مدافئ راشيا.. صناعة تزدهر حيث تغيب الكهرباء

دخلت صناعة المدافئ و"الصوبيات" في بعض قرى راشيا مرحلة جديدة في عملية تطوير وتعزيز الانتاجية لهذه الحرفة التي يمتهنها عشرات المصنعين وتعتاش منها أكثر من مئة عائلة، بعد ان توسعت رقعة انتشار المصانع الصغيرة والمتوسطة، خاصة في بلدتي راشيا وضهر الأحمر، في محاولة جادة وجريئة للحفاظ على هذا الإرث الذي طالما اشتهرت فيه المنطقة منذ اكثر من ثلثي قرن، في وقت شهدت هذه الصناعة تحولات جوهرية في رفع القدرة الإنتاجية وفي تحسين النوعية، بما يتناسب مع حاجة السوق اللبنانية من جهة، ومنافسة المدافئ المستوردة من الخارج من جهة ثانية لا سيما من سوريا وتركيا، ومجابهة وسائل التدفئة الحديثة، والتحديات التي فرضتها أساليب العيش ومعاصرة ما هو جديد على مستوى تكنولوجيا التدفئة، التي أفلستها سياسة التيار الكهربائي الغائب عنها، والذي أحالها على التقاعد في ذروة شبابها وتألقها لا سيما "شوفاجات" ومكيفات التدفئة، ومدافئ الكهرباء الحديثة.

صناعة الصوبيات في راشيا وضعت المنطقة على خارطة الصناعة اللبنانية، وأدخلتها حيّز السباق في قدرتها على تطوير وترويج وتسويق هذه السلعة الحياتية، والتي تعد العمود الفقري لكل بيت جبلي في لبنان أو في الدول المجاورة، وبالتالي سلطت الأضواء على منطقة باتت تشهد نقلة نوعية في مقاربة الانتاجية نتيجة تحولها التدريجي من منطقة مستهلكة الى منطقة منتجة ومستهلكة في الوقت عينه.

السابق
انفجار مصنع للعبوات في المنية.. مر كأنه لم يكن
التالي
هكذا قتل شبير ومشى في جنازته