الأخبار: 14 آذار تعطّل حوار بعبدا

قبل أن يجفّ حبر توقيع البابا الإرشاد الرسولي، سارعت قوى 14 آذار إلى إجهاض جلسة الحوار بذرائع مختلفة لكل طرف فيها، منها انعدام جدواه أو سفر قيادات أو غياب تيار "المستقبل" عن الطاولة، في وقت أنجزت فيه القوات اللبنانية مسوّدة مشروعها لقانون الانتخاب، تمهيداً لعرضها على الحلفاء
مرة جديدة ترهن قوى 14 آذار مصير الحوار بقرارها. فقد أوضحت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار لـ"الأخبار" أن احتمال تأجيل طاولة الحوار المقررة يوم الخميس المقبل وارد، وقد بدأت أسهمه بالارتفاع مساء أمس، قياساً إلى أمرين:
أولاً، أن ثمة انقساماً في تيار "المستقبل" بشأن المشاركة في الطاولة بين من يدعو إلى المشاركة في الحوار وبين المطالبين بمقاطعته. وجاء سفر الرئيس فؤاد السنيورة في زيارتين لموسكو وأنقرة ليزيد من احتمال غياب التيار، وخصوصاً أن بعض المعنيين لم يفلحوا حتى المساء في الاتصال بالسنيورة للوقوف على قراره.
ثانياً، إن غياب السنيورة و"المستقبل" قد يدفع الكتائب إلى عدم الحضور أيضاً، مع احتمال توجه الرئيس أمين الجميّل إلى الفاتيكان للقاء البابا بنديكتوس السادس عشر خلال اجتماع الأحزاب الديموقراطية المسيحية، مع العلم بأن مصادر كتائبية أكدت لـ"الأخبار" أن الجميّل كان واضحاً في تأكيده المشاركة في جلسة الحوار، خصوصاً أن عدم انعقادها يجهض رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر والإرشاد الرسولي وزيارته في حدّ ذاتها التي شدد خلالها على أهمية الحوار.
ولفتت إلى أن لا شيء يستدعي عدم الذهاب الى الحوار، لا بل إن الظروف ملحة من أجل طرح الاستراتيجية الدفاعية، إلا إذا تطورت التظاهرات التي دعا إليها حزب الله وأدت إلى حدوث مشاكل معينة. وانتقدت تلويح البعض بالمذكرة التي رفعتها قوى 14 آذار وضرورة جواب رئيس الجمهورية متسائلة: "أليس موقف رئيس الجمهورية كافياً، سواء بالنسبة الى طلب توضيح إيران بشأن وجود الحرس الثوري الإيراني في لبنان، أو القصف السوري على لبنان؟".
وفي السياق ذاته، جدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقف مقاطعته جلسات الحوار. ورأى في مقابلة مع قناة "أم تي في" أن حزب الله غير جاهز للحوار، وأن الحوار "يغطي واقعاً يجب ألا يغطى، وهو وضع الحكومة والواقع الحالي في البلد"، محمّلاً طاولة الحوار "مسؤولية ما يجري في البلد من الأجنحة العسكرية والخطف والكهرباء وغيرها، وحرام أن نتحملها جراء نيتنا الطيبة بالجلوس على حوار لا نفعل فيه شيئاً".

وفي موضوع قانون الانتخاب، أكد جعجع التمسك بمشروع الدوائر الصغرى "وإذا لم يمش نسير بالنسبية".
وفي هذا السياق، علمت "الأخبار" أن "القوات اللبنانية" أنهت مسوّدة اقتراح لتعديل قانون الانتخابات النيابية، اشتركت في إعداده مجموعة ناشطة من المجتمع المدني في ملف الانتخابات والديموقراطية. وتلحظ المسودة تعديلات في مواد عدة، من شكل الدوائر الى الإنفاق الانتخابي ومراقبة العملية الانتخابية والإعلام وسواها.
وستعرض المسودة على حزب الكتائب وتيار "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي.
من جهته، أكد رئيس الرئيس الجميّل في مؤتمر صحافي أن موقفنا "من قانون الانتخاب تحقيق الديموقراطية الصحيحة، ويفترض أن يمثل النواب المسيحيين. لذلك، نطالب بالدوائر المصغرة، فتقسيم لبنان بهذا الشكل يؤمن التمثيل الصحيح، والاقتراح الأرثوذكسي يؤمن أيضاً هذا الهدف"، معتبراً "أن التيار الوطني الحر خرج عن اتفاق بكركي وقدم مشروع قانون يتناقض تماماً مع توجه بكركي".
من جهة أخرى، دعا رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط اللبنانيين إلى "تلقف مضامين الإرشاد الرسولي وترجمته في سعي حثيث لإزالة مخاوف شرائح كبيرة من اللبنانيين، ولا سيما المسيحيين، بهدف الخروج التدريجي من عقدة الخوف أو مفهوم الأقلية المغاير للحقيقة".

كذلك دعا المسلمين في لبنان "إلى تلقّف هذا الإرشاد الرسولي والتمسك بالتنوع اللبناني كي لا يتحول لبنان إلى ثنائية غير قابلة للحياة أو الحكم".
ورأى "أن أفضل ترجمة للرسائل التي وجهها البابا تكون في التشبث باتفاق الطائف الذي أكد المناصفة والمشاركة، وفي الاحتكام الى الدولة والالتفاف حولها وليس عليها، لكي تكون دولة واحدة موحدة وقوية لا دويلات مبعثرة، وفي السعي الجدي لتحقيق منجزات اقتصادية تؤدي إلى توليد فرص عمل واستقطاب استثمارات، ما يعزز مشاعر الشباب في الانتماء إلى الارض والتمسك بها رغم كل المصاعب والمشاكل". ورأى، من ناحية أخرى، أنه "قد يكون من المفيد التفكير في إعادة النظر في صلاحيات رئيس الجمهورية وتعزيزها من دون المس بجوهر اتفاق الطائف".

طهران تنفي وجود الحرس
من جهة أخرى، تفاعلت التصريحات التي أطلقها قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري عن وجود عناصر من الحرس في لبنان. ولاستيضاح هذا الأمر، استدعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي الذي نفى ذلك، موضحاً أن هذا الكلام أتى جواباً عن سؤال يتعلق بوجود عناصر الحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، وكانت إجابة قائد الحرس تتناول الوضع السوري.
وأشار إلى أن الرئيس سليمان طلب توضيح ذلك رسمياً من السلطات الإيرانية المختصة.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست لقناة "العالم" أن "التعليقات التي نسبت الى جعفري بشأن وجود الحرس الثوري في سوريا كانت جزئية ومغلوطة (…) وليست صحيحة في أي شكل". وأضاف أن "لا وجود عسكرياً لإيران في المنطقة، وخصوصاً في سوريا".

أميركا تحذر رعاياها
وفيما أكد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أنه "تم التنسيق مع الأجهزة الأمنية لحماية المؤسسات الأميركية"، جددت وزارة الخارجية الأميركية تحذير الرعايا الأميركيين من الأوضاع القائمة و"تجنب السفر إلى لبنان"، معلقة المنح الدراسية للأميركيين الراغبين في الدراسة في لبنان.
ورأت الوزارة "أن احتمال حدوث تصاعد عفوي للعنف في لبنان لا يزال قائماً، وسلطات الحكومة اللبنانية غير قادرة على ضمان حماية مواطني أو زوار البلاد في حال نشوب عنف مفاجئ".

السنيورة يلتقي لافروف
على خط آخر، وبعد لقاء الرئيس سعد الحريري الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في باريس الأسبوع الماضي، التقى الرئيس السنيورة في موسكو مع وفد من مجلس العلاقات العربية والدولية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمدة ساعة ونصف الساعة، وتركز البحث على تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في سوريا.
كذلك التقى الوفد صباحاً مجلس العلاقات الخارجية في روسيا الذي يضم مسؤولين روساً سابقين وأكاديميين.  

السابق
اللواء: إجماع إسلامي – مسيحي على التنديد بالفيلم المسيء للنبي وواشنطن تحذّر رعاياها
التالي
الحياة: سليمان يطلب توضيح تصريحات جعفري ونصرالله يظهر علناً داعياً الى غضبة شاملة