عاصم سلام.. كلّنا نفتقدك

خرج من بيت ساهم في صنع أمجاد المدينة التي أحبّها، فبقي عشقها يسري في دمه حتى الرمق الأخير.
حاول أن يعصم عاصمته عن الفوضى العمرانية التي شوّهت تراثها، وهدّدت بمحو ذاكرتها،.. وعندما افتقد التجاوب المنشود من أهل الحلّ والربط، إبتعد حزيناً على ما آلت إليه بيروت التي أحبّها.
حمل شهادة الهندسة من جامعة كمبردج البريطانية، وزرع علمه وحماسه لوطنه، في الجامعة الأميركية ببيروت، مؤسّساً أول كلية هندسة في لبنان في رحاب الجامعة، ليفتح أبواب الغد أمام شباب بلده.
إلتزامه مع الكلية التي أسّسها في الأميركية لم يمنعه من أداء دور المرشد والمعلِّم في كلية الهندسة في الجامعة العربية لإفساح المجال أمام طموح الفقراء لتحقيق أحلامهم.
لم يكتفِ بوجاهة نقابة المهندسين، بل عمل على إنشاء النقابة بأنظمتها الجديدة، وقواعد العمل الحديثة، محقّقاً إنجازات مشهودة في رعاية مصالح المهندسين، وتسهيل أعمالهم، وتوفير الضمانات اللازمة للعاملين منهم والمتقاعدين.
كانت السياسة هوايته الثانية بعد الصيد، فنجح في هوايته الأولى، وخذلته الثانية لأنها لم تنسجم مع مثاليته، وتقدّميته، وتحرّره من القيود العائلية والطائفية.
كان صيّاداً ماهراً في التصويب على طريدته في سهول أفريقيا، ولكن المهارة قد تكون خانته في خوض المعارك السياسية توقيتاً ومضموناً.
عاصم سلام العائلة تفتقدك.. وبيروت خسرتك!

السابق
جمعية الـ«يازا» تدعو إلى أوسع تعاون مع قانون السير الجديد
التالي
جولة لوفد نادي روتاري على سوق الخضار الجديد في صيدا