افتتحت كنيسة القديس توما الرسول في بلدة النفاخية التي تم اعادة ترميمها وتأهيلها من قبل الكتيبة الايطالية العاملة في اطار "اليونيفيل"، برعاية قائد القطاع الغربي في "اليونيفيل" الجنرال الايطالي غايتانوزاونر.
اقيم الاحتفال في قاعة الكنيسة، في حضور النائب العام للبطريركية المطران يوحنا حداد، متروبوليت صور للروم الملكيين الكاثوليك جورج بقعوني، الاب بشارة كتورة وفاعليات.
بعد ازاحة الستار عن اللوحة التذكارية، وقص الشريط ، قال زاونر:"ان المشروع منفعة عامة يستفيد منه الجميع كما المسجد، وله رمزية عالية بقرب الجامع مثال على التعايش السلمي الجيد بين المواطنين الذين ينتمون الى ديانات مختلفة يحترم كل منهم معتقد الاخر ويؤكدون على تكريس التقليد التاريخي للبنان نحو الاتجاه الصحيح في الانسجام والتسامح والتوحد، بعيدا عن اي تمييز وتفرقة وتباغض الذي يقود الاهل والمنطقة ولبنان الى المستقبل الذي نتمناه لهم المشرق والمزدهر".
ثم القى بقعوني كلمة اشاد فيها "بدور الكتيبة الايطالية في مد يد المساعدة في اعادة ترميم الكنيسة بالتعاون مع مختار البلدة وكاهن الرعية الذين اعادوا الى الكنيسة دورها ومركزها في العبادة والتواصل، وهذه صورة طيبة عن مجتمعنا في جبل عامل وعن لبناننا الذي نحب".
وقال:"نمر اليوم باحداث مؤلمة ومحزنة نتمنى ان نتجاوز هذه المرحلة على خير ونحافظ بكل حكمة ووعي وروية على بلدنا وعيشنا المشترك وتقاليدنا التي عشناها من زمن الكنيسة والمسجد للجميع مسلمين مسيحيين لا فرقة ولا تباعد. العدو الاسرائيلي يحاول دائما زرع الفتنة والفرقة في ما بيننا، فعلينا دائما تفويت الفرصة عليه عبر التمسك اكثر بوحدتنا الداخلية والمحافظة على مجتمعاتنا وعلى قيمنا الوطنية فنحمي لبنان ونحمي انفسنا".
بدوره، تحدث كاهن الرعية الاب وليم نخلة "عن تاريخ الكنيسة كمركز عبادة ولقاء وتعاون وتساو في الحزن والفرح". وقال:"توقف القداس فيها عام 1973 ليعود اليوم الى نفس الاصالة في الاعراف والتقاليد المتمثلة بالعيش المشترك الحقيقي الذي لا يميز بين دين وآخر، العبادة تنطلق من المسجد والكنيسة تتوحد باتجاه الله".
وشكر للكتيبة الايطالية ما قدمت في اعادة تأهيل وترميم الكنيسة والى مختار البلدة الذي جعلها في اولى اهتماماته، داعيا اهالي البلدة "الذين تركوا ديارهم الى العودة اليها والى عيشها الواحد باكثر من محبة واكبر من وئام".
اما مختار البلدة حاتم حسين فشكر "للكتيبة الايطالية الالتفاتة الكريمة في اعادة بناء الصرح الديني التي كانت تعاني الاهمال على مدى عشرات السنين". وقال:"واجبنا الديني يدعونا الى الاهتمام بالكنيسة كما المسجد وعقيدتنا زرعت فينا تمسكنا بالعيش المشترك مسيحيين ومسلمين بكل صدق ووفاء واخلاص، هكذا نحن وسنبقى تجمعنا الكنيسة كما يجمعنا المسجد ويجمعنا حبنا لبلدتنا ووطننا العزيز لبنان".
بعدها اقيمت صلاة شكر على نية الافتتاح واختتم الاحتفال بتبادل الدروع التكريمية.
