في ذكرى بيار الجميّل..

بيار أمين الجميّل، لم يكن الشهيد الوحيد الذي طالته يد الغدر من قيادات 14 آذار، وهو قطعاً لم ولن يكون الأخير الذي يسقط على درب السيادة والحرية والحياة الكريمة لهذا الوطن، طالما أنّ مسلسل الاغتيالات عاد يطل برأسه من جديد، عبر محاولتين فاشلتين استهدفتا رئيس حزب القوات سمير جعجع، والبرلماني العريق بطرس حرب.
الجريمة المُحكمة في اغتيال اللواء وسام الحسن، أكدت مرّة أخرى، أن أصحاب هذا المخطط المدمّر للوفاق الوطني، مصرّون على المضي في طريقهم الأسود حتى النهاية، الأمر الذي يفرض على كل الأطراف السياسية، في 14 و8 آذار، تحمّل مسؤولياتهم الوطنية، للخروج من دوّامة الاغتيالات التي تُزعزع الثقة بين أبناء الوطن الواحد، وتزرع الكثير من الشكوك والأحقاد في النفوس والقلوب!
لا تكفي بيانات الشجب والاستنكار التي تصدر عن الأفرقاء السياسيين، خاصة جماعة 8 آذار، عقب كل عملية يسقط فيها علم من أعلام ثورة الأرز، والبحث عن القتلة والمرتكبين والمخططين، يجب أن تبقى أيضاً، مسؤولية جماعية ووطنية، حتى تنتفي الاتهامات عن بعض الداخل، ولو بالشكل، وصولاً إلى إثبات الاتهام على الأصابع والمخططات الخارجية، التي تخطّط وتجهّز وتحرّض، وقد تتشارك في التنفيذ مع عملاء في الداخل.
علمتنا التجارب السياسية، القريب منها والبعيد، أن عمليات الاغتيال قد تنجح في قتل قادة ورموز سياسية ووطنية، ولكنها لا تنجح أبداً في القضاء على مسيرة المغدور السياسية، ولا الوصول إلى فكره السياسي والإصلاحي والوطني، الذي تحوّله دماء الشهداء إلى شعلة أبدية تُضيء طريق الناس جيلاً بعد جيل!
بيار أمين الجميّل سقط شهيداً… ولكن المسيرة استمرت، والشعلة انتقلت إلى أيدٍ أمينة.

السابق
ما لا تعرفونه عن “Viber”!
التالي
بان كي مون الى مصر الاثنين لبحث القضايا الاقليمية والوضع في قطاع غزة