغة المقاومة وبنصر المقاومة واتفقنا على عنوان واحد على مستوى كل حكومات الوحدة الوطنية التي تشكلت بأن "قوة لبنان بوحدة جيشه وشعبه ومقاومته"".

وقال: "الان ماذا تفعلون هل تدعمون الثورات الخارجية لصالح الوطن لبنان، هل تريدون اسقاط الانظمة العربية وزرع الفتن والاقتتال فيها لصالح الاستقرار في لبنان، أما ان سياساتكم ستورط لبنان بسياسة قتل وتخريب نشهدها في كل عواصم العالم العربي، نقول لكم اتقوا الله في هذا الوطن، لا تسهموا في ضرب الدولة التي بنيت بفضل جهاد المجاهدين وتضحيات الشهداء والجرحى والمعوقين والا لما كان لبنان، ان الدولة قامت بعد اتفاق الطائف وشرعت المقاومة، ان من يريد ان يضرب سياسة وثقافة المقاومة في هذه الايام يريد ان يضرب اتفاق الطائف، واذا كان الطائف نظاما ارتضيناه نظام استقرار وعيش مشترك واصبح ميثاقا وطنيا بين اللبنانيين، اذا كانت سياساتكم تصب في اطار ضرب هذا الميثاق وفي ضرب الاستقرار وجر لبنان الى اتون الفتن عليكم ان تتعظوا قليلا وان تتنبهوا كثيرا لان هذا الواقع لا يجر الا الويلات الى لبنان، لعل سياساتكم في هذه الايام توقد المعارك في طرابلس التي تقتل الابرياء وتزرع الخوف والتي تجعل من لبنان غارقا في مشكلة لا علاقة له فيها ، تريدون اسقاط النظام في سوريا على حساب دماء اللبنانيين وعلى حساب استقرار لبنان والعيش المشترك في لبنان".

ودعا "الشركاء في الوطن الى ان يعودوا الى رشدهم وان يتنبهوا ان السياسات التي يمارسون هي سياسات خطرة على الاستقرار العام في لبنان، نحن الحريصون على استقرار الوطن لا نرد على تصريحات على الشاشات وعلى منابر الاذاعات، رفضا منا لسياسة زرع الفتن والاقتتال الطائفي والمذهبي، نحن نسكت ونكظم الغيض لاننا لا نريد للبنان ان يغرق في اتون الفتنة، وسنبقى من أشد الحريصين على هذا الوطن من خلال سياسة حكيمة يقودها الاخ دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري مع كل الحلفاء والساهرين والواعين على مصلحة هذا الوطن".

وتابع: "اننا نقول بصوت مرتفع لن نغرق في الفتن ولن ننجر الى هذه السياسات، بل سنبقى نحافظ على الدولة اللبنانية وعلى مؤسساتها لنحفظ الشعارات والاتفاقات والمواثيق ونحمي مؤسسة الجيش اللبناني ليبقى لبنان عزيزا قويا منيعا بوجه العدوان الاسرائيلي المستمر في خروقاته لارضنا وسيادتنا ومياهنا، ونحن أحوج ما نكون في لبنان هذه الايام الى ما قاله الامام الصدر ان افضل وجوه الحرب مع اسرائيل هي الوحدة الوطنية الداخلية".

وكانت كلمة امام بلدة عدشيت المسؤول الثقافي لحركة "أمل" في اقليم الجنوب العلامة السيد ربيع ناصر الذي دعا الى "اعتماد الخطاب الوحدوي الوطني البعيد عن التشرذم ولغة التفرقة"، كما تحدث قاسم حايك باسم اهالي البلدة فحيا المقاومة وشهداءها، مؤكدا "ان الرئيس نبيه بري هو صمام أمان هذا الوطن".
  

السابق
مي عزالدين: أعيش جحيم رومانسي 
التالي
خليل: قضية المخدرات تحد عالمي ووطني وفردي