الوطن: سياسة اللبنانيين سمحت للنظام السوري انتهاك السيادة اللبنانية

كتبت صحيفة "الوطن" السعودية في افتتاحيتها: لم تعد من الأسرار، العمليات العدوانية التي ينفذها النظام السوري على لبنان: قصفا للأراضي المحاذية للحدود في الشمال وتحديدا على قرى عكار، وفي الشمال الشرقي على بلدة عرسال ومشاريع القاع، فضلا عن التوغلات العسكرية في هاتين المنطقتين وملاحقة اللاجئين السوريين بحجة انتمائهم إلى الجيش السوري الحر.

اضافت "يتخذ النظام من بعض الاتفاقيات في عهد الوصاية السورية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاما مبررا لاعتداءاته، ولكن هذه الاتفاقيات لا تنفذ إلا من جانب واحد، رغم المطالبات الكثيرة التي رفعها المسؤولون اللبنانيون للمعاملة بالمثل، علما أن لبنان لم يخرق لا بجنوده ولا بدبلوماسيته يوما الحدود "المرسومة" بين البلدين، ولا سياسيوه تجاوزوا الاتفاقيات المبرمة، ففي كل الحروب الداخلية التي يشهدها العالم، هناك من ينحاز إلى طرف ما، ولكن لبنان لحساسية وضعه الداخلي بسبب الانقسام العمودي بين فرقائه، نهج سياسة النأي بالنفس، عما يجري في سوريا، من دون أن يغفل مساعدة اللاجئين الوافدين إلى أراضيه، إما خوفا من بطش النظام، أو طلبا للسلامة، وفي كلتا الحالتين لا بد من مساعدتهم إنسانيا عبر الجهات الرسمية التي تفرضها المواثيق الإنسانية، أو عبر مؤسسات المجتمع المدني التي تنطلق في عملها من منطلقات إنسانية بحتة أيضا.

استمر المسؤولون اللبنانيون في اتباع سياسة متوازنة، ولكن هذه السياسة أعطت إلى حد ما النظام السوري ضوءا أخضر لاستمرارية انتهاكاته للسيادة اللبنانية، وفي كل مرة بحجة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين التي مفادها ألا يتحول لبنان شوكة في خاصرة سوريا، وليس في خاصرة النظام الذي يقتل ويسحل معارضيه، من نساء وشيوخ وأطفال.

ما تشهده سوريا حاضرا وما شهدته سابقا، وما تحمله الأيام المقبلة، من تطورات بعد فتح معركة تحرير حلب، والحديث عن إقامة مناطق عازلة لجهة تركيا، فرضتها تضحيات الجيش السوري الحر؛ ستكون ردا على أنصار النظام السوري في لبنان الذين يتاجرون بسعي الثورة لإقامة مثل هذه المنطقة في شمال لبنان، وبالتالي، على النظام السوري أن يكف عن اعتداءاته على الأراضي اللبنانية بحجة ذلك، كما أن على القيادة اللبنانية بدء العمل على تعديل الاتفاقيات.
  

السابق
توقيف متورط في حادثة علمات والسلاح أعيد لأصحابـه
التالي
الحريري: لمعالجة اي اشكال او حادث بهدوء بعيدا عن اي استغلال او تضخيم