الشرَك الايراني

يجب ان نرى اليوم العلاقات بين ايران واسرائيل أنها علاقات بين واضع شرك وواقع فيه. فايران معنية بصوغ امبراطورية مسلمة تسيطر على أكثر العالم القديم. والشيعة هم نحو من 15 في المائة من العالم الاسلامي ويبدو ان ايران الواقعة في قلب المنطقة الشيعية قد تولت مهمة تغيير هذه النسبة بمحاولة التوصل الى قلوب السنيين واقناعهم بالتحول الى التشيع. ان هذه المهمة مؤلفة من اجراءات كثيرة منها توحيد الشيعة وقيادتهم من جهة واستيعاب شيعة جدد من جهة اخرى، ويمكن احراز هذين الهدفين اذا نالت ايران لنفسها مكانة تلك التي تخدم كل المسلمين في العالم بعرضها مثلا على أنها تحارب أعداء الاسلام، ولمحاربة أعداء الاسلام ينبغي أن يُعرفوا بأنهم كذلك وقد فعل هذا قادة ايران حينما عرضوا الولايات المتحدة على أنها الشيطان الأكبر واسرائيل على أنها الشيطان الأصغر.

بعد ان عرض الايرانيون اسرائيل على أنها عدو قدّروا بيقين السبل الملائمة لمحاربتها ويبدو أنهم اختاروا اثنتين رئيستين وهما: المساعدة على بلورة كيانات مسلمة صغيرة في حدود دولة اسرائيل (حماس في القطاع وحزب الله في جنوب لبنان وغيرهما)، وتطوير طُعم للشرك وهو سلاح لا تستطيع اسرائيل ان تكف نفسها عن محاولة مهاجمته أنظروا مثلا الى صور آلات الطرد المركزي التي تُنشر على الملأ صبح مساء كما لم تثبت لطُعمي المفاعل الذري في العراق والمفاعل الذري في سوريا.
ان ايران هي أكثر الدول تقدما في العالم في كل ما يتعلق بتطوير الثروة البشرية. فليست فقط تحدد مواقع جميع الموهوبين والعباقرة في داخلها وتُقدمهم بل تختار منهم الـ 600 المتميزين ليكونوا نخبة خادمة وموردا قوميا. وهم يحظون بظروف مُحسنة خاصة ويُجندون آخر الامر مثل جسم واحد للبحث والتطوير العسكريين ولا يوجد لهذا نظير في العالم كله. ومعنى ما يطوره هؤلاء الشباب هو القدرة الذرية العسكرية ولهذا يكشفون عنها. فمهمتها اذا ان تجذب المُغرى الى طُعم الاغراء.

ان المُغرى هو الذي يغريه الطُعم ويدخل في الشرك. وقد قرنت اسرائيل نفسها بهذه المهمة في حماسة وأصبح يوجد فيها في الاشهر الاخيرة نقاش مكشوف في الموعد الذي يجب علينا فيه ان نجتاز منفذ الشرك وننقض على طُعم الاغراء. وماذا عن اليوم التالي؟.
ان اليوم التالي سيفاجئنا. فايران لن تطلق النار علينا. ولن تطلق النار كما يبدو ايضا الكيانات المسلمة التي ساعدت على انشائها على حدودنا، ربما يسود هدوء متوتر وبعد نحو من اسبوع فقط يقرر الشركاء المسلمون وغيرهم نظام الرد وخصائصه. ويبدو انه سيشتمل على القائمة التالية: سيُسقط جيراننا قذائف صاروخية وصواريخ على تجمعات السكان في كل أنحاء اسرائيل الى ان تنفد عندهم مستودعات السلاح وهذه الفترة ستستمر نحوا من شهرين أو ثلاثة، وآنذاك ستنضم ايران وتُسقط علينا عددا من الصواريخ البدائية، وهي قطع حديد على هيئة صواريخ سكاد العراقية وتطويراتها، عدة مرات في الاسبوع مدة ثماني سنين وأكثر (أنظروا الى حرب ثماني السنين بينها وبين العراق).

لن يُخرب هذا الرد اسرائيل لكنه سيدمر اقتصادها، فلا يمكن ان يقوم اقتصاد منظم حينما يفر الاغنياء الكبار الى قارات اخرى لاقامة اعمالهم وينتقل سائر السكان من الجنوب الى الشمال والمركز بحثا عن ملجأ. وفي واقع الامر فان سلاح الرد السري الايراني هو السلاح الذي هُزمت متسادا به ألا وهو الحصار. وسينتهي الحصار حينما تنفد موارد اسرائيل ولا تستطيع الاستمرار في إطعام سكانها.  

السابق
كاظم يتسوق في وسط بيروت
التالي
أردوغان: الأسد أقام دولة إرهابية في سوريا