كيف أوقع حزب اللّه بعقاب صقر؟

تكاثرت التحليلات والتفسيرات حول اختراق الحلقة الضيّقة للنائب عقاب صقر في مقرّ نشاطه الرئيسي مع المعارضة السورية المسلحة في اسطنبول ومقرات أخرى ثانوية او ظرفية.
فالاتصالات والأحاديث بين صقر والقيادي في "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد وغيره، ما كان يفترض أن تُسجّل وتجد طريقها الى الأيدي المستفيدة من كشفها للرأي العام، لولا وجود مخطط كبير نجح "حزب الله" في تنفيذه.

قيل الكثير في هذه القضية، منها أن تسجيل المكالمات الهاتفية المذكورة تمّ رصده عبر التنصّت، او عبر طرف تركي معارض لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، أو اختراق أجهزة النظام السوري الأمنية لمحيط صقر، ثم بيعها إلى طرف صحافي لبناني… إلّا أنّ هذه الروايات ليست اكثر من شائعات، وإن كان بعضها غير مستغرب في ظلّ الظروف الأمنية والسياسية السورية واللبنانية الحالية.

وأشارت مصادر مطّلعة لـ"الجمهورية" إلى أنّ اليد الطولى في كشف مكالمات صقر- الجيش الحرّ ونشرها، هي يد "حزب الله" الذي نظّم عملية رصد ومتابعة لكلّ طرف شيعي معارض لتحالف "حزب الله- أمل"، وخصوصاً المصنّفين منهم "خوارج" بسبب التحاقهم بتيار "المستقبل"، والسير بعكس تيار التحالف الشيعي الجارف في الساحة اللبنانية.

وانطلاقاً من هذه الآليّة، وُضع صقر في دائرة الاختراق منذ حرب تموز 2006، حيث كان صحافياً مغموراً في إحدى الصحف المحليّة، وبدأ بكتابة مقالاته النقدية او المعارضة القاسية ضد الحزب والمقاومة، ما حدا بإدارة تحرير الصحيفة الى الاستغناء عن خدماته.

عملية الاختراق هذه تمّت عبر وصول احد الأمنيّين في المقاومة، حسين… بصفة مساعد ومرافق، الى حلقة صقر. وكان يرافقه في تجواله واستقراره في أماكن عديدة في لبنان وخارجه. وتفيد معلومات المصادر المطّلعة أنّ ما زاد الأمور تعقيداً هو أنّ الجاسوس المرافق لصقر بات يشعر بالضيق نتيجة استقرار الهدف المكلّف به خارج لبنان، ما حرمه حياته العائلية وكآبة الغربة، لكنّ الأمر تفاقم بعد ولوج صقر عملية تسليح المعارضة السورية، انطلاقاً من تركيا.

وطلب المرافق الجاسوس من مرجعيته في المقاومة إنهاء مهمته مع صقر، والإيعاز الى الجهاز الرسمي الذي ينتسب اليه استعادته من الخارج، وتبديله بأمني آخر لهذه المهمة. وكان المرافق، وهو ينتمي الى "حزب الله" سراً، قد انتسب الى جهاز امني لبناني رسمي بطلب من صقر، بُعَيد انتخابه نائباً.

بعدما بلغت هذه التطورات ما بلغته، وبسبب صعوبة استبدال الامني بآخر مثله ليتابع عنه مهمته، طلبت منه مرجعيته الخروج من حلقة صقر بصَيد ثمين، فبدأت عملية تسجيل مكالمات صقر مع "الجيش السوري الحرّ"، كما أكدت معلومات المصدر أنّ عدد المكالمات الهاتفية المسجّلة لصقر كبير جداً مقارنة مع عدد ما نُشر وبُثّ منها.

وتحتفظ المرجعية الأمنية للمقاومة بهذه التسجيلات، لأنّ أهميّتها تفوق بكثير أهمية أي شأن آخر متّصِل بصقر. وفي هذا الإطار، يحضّر "حزب الله" في الأيام المقبلة مفاجأة كبيرة لصقر بناء على هذه التسجيلات.

أمّا الشخصية التي توَلّت التنسيق مع المرافق الأمنيّ فهي "الحاج ساجد" الذي لاقى الأخير برفقة مرجعيات بارزة في "حزب الله" على المطار، حيث استقبلوه بحفاوة كبيرة.

السابق
انجب طفلاً تزدد عمراً
التالي
حين تصبح “صيدا ستايل”…