نختلف مع حزب الله لكننا لسنا اعداء ولا متآمرين عليه

  

 
عقد "تجمع لبنان المدني" لقاء "تضامنيا مع الشخصيات الشيعية المستقلة ضد الإفتراء والتهديد"، ظهر امس في نقابة الصحافة في حضور النائبين السابقين صلاح الحركة ومصباح الأحدب، عضو لجنة الحوار الإسلامي – المسيحي سعود المولى، السيد ياسر ابراهيم، السيد حسن علي الأمين، راشد صبري حمادة، كريم مروة، امين سر "حركة التجدد الديمقراطي" انطوان حداد، عضو اللجنة التنفيذية في الحركة حارث سليمان، وممثلين عن الهيئات الثقافية والإجتماعية وحشد من الشخصيات والإعلاميين.
واستهل اللقاء التضامني بكلمة لنقيب الصحافة محمد البعلبكي، شدد فيها على "ضرورة احترام رأي الآخر وحق الإختلاف"، معربا عن استنكاره "لما تعرضت له بعض الشخصيات مؤخرا من تهجم في غير موضعه، إنطلاقا من حرية الفكر التي يحرص عليها الإسلام بشكل خاص، والقرآن الكريم بشكل أخص". وأكد البعلبكي "ضرورة احترام خيارات الآخرين واتجاهاتهم حتى الكفر".
الحركة
ثم كانت كلمة للنائب السابق الحركة أعلن فيها "رفض تجمع لبنان المدني للحملة المغرضة التي طالت بعض الشخصيات الشيعية المستقلة من قبل إحدى الصحف اللبنانية وبعض وسائل إعلام 8 آذار". وقال: "الحملة مغرضة، لأنها كانت استنسابية، وبنيت على عدد من التقارير وأغفلت آلاف التقارير الأخرى التي تتحدث عن شيعة أو مسيحيي أو سنيي 8 آذار"، لافتا الى "ان الحملة وقعت في الدولة الخطأ، لبنان الذي يكرس دستوره الحريات، ووقعت في الزمان الخطأ، زمن ثورات الشعوب العربية للحصول على حريتها". 
الامين
من جهته، اعلن الصحافي علي الامين ان اللقاء "ليس تضامنا مع أشخاص بقدر ما هو تضامن مع قيم أساسية، ارتضيناها نحن اللبنانيين في ما بيننا، ولذلك لا يمكن السكوت عن أي محاولة لأي شخص ينصب نفسه مدعيا ومصدرا حكما وجلادا، ونحن نرفض هذا المنطق، منطق الإرهابيين والتكفيريين، منطق الذي لا يستطيع أن يقبل الآخر"، وقال: "هناك حالة يذهب فيها أحدهم الى حد تنفيذ القتل في لبنان تحت حجة انه يرى انك خائن"، مؤكدا "رفض هذا الأمر والوقوف في وجهه"، معتبرا انها "حالة تريد أن تلغي اي اختلاف على مستوى البلد وعلى مستوى الطائفة الشيعية". وأعلن "الإلتزام بالقانون وبالقيم الشيعية الإسلامية الوطنية وبالدستور اللبناني"، متمنيا "على الآخرين الإلتزام بها والإستناد اليها إذا كانوا فعلا مؤمنين انهم مواطنون لبنانيون ملتزمون بالقوانين".
مواجهة التخوين
ثم تلا الدكتور محمد علي مقلد بيانا باسم "تجمع لبنان المدني" جاء فيه: "لاننا لبنانيون عرب احرار، وليس في تاريخنا سوى ايمان بلبنان – دولة للمواطنة والمساواة، وعروبة حديثة لتبني قضايا العرب وتناصرها، ولاننا نؤمن بأن قيم حقوق الانسان عالمية، واولها الحرية والعدالة وثانيها حرية التعبير والمعتقد واحترام الآخر، نلتقي معا لا لنؤكد ثوابتنا بل لنواجه حملة تخوين وهدر دماء وتشويه سمعة احرار لا يصغون الا لضمائرهم ولا يراهنون الا على قيام دولتهم، دولة مدنية يتساوى فيها الجميع.
 
ونقول لهؤلاء ومن وراءهم لم ولن يرهبنا ذلك يوما ولا سيما ان الرؤية امامنا واضحة في زمن الربيع العربي، اذ تتهاوى فيه الاستبدادات وتتداعى الاستعمالات البوليسية المخابراتية المغرضة للصحافة ووسائل الاعلام.
نحن اذ نعلن اننا لم ولن يرهبنا نفس هدر الدماء، يؤسفنا ان نقول اننا نستشعر بعض الريبة في مواقف "حزب الله" من هذه الممارسات سواء بالصمت حيالها والاعتكاف عن ادانتها، اقله من حيث المبدأ، او بانخراط وسائل اعلامه في تبنيها والترويج لها وتكرارها دون اي وازع او رادع، علما ان الحزب قد استخف بالـ "ويكيليكس" وقلل من شأنها حين تناولت شخصيات حليفة له. والثبات عند هذا الموقف، يؤشر الى مواصلة الحزب اعتماد السياسة نفسها والخيارات نفسها والاساليب نفسها التي صنعت المأزق التاريخي الذي تعيشه الطائفة الشيعية اليوم والتي لا ينقذها منه الا انعطاف سياسي بالاهمية نفسها، ما زال "حزب الله" قادرا على المساهمة فيه لو اتخذ قرارا شجاعا بذلك، ولكي نضع الامور في نصابها نؤكد للحزب لا من موقع الاسترضاء ولا من موقع الاستفزاز، انما من موقع الحرص على الموضوعية والتواصل السوي وحماية النسيج الوطني، ان خلافنا معه ليس في العداء لاسرائيل ولا في تحرير كامل ارضنا بل في مصادرة فلسطين ولبنان واستخدامهما ورقة مقايضة ومساومة في الاجندات الاقليمية، وخلافنا معه ليس في الدفاع عن لبنان بل في ضرب مشروع الدولة بحجة هذا الدفاع، وتمايزنا عن مواقفه وليس لتاريخه في المقاومة بل حاضره في قيادة شيعية سياسية تكرر تجارب مريرة خبرها اللبنانيون جميعا. 
لسنا اعداء حزب الله
نعم نحن مختلفون مع " حزب الله" لكننا لسنا اعداء له او متآمرين عليه، نعم نحن نختلف مع " حزب الله" لكننا لا نخاصمه بل نحترم تضحيات شهدائه ومناضليه بقدر ما نعلي خيار عروبتنا التاريخي الحضاري الطبيعي على كل خيار اقليمي آخر، ونقدم هذا الخيار لـ"حزب الله" ذاته لبحثه ومراجعة تجربته بانجازاتها وعثراتها ولتبني هذا الخيار والاقلاع عن سياسات وخيارات خاطئة اخرجته من محيطه الطبيعي في ضمائر العرب الى سجن الطموحات الاقليمية والنووية.
 

 

السابق
ليلى الصلح: لا نية لدي في الترشح للانتخابات المقبلة لا انا ولا أولادي
التالي
النهار: سليمان: استراتيجية لسلاح المقاومة في تصرف الجيش وليس لهدف آخر