النهار: بري: نشهد أننا لن نذهب الى أي فتنة

رفعت آخر جولات التصعيد السوري على الحدود اللبنانية – السورية الشمالية ليل الخميس – الجمعة منسوب التوتر والمخاوف في منطقة عكار، في ظل تجاوز القصف الصاروخي السوري لعدد من القرى والبلدات العكارية حدوداً بعيدة، من المناطق التي شهدت سابقاً اعتداءات مماثلة.
واذ استرعى الانتباه في القصف الكثيف الذي شمل اكثر من عشر قرى، استهدافه بلدة منجز التي اصيب فيها عدد من المنازل فضلا عن استهدافه قرى تبعد اكثر من ثمانية كيلومترات عن الحدود، اوضحت مصادر معنية بالوضع في عكار لـ"النهار" ان اي تطور أمني أو حادث لم يسبقا جولة القصف السوري مما رسم ظلال خلفية سياسية واضحة وراء هذه الاعتداءات ربطتها المصادر بالمناخ المحتقن الناشىء عن مضاعفات الحملة المطالبة بطرد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وملف توقيف الوزير السابق ميشال سماحة في قضية الاعداد لتفجيرات ارهابية في منطقة عكار تحديداً.
وقالت ان هذا التطور اعاد الى الواجهة مسألة الانتهاكات السورية للحدود لتضاف الى قائمة التعقيدات المتراكمة التي ستواجهها الحكومة، خصوصا ان المطالبة مجددا بتكثيف نشر الجيش على الحدود والتصدي لهذه الانتهاكات سترتفع بقوة في الايام القريبة.
ومن غير المستبعد ان يطرح هذا الموضوع في الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، وخصوصا في ظل الجولة التي قام بها البطريرك اخيرا على عكار.
وعلمت "النهار" ان عدداً كبيراً من الوزراء سيرافق ميقاتي في هذه الزيارة التي تأتي قبيل زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان بحيث تعرض فيها التحضيرات الجارية للزيارة البابوية، الى مجمل قضايا الساعة.
في غضون ذلك، أفادت مصادر الوفد الذي رافق رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى طهران عقب عودته مساء أمس الى بيروت ان المحادثات التي اجراها سليمان مع المسؤولين الايرانيين الكبار تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية وتناولت الوضع اللبناني في ظل الازمة السورية. وقد سمع الجانب الايراني من الرئيس اللبناني موقفه الثابت من الازمة السورية من حيث تأكيده ضرورة الحل السياسي بعيداً من العنف واعتماد الحوار ورفض أي تدخل عسكري خارجي في سوريا.
وأضافت ان الرئيس سليمان أكد في موضوع المقاومة ان لبنان يبقى في حاجة الى المقاومة ما دام هناك احتلال ولكن بشرط ان تكون مضبوطة الايقاع وأن تتناغم مع الدولة. وشرح ان الحوار الجاري يهدف الى التوصل الى استراتيجية دفاعية تجيب عن كل الاسئلة المطروحة في شأن عمل المقاومة.
وأعلن رئيس الجمهورية في حوار مع الصحافيين امس في طهران ان لبنان "يقبل بكل امتنان كل مساعدة (ايرانية) لا تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية". ووصف لقاءه المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بأنه كان "مفيدا جدا وكنا متفاهمين على معظم المواضيع التي تحدثنا عنها".
بري
وشكلت انعكاسات الازمة السورية على لبنان محور الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس النواب نبيه بري امس في الذكرى الـ34 لاختفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ليبيا، والذي أحيته حركة "أمل" في احتفال حاشد في النبطية. واعتبر بري ان "الوحدة هي الرد على الفتنة" وقال: "إننا نشهد أمام الله وأمام المسلمين وأمام مواطنينا من كل الطوائف أننا لن نذهب الى أي فتنة… "اننا شيعيو الهوية سنيو الهوى لبنانيو الحمى والمنتهى". ودعا الى "رفض جعل العنف قاعدة في العلاقات داخل أقطارنا ورفض مبدأ فرض الاصلاحات او التغيير بالقوة وفي المقابل ادانة منع التغيير والاصلاح بالقوة". ورأى أن "سوريا موضوعة في منظار تصويب مؤامرة دولية هدفها تدمير دور سوريا الاقليمي واحلال سايكس بيكو جديد جغرافيا".
كلمة جعجع
وفي المقابل علمت "النهار" ان الكلمة التي سيلقيها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مساء اليوم في معراب في مناسبة ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" ستتناول ردا على "مغالطات النظام السوري وحلفائه في لبنان" ودعوة الى "التفريق بين النظام والشعب في سوريا". كما سيدعو الحكومة الى انشاء خلية أزمة حكومية لمتابعة ملف السجناء اللبنانيين في سوريا. وسيدعو المسيحيين الى "العودة الى مبرر وجودهم في الشرق" وسيطالب اللبنانيين بالاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة "لمشروع الدولة".
ويُشار في هذا السياق الى أن منظمة الشباب التقدمي نظمت مساء أمس تجمعاً في ساحة سمير قصير بوسط بيروت دعت فيه الى "الرد على ما كشفته الأجهزة الأمنية من محاولات نقل الفتنة الى الداخل" وحملت بعنف على النظام السوري مطالبة باتخاذ الاجراءات اللازمة في حق "ممثل نظام القتل في لبنان".
حادث الحمراء
على صعيد أمني آخر، حصل حادث في منطقة الحمراء أمس أدى الى تسليم ثلاثة أفراد من الحزب السوري القومي الاجتماعي الى قوى الأمن الداخلي، وأوضح مرجع أمني لـ"النهار" أن قوى الأمن الداخلي اتخذت اجراءات أمنية في شارع المقدسي عقب تعرض عنصر لها للضرب على أيدي مجموعة من الحزب السوري القومي الاجتماعي وأدت الاجراءات بالتعاون مع قيادة الحزب الى تسليم ثلاثة مطلوبين بوشر التحقيق معهم. وسبق الاعتداء على العنصر الأمني اعتداء آخر على مواطن من آل ضو وهو في حال حرجة صحياً. وطلب المدعي العام التمييزي بالانابة سمير حمود تبيان ما اذا كانت ثمة علاقة بين الحادثين.  

السابق
المقداد: البيان الختامي لقمة عدم الانحياز يدعم سوريا برفع العقوبات
التالي
السفير: الحكومة تختبر نياتها النفطية الأربعاء