طائرة التجسس حققت هدفها.. واربكت العدو الاسرائيلي

سيبقى كيان العدو تحت وقع صدمة اختراق طائرة تجسس من دون طيار لاجوائه أول من أمس، لفترة طويلة. ورغم عدم تبني أي جهة هذه الرسالة الجوية بعد نفي حركتي الجهاد الاسلامي وحماس أية علاقة لهما بهذا الموضوع، إلا أن الصحيح أيضاً أنه لا يمكن التنبؤ بالجهة التي ارسلت هذه الطائرة، لأن الجهات التي ترسل طائرات تجسس غالباً ما تتبنى مثل هذا الإجراء، ولكن الذي أرسل الطائرة قصد أن يربك القيادتين الاكمنية والسياسية في اسرائيل، وايقاعها في صدمة.

إذ وصف وزير حرب العدو ايهود باراك خرق طائرة التجسس لأجواء كيانه بـ "العمل الخطير جدا" متوعدا بالرد على من أرسلها، ومعرباً عن قلقه الشديد ازاء هذا الاختراق، قائلاً إن تل ابيب ستدرس الرد من دون ان يوضح طبيعته. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فتطرق في بيان مقتضب الى الحادث، مثنياً على الجيش الإسرائيلي في التشخيص السريع والعمل الناجح، وقال "سنواصل الدفاع عن حدودنا في البر والبحر والجو من أجل أمن مواطني إسرائيل".

وقد جاء هذا الفعل المربك للكيان بعد اعلان تل ابيب، اعتقال الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فلسطينياً من سكان اراضي 48، بتهمة "التخابر مع حزب الله"، وفي التفاصيل التي سمحت المحكمة المركزية في حيفا بتداولها اعلامياً، فإن ميلاد محمد الخطيب، من سكان بلدة مجد الكروم في شمال اسرائيل، والبالغ من العمر 26 عاماً، يعمل لمصلحة حزب الله منذ تجنيده في الدانمارك عام 2007، وقد اأُنيطت به مهمات استخبارية تخدم حزب الله في حال نشوب حرب بينه وبين اسرائيل.

وبحسب الاذاعة العبرية، جمع الخطيب معلومات استخبارية لمصلحة "حزب الله" عن قواعد عسكرية تابعة للجيش الاسرائيلي، ووسائل الاتصال والإمداد بين هذه القواعد، إضافة الى منشآت ومراكز تابعة لـ "سلطة تطوير الوسائل القتالية – رفائيل"، كما جمع معلومات عن اماكن مستودعات الاسلحة والذخيرة التابعة للجيش الاسرائيلي.

ويمكن قراءة هذا الارباك انطلاقاً من نقطتين أساسيتين:
الأولى إن هذه الطائرة نجحت في التحليق لمسافة اكثر من 100كيلومتر ، و مدة التحليق فغير مسبوقة ما يزيد عن نصف ساعة، ما يدل عن فشل وإخفاق استخباري وعملياتي لدى الكيان.

الثانية، إن إسرائيل تعتقد بان من يستطيع ارسال طائرة تقطع كل هذه المسافة الطويلة وتخترق أجواءها لهذه المدة يعني ان مثل هذه الطائرات يمكن ان تحمل قذائف وصواريخ في المستقبل، وأنها قادرة على تهديد المواقع الاستراتيجية خاصة مفاعل ديمونا والمراكز الاستراتيجية والحيوية الأخرى.
 

السابق
اعتصام بالطناجر للمطالبة بقانون مدني للأحوال الشخصية
التالي
اكبر مكب نفايات في العالم