نواف الموسوي:اسرائيل اليوم باتت على حافة نهاية وظيفتها الوجودية

أقامت "حركة الجهاد الإسلامي" إحتفالا في مخيم الرشيدية- صور بمناسبة "انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة"، بحضور النائب السيد نواف الموسوي، عضو قيادة لبنان في الحركة أبو سامر موسى، وممثلين عن الأحزاب الوطنية واللبنانية والفصائل الفلسطينية.

الموسوي
وألقى الموسوي كلمة رأى فيها "إن الفتنة المذهبية هي إكسير الحياة الذي يمد اسرائيل بأسباب البقاء بعدما بلغت حافة نهاية وظيفتها الوجودية في صراعها مع المقاومة"، داعيا "الذين يمتنعون عن دعم الشعب الفلسطيني في إعادة الإعمار وتسليح مقاومته، لأن يكفوا عن إثارة الفتنة وتمويلها ونشر سلاح الإقتتال الأهلي".

وأشار إلى "أننا نفتخر بأننا اشقاء لشعب لا يعرف الذل أو الخضوع، وأننا أتينا لنبارك بهذا الإنتصار الذي ندرك بأن ثمة في العالم العربي من لا يريد ان يعتبره انتصارا، وقد مررنا بهذا الأمر من قبل، ففي الوقت الذي لازال العالم كله يقول ان ما جرى في عام 2006 هو انتصار للمقاومة، فإن هؤلاء هم أنفسهم لا زالوا يقولون أن ذلك ليس إنتصارا كما يقولون اليوم أن ما حصل في غزة ليس إنتصارا أيضا. في حين أننا نعرف انه انتصار كما يدرك ذلك العدو"، لافتا إلى أنه "وعلى لسان الصحافة العبرية فإن المسؤولين الإسرائيليين يقولون أن إسرائيل القديمة قد انتهت وأنه قد حدث إنقلاب في الوعي معلقين بذلك على نتائج الاستطلاع الذي اجري وبينت نتائجه ان 82 بالمئة من الاسرائيلين يريدون قصفا من الجو وأن 30 بالمئة فقط يؤيدون الحرب البرية".

وقال الموسوي "أن الصهاينة اليوم يدعون قادتهم للابتعاد عن الحروب لأنها تسبب خسارة في البشر عنده ولا احتياط لتعويض الخسارة"، متسائلا: "اذا لم يكن هذا انتصارا فما هو تعريف الانتصار؟".

وشدد على "أن هذا الانتصار صنع باستعداد الشعب الفلسطيني للتضحية التي تتمثل في تقديم هذا الشعب لأطفاله قرابين على ايدي الوالدين وبوقوفه على انقاض المنازل ليقول أن هذا كله فداء المقاومة وهي العبارة التي نعرفها جيدا لان اهلنا وعلى مدى 33 يوما من الحرب لم يستطع احد فيها ان ينتزع منهم الا عبارة كلنا فداء المقاومة، وأن هذا الانتصار تحقق بسلاح المقاومة الفلسطينية وما تمتلكه من قدرات صاروخية جعلت عاصمة الكيان الصهيوني واحتلاله لعاصمة فلسطين موضعا لانهمار صواريخ الفجر التي آذنت بفجر التحرير الذي لا نراه الا قريبا" .

وإذ "قدم التهنئة للشعب الفلسطيني بالإنتصار"، تطرق الموسوي إلى "اسباب شعورنا بالفرحة لانتصاركم والتي هي أكثر من أن تعد"، متوجها "الى الدول العربية التي لا نطالبها الآن بتزويد هذا الشعب بالسلاح لأننا نعلم ان كثيرا منكم لا يريد ذلك وإذا أراده البعض فهو لا يجرؤ عليه لأن الاولويات في اجندته مختلفة عن الاولويات في اجندة الشعب الفلسطيني، إلا أننا نطالبكم بصندوق عاجل لاعادة اعمار غزة لان ثمة منازل لم تبن منذ العام 2008 حتى اليوم إذ أن النظام المصري كان يمنع ادخال المواد اللازمة لاعادة البناء التي كانت بالكاد تتسرب بالقطارة من خلال الانفاق".

ولفت إلى "أن المقاومة انتزعت مسألة فك الحصار بدماء اطفالها وصواريخها، في حين أننا لم نر حتى الآن عملية بدء الاعمار أو بدء مال أثرياء العرب بالتدفق الى غزة للغاية نفسها"، معتبرا "أن الذي بكى مشكور على مشاعره النبيلة ولكن عليه أن يمزج بكاءه بالدعم لا سيما مع اقتراب الشتاء".

وأشار إلى "ما قالته المقاومة على لسان قادتها السياسين والجهاديين انها ستواصل التسليح وتعيد بناء ترسانتها العسكرية"، سائلا: "هل أن الذين يزعمون أنهم أصدقاء الشعب الفلسطيني مستعدون اليوم أن يقدموا السلاح له".

وأكد النائب الموسوي "ان سلاح المقاومة الفلسطينية هو الطريق الى تحرير فلسطين كلها وأن من يمنع وصول السلاح الى فلسطين انما يقدم اكسير الحياة لاسرائيل والرصاصة والدبابة والطائرة لذبح الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى "أننا لن ننتظر جوابا عمن يريد تقديم السلاح لأن من قدمه في ظل الظروف الصعبة من الـ 2008 الى 2012 ولم يترك الشعب الفلسطيني وحيدا، يقول لكم اليوم أنه لن يترككم وحدكم وسيواصل الوقوف الى جانبكم مهما كانت التضحيات".

واعتبر "أن ما نفعله دعما للشعب الفلسطيني هو اقل واجبنا الشرعي والوطني والقومي تجاه القضية الفلسطينية التي هي قضية الامة المركزية".وقال: "من لا يريد تقديم المال والسلاح للشعب الفلسطيني فليفعل امرا واحدا على الاقل وهو التوقف عن اثارة الفتنة المذهبية بين المسلمين وإنفاق الأموال الطائلة من اجل شق صفوف المسلمين وتأليبهم على بعضهم البعض، ليصبح السلاح محلِّلا ومشرِّعا ويصل لقتل الذي يختلف معك في المذهب اما اذا كانت وجهته العدو الاسرائيلي فانه لا يصل ويحرم ولا ينفق من اجل شرائه".

وطالب الموسوي "الذين لا يريدون اعادة الاعمار او التسليح أن يكفوا اذاهم عن المقاومة سواء في فلطسين او في لبنان او غيرها من المناطق في العالم العربي، لأن اسرائيل اليوم بعد ما باتت مناطقها جميعا في مرمى صواريخ المقاومة لم يعد لها من اكسير حياة سوى الفتنة المذهبية التي تحيل بأس المسلمين والعرب بينهم وتترك العدو يتفرج على مقتلتهم ودمائهم".

وشدد على "أن اسرائيل اليوم باتت على حافة نهاية وظيفتها الوجودية، فالصهيونية التي نشأت كفكرة في اقلية في الوسط اليهودي ثم نمت بفعل الدعم والتبني من الحكومات الغربية سوقت مشروعها على نحو انه لا بد لليهود من ملاذ آمن يلوذون به من الاضطهاد وقلعة حصينة يلجؤون اليها، إلا أن المقاومة بينت ان اسرائيل لم تعد الملاذ الآمن لأنها باتت مستهدفة في كل مكان منها".

وقال "أننا اليوم على حافة انهاء الوظيفة الوجودية للكيان الصهيوني وأنه لا يفصلنا عن ذلك الكثير من الوقت وبإمكاننا ان نحقق الانتصار الحاسم دون أن يشغلنا احد بنزاعات داخلية لا تؤدي الا الى اسالة الدماء بين الزواريب والأزقة"، داعيا "بعض الأنظمة العربية لأن تكف عن التحريض على جمهورية إيران الاسلامية وعن السعي لابدال العداء لإسرائيل بالعداء لها"، مشيرا إلى أن "قادة المقاومة الفلسطينية شكروها على تزويدها بالسلاح ولم يشكروا غيرها".

وأكد "أننا ماضون معا نحن والشعب الفلسطيني حتى تحرير القدس التي سنصلي في مسجدها الأقصى صفا واحدا سنة وشيعة".

موسى
من جهته ألقى أبو سامر موسى كلمة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فقدم التهنئة "للمجاهدين وللشعب الفلسطيني بالإنتصار الذي تحقق"، معتبرا "أن المقاومة استطاعت تحقيق عدد من الانتصارات والانجازات خلال الحرب من إبطال سلاح الجو والتمويه والمحافظة على عدد الصواريخ التي كانت تسقط على المستوطنات وإدهاش العالم بالاسلحة المتطورة واستيعاب الصدمة الاولى من الضربات التي تلقتها من العدو الاسرائيلي".

وقدم موسى "الشكر لإيران وسوريا وللمقاومة الإسلامية في لبنان على دعمهم للمقاومة وإمدادها بالصواريخ والأسلحة وموقف مصر الداعم، وهو ما كنا نتمناه من الأنظمة العربية".

وأشار إلى "أن من الاهداف العسكرية للمقاومة الفلسطينية جعل العدو الصهيوني يدفع ثمنا مرتفعا وباهظا باغتيال القائد الذي احببناه واحترمناه والذي كان له اليد الطولى للمقاومة الفلسطينية وهو القائد الشهيد الجعبري، وتوجيه المزيد من الضربات الى عقيدة الردع الصهيونية فحينما تسقط عقيدة الردع وتسقط هيبة الجيش الصهيوني لدى نفوس الصهاينة انفسهم ان من يسكن فلسطين المحتله سيفكر بالهجرة المعاكسة".

أضاف موسى، "من الإنجازات أيضا إجبار العدو الصهيوني على وقف التوغل على الشريط في منطقة غزة وشاطئ البحر، والزامه مجددا بالتعهد بوقف سياسة الاغتيالات التي يمارسها، اما في الشق السياسي فكان للمقاومة اهداف منها كسر حصار غزة واجبار العدو الصهيوني على اعادة فتح المعابر جميعا والتي تصل قطاع غزة بالعالم الخارجي وبفلسسطين المحتلة، وتسهيل حياة قطاع غزة، وحرمان العدو من تحقيق اهدافه في الفصل السياسي بين قطاع غزة وباقي الوطن".   

السابق
الرئيس سليمان: المقاطعة حق ديمقراطي ولكنها ليست اساسا للعمل
التالي
مجدلاني : ليضع حزب الله سلاحه جانبا ولنجلس سواسية على الطاولة