الشرق: مصادر فرنسية:زيارة هولاند لا تتدخل بالشان الحكومي

تشكل زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى لبنان غداً الأحد محطة ديبلوماسية مهمة جداً في إظهار الاهتمام والدعم الفرنسي للبنان في ظل التوتر المستمر في المنطقة وتداعيات الأزمة السورية على لبنان.

صحيح ان زيارة الرئيس الفرنسي هي الأولى له منذ انتخابه رئيساً، وهي تأتي بعد 4 سنوات على زيارة سلفه الرئيس نيكولا ساركوزي لبنا نفي 7 حزيران 2008 وقد اصطحب معه حينها وفدا من موالين ومعارضين فرنسيين، لكن ما تحمله زيارة هولاند من مضامين ومعطيات لها دلالات كبيرة ومهمة على الساحة الداخلية، والتي قد تنجلي نتائجها (يوماً بعد يوم خلال الأسابيع المقبلة).

التكتم الشديد الذي يسبق زيارة هولاند الى لبنان ان عبر السفارة الفرنسية في بيروت وطاقمها الديبلوماسي، او عبر أروقة قصر بعبدا، وذلك لدواع أمنية، هذا التكتم لم يمنع من الاضاءة ولو بقدر قليل من المعلومات على دلالات وأهمية وتوقيت هذه الزيارة الفرنسية الخاطفة للبنان سيما وأن الرئيس الفرنسي قد يمكث لساعات في ضيافة نظيره اللبناني ومن ثم يغادر الى المملكة العربية السعودية. مصادر سياسية في العاصمة الفرنسية كشف في اتصال مع «الشرق ان زيارة هولاند تأتي كرسالة دعم فرنسي واضح وثابت لمقام الرئاسة الاولى ورئيسها، بصفته رئيسا للبلاد هو حامي الدستور، وفرنسا في هذا الاطار تؤكد ان أي فراغ سياسي او تعطيل للمؤسسات الدستورية لا يمكن ان يضمن استمرار الاستقرار او الأمن في هذا البلد.

من هنا فإن المصادر ترى ان ما قام ويقوم به رئيس الجمهورية في اتصالات ومشاورات لحل الأزمة المستجدة في لبنان حول المطالبة من قبل 14 آذار باستقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، له نيات طيبة وحسنة، وبالتالي فإن الجهود اللبنانية والنصائح الدولية بعدم إحداث أي فراغ دستوري في المرحلة الراهنة قد تتلاقى وتتقارب معاً في إيجاد تسوية ما.

ونفت المصادر ان تكون زيارة هولاند تصب في إطار دعم او الوقوف الى جانب فئة من اللبنانيين من دون الأخرى إنما تأتي لدعم الرئيس سليمان على الدور الوطني الذي يقوم به في هذا المجال وللجهود التي تبذلها فرنسا في هذا الاطار لا يمكنها فرض أي رأي او المطالبة بإسقاط حكومة او تغيير أخرى لأنها ترى في ذلك شأناً داخلياً بحتاً، وقد عبرت مراراً عن موقفها في هذا المجال بأنها لا تتمسك بأي حكومة لكنها تخشى من حدوث أي فراغ سياسي وتداعياته على الوضع الداخلي، وهذا ما لا تريده.

وشددت المصادر على ان باريس لن تألو جهداً في تقديم أية مساعدة للحكومة والشعب اللبناني لتجنب أي خضات او نزاعات داخلية، وهي تدعو الأطراف كافة الى الجلوس معاً لمناقشة مشاكلهم وحلها عبر طاولة الحوار الوطني والتي هي السبيل الوحيد للتوصل الى تسويات وحلول للمشاكل الداخلية.

وفي إطار زيارة هولاند الى لبنان، فقد أوضحت الجهات السياسية ان الأزمة السورية وتداعياتها على الوضع في المنطقة لاسيما على لبنان ستكون بنداً محورياً وأساسياً في المحادثات الرسمية خصوصاً وأن الموقف الفرنسي من الأزمة السورية بات أمراً معروفاً ولا تغيير فيه او لبس في مضمونه.

السابق
الانوار: 14 آذار مستعدة للحوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية
التالي
الشرق الاوسط: مشاورات لإعلان إطار جديد للمعارضة السورية وحكومة انتقالية