البطريرك الراعي: دول استغلت التظاهرات المطالبة باصلاحات ودعمت بالمال والسلاح المتنازعين

 اعتبر البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في مداخلة خلال جمعية سينودس الاساقفة في روما حول موضوع "الاعلان الجديد للانجيل والحوار مع الاسلام في البلدان العربية"، ان " لهذا الحوار خصوصية، وقد وصفه الارشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الاوسط: شركة وشهادة"، الذي وقعه قداسة البابا في 15 ايلول الماضي في أثناء زيارته للبنان، كالآتي: "هذا الحوار في الشرق الاوسط يرتكز على علاقات روحية وتاريخية تجمع بين المسيحيين والمسلمين. فلا تفرضه في الاساس اعتبارات براغماتية ذات طابع سياسي او اجتماعي، بل يستند، قبل كل شيء، الى أسس لاهوتية مرتبطة بالايمان ومحددة بوضوح في اعلان المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بشأن علاقات الكنيسة مع الديانات غير المسيحية"(فقرة 19)".

واضاف: "يرقى وجود المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط الى الفي سنة، الى عهد السيد المسيح والكنيسة الناشئة، أي قبل المسلمين بستماية سنة. فلا يمكن اعتبارهم اقليات، بل هم مواطنون اصليون واصيلون، ولهم الحق في أن ينعموا بجميع الحقوق والواجبات في أوطانهم بحكم المواطنة. وهم مع شركائهم المسلمين جزء لا يتجزأ من الحياة الثقافية والاقتصادية والوطنية. ولبنان، هذا البلد الوحيد يفصل بين الدين والدولة، يقدم النموذج في العيش المشترك المسيحي – الاسلامي، حيث يمارس حوار الحياة، والمساواة في الحقوق والواجبات، والمشاركة بالمناصفة في الحكم والادارة العامة، ويضمنها الدستور".

واعتبر ان "المسيحيين في بلدان الشرق الاوسط يشهدون لقيم الانجيل في المدارس والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية التابعة للكنيسة، وعبر ما تنقل وسائل الاعلام من احتفالات ليتورجية وبرامج دينية. ويشهدون ايضا للقيم الحضارية بمثل حياتهم وبثقافتهم المسيحية التي هي احترام الشخص البشري، وقبول الآخر المختلف، وتعزيز الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي وحرية العبادة والمعتقد".

وتطرق الى الاحداث الجارية في بعض من بلدان الشرق الاوسط، وقال ان "التظاهرات المطالبة، عن حق شرعي باصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، هي ضرورية في ذاتها، قد استغلتها دول، لغايات سياسية واقتصادية، فدعمت بالمال والسلاح الاطراف المتنازعين وشجعت على العنف والحرب، بدلا من السعي الى الحلول السلمية بالحوار والتفاوض السياسي والديبلوماسي. فكانت النزاعات الداخلية والمذهبية، وفي حالة الفوضى صارت اعتداءات من دون مبرر على المسيحيين كما جرى، مثلا، في العراق ومصر وسوريا".

وختم معتبرا ان "خطابات قداسة البابا بنيدكتوس في لبنان، والارشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الاوسط"، ستؤدي، اذا عمل المسيحيون على تطبيقها، الى "ربيع مسيحي" من شأنه ان يساهم، بنعمة الله وبالتزام قيم الانجيل، الى "ربيع عربي" حقيقي هو ربيع الديموقراطية والحرية والعدالة والسلام، بعيدا عن العنف والظلم والاستبداد". 

السابق
كوكب جديد في الفناء الخلفي للارض
التالي
عمار الموسوي: إنجاز الطائرة يراكم عناصر الردع في مواجهة اسرائيل